كسور لوح الكتف: الأسباب، التشخيص، والعلاج
كسور لوح الكتف هي إصابات غير شائعة نسبياً تحدث في منطقة حزام الكتف، وعادةً ما تكون نتيجة صدمات قوية وعالية الطاقة. غالبًا ما ترتبط هذه الكسور بإصابات أخرى خطيرة مثل إصابات الرئة، وإصابات الرأس، وزيادة في مؤشرات شدة الإصابة بشكل عام. التشخيص يعتمد بشكل أساسي على الأشعة السينية العادية، بينما تساعد فحوصات التصوير المقطعي المحوسب (CT) في تحديد طبيعة الكسر والتخطيط للجراحة إذا لزم الأمر. في معظم الحالات، يكون العلاج غير جراحي باستخدام حمالة للذراع. ومع ذلك، قد يكون التدخل الجراحي ضروريًا في حالات معينة مثل الكسور داخل المفصل، أو كسور جسم أو عنق لوح الكتف المتزحزحة بشكل كبير، أو الكسور المفتوحة، أو تلك المرتبطة بعدم استقرار مفصل الكتف.
وبائيات كسور لوح الكتف
تعتبر كسور لوح الكتف نادرة نسبيًا، حيث تمثل جزءًا صغيرًا من جميع الكسور التي تحدث في الجسم. تقديرات النسبة المئوية لهذه الكسور تختلف قليلاً بين الدراسات، ولكنها تتراوح عادةً بين 0.4% إلى 1% من جميع الكسور. هذه النسبة المنخفضة تعكس حقيقة أن لوح الكتف محمي بشكل جيد بالعضلات المحيطة به، ويحتاج إلى قوة كبيرة لإحداث كسر فيه. على الرغم من ندرتها، إلا أن فهم هذه الكسور مهم للغاية نظرًا لارتباطها غالبًا بإصابات أخرى أكثر خطورة.
أكثر المواقع شيوعًا لحدوث كسور لوح الكتف هو جسم لوح الكتف وعموده الفقري، حيث يشكلان حوالي 45-50% من جميع كسور لوح الكتف. يليهما الأخرم (Acromion) بنسبة 25%، ثم الحقاني (Glenoid fossa/rim) بنسبة 10%، وأخيرًا الناتئ الغرابي (Coracoid) بنسبة 7%. هذه النسب تعطي فكرة عن الأجزاء الأكثر عرضة للإصابة في لوح الكتف، وتساعد في توجيه الفحص السريري والتصويري.
أسباب كسور لوح الكتف
آليات الإصابة الشائعة
تحدث كسور لوح الكتف عادةً نتيجة لصدمات قوية، مثل حوادث السيارات أو السقوط من ارتفاعات كبيرة. في الواقع، تشير الإحصائيات إلى أن 80-90% من كسور لوح الكتف تحدث بسبب صدمات عالية الطاقة. هذه الصدمات يمكن أن تؤدي إلى كسور مباشرة في لوح الكتف أو قد تحدث نتيجة لقوى غير مباشرة تنتقل عبر الذراع إلى الكتف.
في بعض الحالات النادرة، قد تحدث كسور لوح الكتف نتيجة لصدمات أقل حدة، مثل السقوط على اليد الممدودة. ومع ذلك، في هذه الحالات، يجب البحث عن عوامل أخرى تزيد من خطر الكسر، مثل هشاشة العظام أو وجود أورام في العظام.
الإصابات المصاحبة
غالبًا ما ترتبط كسور لوح الكتف بإصابات أخرى في الجهاز العضلي الهيكلي. تشير التقديرات إلى أن 80-95% من حالات كسور لوح الكتف تكون مصحوبة بإصابات أخرى، مثل كسور في الضلوع، أو كسور في عظام الذراع، أو إصابات في الرأس أو الصدر. هذا الارتباط بالإصابات الأخرى يؤكد على أهمية إجراء فحص شامل للمريض المصاب بكسر في لوح الكتف لتقييم جميع الإصابات المحتملة.
بالإضافة إلى الإصابات العظمية، يمكن أن تترافق كسور لوح الكتف أيضًا بإصابات في الأنسجة الرخوة المحيطة، مثل تمزق الأربطة أو الأوتار، أو إصابات الأعصاب والأوعية الدموية. هذه الإصابات يمكن أن تؤثر على عملية التعافي وتتطلب عناية خاصة.
تشخيص كسور لوح الكتف
الفحص السريري
يبدأ تشخيص كسور لوح الكتف بفحص سريري شامل للمريض. يتضمن الفحص السريري تقييم الألم، والتورم، والكدمات في منطقة الكتف. يجب على الطبيب أيضًا فحص نطاق حركة الكتف وتقييم قوة العضلات المحيطة. قد يكون من الصعب إجراء فحص سريري كامل في البداية بسبب الألم، ولكن من المهم محاولة تحديد مكان الألم بدقة وتقييم أي تشوهات في شكل الكتف.
التصوير الطبي
بعد الفحص السريري، يتم إجراء التصوير الطبي لتأكيد التشخيص وتحديد طبيعة الكسر. الأشعة السينية العادية هي الخطوة الأولى في التصوير، وعادةً ما تكون كافية لتشخيص معظم كسور لوح الكتف. ومع ذلك، قد يكون من الصعب رؤية بعض الكسور الصغيرة أو الكسور المعقدة بالأشعة السينية العادية.
في هذه الحالات، يتم استخدام التصوير المقطعي المحوسب (CT) لتوفير صور أكثر تفصيلاً للعظام. يساعد التصوير المقطعي المحوسب في تحديد طبيعة الكسر بدقة، وتقييم مدى إصابة المفصل، والتخطيط للجراحة إذا لزم الأمر. في بعض الحالات النادرة، قد يتم استخدام التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI) لتقييم إصابات الأنسجة الرخوة المحيطة بالكتف.
البروتوكول التشخيصي
النهج الموصى به لتشخيص كسور لوح الكتف هو البدء بفحص سريري شامل، يليه التصوير المناسب. يجب أن تشمل الأشعة السينية العادية صورًا متعددة للكتف من زوايا مختلفة. إذا كانت الأشعة السينية غير كافية، أو إذا كان هناك اشتباه في وجود إصابات أخرى، فيجب إجراء التصوير المقطعي المحوسب (CT).
علاج كسور لوح الكتف
العلاج غير الجراحي
في معظم الحالات، يكون العلاج غير الجراحي هو الخيار المفضل لكسور لوح الكتف. يشمل العلاج غير الجراحي استخدام حمالة للذراع لتثبيت الكتف وتقليل الألم. يمكن أيضًا استخدام الأدوية المسكنة للألم، مثل مضادات الالتهاب غير الستيرويدية، لتخفيف الألم والتورم.
بعد فترة من التثبيت، يبدأ المريض في برنامج للعلاج الطبيعي لاستعادة نطاق حركة الكتف وقوته. يجب أن يكون العلاج الطبيعي تدريجيًا، ويجب على المريض تجنب الأنشطة التي تسبب الألم.
العلاج الجراحي
قد يكون التدخل الجراحي ضروريًا في بعض الحالات، مثل:
- الكسور داخل المفصل: الكسور التي تمتد إلى داخل مفصل الكتف.
- كسور جسم أو عنق لوح الكتف المتزحزحة بشكل كبير: الكسور التي يكون فيها جزء من العظم قد تحرك من مكانه بشكل كبير.
- الكسور المفتوحة: الكسور التي يكون فيها العظم قد اخترق الجلد.
- الكسور المرتبطة بعدم استقرار مفصل الكتف: الكسور التي تجعل مفصل الكتف غير مستقر.
تتضمن الجراحة عادةً إعادة العظام إلى مكانها الصحيح وتثبيتها باستخدام صفائح ومسامير. بعد الجراحة، يحتاج المريض إلى فترة من التثبيت والعلاج الطبيعي لاستعادة وظيفة الكتف.
نصائح إضافية للعلاج والتعافي
- التغذية السليمة: تلعب التغذية دورًا هامًا في التئام العظام. يجب على المرضى تناول نظام غذائي غني بالكالسيوم وفيتامين د والبروتين.
- الإقلاع عن التدخين: التدخين يمكن أن يبطئ عملية التئام العظام.
- المتابعة المنتظمة مع الطبيب: من المهم المتابعة مع الطبيب بانتظام لتقييم تقدم الشفاء والتأكد من عدم وجود مضاعفات.
من خلال التشخيص الدقيق والعلاج المناسب، يمكن لمعظم المرضى المصابين بكسور لوح الكتف استعادة وظيفة الكتف بشكل كامل والعودة إلى أنشطتهم الطبيعية.