اكتشف: كسور هضبة الظنبوب.. تشخيص وعلاج فعال!

جاري البحث...

لا توجد اقتراحات للبحث

اكتشف: كسور هضبة الظنبوب.. تشخيص وعلاج فعال!
الإصابات والكسور 2023, سبتمبر, 15 | 3:00 ص 22 مشاهدة

اكتشف: كسور هضبة الظنبوب.. تشخيص وعلاج فعال!

كسور هضبة الظنبوب: التشريح، التشخيص، والعلاج

كسور هضبة الظنبوب هي إصابات حول مفصل الركبة تصيب الجزء العلوي من عظم الظنبوب (قصبة الساق)، وغالبًا ما تترافق مع إصابات في الأنسجة الرخوة المحيطة. هذه الكسور يمكن أن تؤثر بشكل كبير على وظيفة الركبة وقدرة الشخص على الحركة. فهم دقيق لتشريح منطقة الركبة، وآليات الإصابة، وخيارات التشخيص والعلاج، أمر بالغ الأهمية لتحقيق أفضل النتائج للمرضى الذين يعانون من هذه الإصابات.

تشريح هضبة الظنبوب وأهميته في الإصابات

هضبة الظنبوب هي الجزء العلوي المتسع من عظم الظنبوب، وتشكل سطح المفصل الذي يتمفصل مع عظم الفخذ لتكوين مفصل الركبة. تتكون الهضبة من جزأين رئيسيين: الهضبة الأنسية (الداخلية) والهضبة الوحشية (الخارجية). تلعب هاتان الهضبتان دورًا حيويًا في توزيع وزن الجسم والحفاظ على استقرار الركبة.

  • الهضبة الأنسية: عادة ما تكون أكبر وأقوى من الهضبة الوحشية، وتتحمل جزءًا أكبر من وزن الجسم.
  • الهضبة الوحشية: أكثر عرضة للإصابة بسبب شكلها المحدب ودعمها الأقل.

الأربطة والغضاريف الهلالية (الغضاريف المفصلية) المحيطة بالهضبة تلعب دورًا هامًا في استقرار المفصل وامتصاص الصدمات. غالبًا ما تترافق كسور هضبة الظنبوب مع إصابات في هذه الهياكل، مما يزيد من تعقيد الإصابة ويؤثر على خطة العلاج. فهم دقيق لتشريح الأوعية الدموية والأعصاب المحيطة بالركبة أمر بالغ الأهمية لتجنب المضاعفات أثناء الجراحة.

وبائيات كسور هضبة الظنبوب: من يصاب وكيف؟

تحدث كسور هضبة الظنبوب بنسبة تتراوح بين 1-2% من جميع الكسور، ويبلغ معدل حدوثها حوالي 10.3 لكل 100,000 شخص سنويًا. تختلف هذه الكسور في أسبابها وانتشارها بين الفئات العمرية المختلفة.

  • الرجال في الأربعينيات: غالبًا ما يصابون بسبب حوادث الصدمات عالية الطاقة، مثل حوادث السيارات أو الإصابات الرياضية العنيفة.
  • النساء في السبعينيات: أكثر عرضة للإصابة بسبب السقوط من ارتفاع منخفض، نتيجة لهشاشة العظام وضعف العضلات المرتبط بالتقدم في العمر.

تشير الإحصائيات إلى أن الهضبة الوحشية هي الأكثر تضررًا في 70-80% من الحالات، بينما تمثل الكسور الثنائية (إصابة كلا الهضبتين) والكسور الأنسية 10-30% و 10-20% على التوالي. من المهم ملاحظة أن هذه النسب قد تختلف بناءً على المنطقة الجغرافية والعوامل الديموغرافية الأخرى.

أسباب و آليات الإصابة: كيف تحدث كسور هضبة الظنبوب؟

تحدث كسور هضبة الظنبوب نتيجة لتطبيق قوة على الركبة تتجاوز قدرة العظام على تحملها. تعتمد آلية الإصابة على اتجاه القوة المطبقة، وكمية الطاقة، وجودة العظام.

  • قوة الانحراف الخارجي (Valgus): تؤدي إلى كسور في الهضبة الوحشية. [مثال: ارتطام الركبة من الجانب أثناء التزلج].
  • قوة الانحراف الداخلي (Varus): تؤدي إلى كسور في الهضبة الأنسية.
  • الحمل المحوري (Axial Load): يؤدي إلى كسور ثنائية في الهضبتين. [مثال: السقوط على القدمين من ارتفاع].

في بعض الحالات، قد تترافق هذه الكسور مع خلع في المفصل، خاصة في الإصابات الناتجة عن صدمات عالية الطاقة. إصابات الأنسجة الرخوة، مثل تمزق الغضروف المفصلي أو الأربطة الصليبية، شائعة أيضًا في هذه الحالات.

التشخيص: كيف يتم التعرف على كسور هضبة الظنبوب؟

يعتمد تشخيص كسور هضبة الظنبوب على الفحص السريري والتصوير الإشعاعي.

  1. الفحص السريري: يقوم الطبيب بتقييم مدى الألم والتورم وتشوه المفصل. يتم أيضًا فحص نطاق حركة الركبة وتقييم وظيفة الأربطة والأعصاب المحيطة.
  2. التصوير الإشعاعي:
    • الأشعة السينية (X-ray): هي الخطوة الأولى في التشخيص، وتساعد على تحديد نوع وموقع الكسر.
    • التصوير المقطعي المحوسب (CT Scan): يوفر صورًا أكثر تفصيلاً للعظام، ويستخدم لتخطيط الجراحة، خاصة في الحالات المعقدة.
    • التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI): يستخدم لتقييم إصابات الأنسجة الرخوة المصاحبة، مثل تمزق الغضروف المفصلي أو الأربطة.

من الضروري إجراء تقييم شامل للأوعية الدموية والأعصاب في الطرف السفلي لضمان عدم وجود إصابات مصاحبة.

العلاج: خيارات متعددة لتحقيق الاستقرار والشفاء

يهدف علاج كسور هضبة الظنبوب إلى استعادة استقرار المفصل، وتخفيف الألم، واستعادة وظيفة الركبة. يعتمد اختيار العلاج على عدة عوامل، بما في ذلك نوع الكسر، وشدة الإصابة، وعمر المريض، والحالة الصحية العامة.

  • العلاج غير الجراحي: يستخدم في الكسور المستقرة التي لا يوجد فيها إزاحة كبيرة. يشمل العلاج وضع جبيرة أو دعامة لتثبيت الركبة، وتناول الأدوية لتخفيف الألم والتورم، والعلاج الطبيعي لاستعادة نطاق الحركة والقوة.
  • العلاج الجراحي: يوصى به في الكسور غير المستقرة أو الكسور التي يوجد فيها إزاحة كبيرة. الهدف من الجراحة هو إعادة تنظيم العظام وتثبيتها باستخدام صفائح ومسامير. في بعض الحالات، قد يكون من الضروري إجراء ترقيع عظمي لملء الفراغات في العظام. تعتبر الجراحة ضرورية في الحالات التي تترافق مع إصابات في الأنسجة الرخوة، مثل تمزق الأربطة.

بعد الجراحة، يلعب العلاج الطبيعي دورًا حيويًا في استعادة وظيفة الركبة. يشمل العلاج الطبيعي تمارين لتقوية العضلات، وتحسين نطاق الحركة، واستعادة التوازن.

المضاعفات المحتملة ومآل الشفاء

على الرغم من أن معظم كسور هضبة الظنبوب تلتئم بشكل جيد مع العلاج المناسب، إلا أن هناك بعض المضاعفات المحتملة التي يجب أن يكون المريض على علم بها.

  • التهاب المفاصل: يمكن أن يحدث التهاب المفاصل بعد سنوات من الإصابة، خاصة إذا كان الكسر قد أثر على سطح المفصل.
  • عدم التئام العظام: في بعض الحالات، قد لا يلتئم الكسر بشكل صحيح، مما يتطلب جراحة إضافية.
  • العدوى: يمكن أن تحدث العدوى بعد الجراحة، ولكنها نادرة.
  • تصلب المفصل: يمكن أن يحدث تصلب في المفصل إذا لم يتم البدء في العلاج الطبيعي في وقت مبكر.
  • متلازمة الحيز: حالة خطيرة تحدث عندما يزداد الضغط داخل الحيز العضلي، مما يؤدي إلى تلف الأعصاب والأوعية الدموية.

يعتمد مآل الشفاء على عدة عوامل، بما في ذلك نوع الكسر، وشدة الإصابة، وعمر المريض، والحالة الصحية العامة، والالتزام بالعلاج. غالبًا ما يحتاج المرضى إلى عدة أشهر للتعافي بشكل كامل واستعادة وظيفة الركبة. من المهم اتباع تعليمات الطبيب والمعالج الطبيعي بعناية لضمان أفضل النتائج.