اكشف سر كسور عظم العضد: الأسباب، التشخيص، العلاج الأمثل!

جاري البحث...

لا توجد اقتراحات للبحث

اكشف سر كسور عظم العضد: الأسباب، التشخيص، العلاج الأمثل!
الإصابات والكسور 2023, سبتمبر, 28 | 3:00 ص 15 مشاهدة

اكشف سر كسور عظم العضد: الأسباب، التشخيص، العلاج الأمثل!

كسور الطرف العلوي لعظم العضد: نظرة شاملة

مقدمة

تعتبر كسور الطرف العلوي لعظم العضد من الإصابات الشائعة، خاصة بين كبار السن الذين يعانون من هشاشة العظام. هذه الكسور لا تؤثر فقط على القدرة الحركية للمصاب، بل قد تؤثر أيضًا على جودة حياته بشكل عام. يهدف هذا المقال إلى تقديم نظرة شاملة حول هذه الكسور، بدءًا من انتشارها وأسبابها، وصولًا إلى طرق التشخيص وخيارات العلاج المتاحة، بالإضافة إلى المضاعفات المحتملة. هذه المعلومات ضرورية لكل من المهنيين الطبيين والمرضى على حد سواء، لفهم طبيعة هذه الإصابة وكيفية التعامل معها بفعالية.

وبائيات كسور الطرف العلوي لعظم العضد

تُشكل كسور الطرف العلوي لعظم العضد ما يقرب من 4 إلى 6% من جميع الكسور التي تحدث في الجسم. تزداد نسبة حدوث هذه الكسور بشكل ملحوظ مع التقدم في العمر، خاصة لدى النساء بعد سن اليأس، وذلك بسبب التغيرات الهرمونية التي تؤدي إلى انخفاض كثافة العظام. تشير الدراسات إلى أن النساء أكثر عرضة للإصابة بهذه الكسور من الرجال، ويعزى ذلك إلى ارتفاع معدلات هشاشة العظام لديهن. بالإضافة إلى ذلك، تلعب العوامل الاجتماعية والاقتصادية دورًا في زيادة خطر الإصابة، حيث أن الأشخاص الذين يعيشون في ظروف معيشية غير آمنة أو يعانون من سوء التغذية هم أكثر عرضة للسقوط والإصابة بالكسور. من المهم إجراء فحوصات دورية للكشف عن هشاشة العظام، خاصة لمن هم فوق سن الخمسين، واتخاذ التدابير الوقائية اللازمة للحد من خطر السقوط.

أسباب كسور الطرف العلوي لعظم العضد

تتعدد الأسباب المؤدية إلى كسور الطرف العلوي لعظم العضد، وتختلف باختلاف الفئة العمرية. ففي كبار السن، غالباً ما تحدث هذه الكسور نتيجة السقوط البسيط، حتى من مستوى الوقوف، وذلك بسبب ضعف العظام وهشاشتها. أما في الشباب، فتكون الإصابة عادة نتيجة حوادث عنيفة مثل حوادث السيارات أو السقوط من ارتفاعات عالية. تعتبر هشاشة العظام من أهم العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بهذه الكسور، حيث أن العظام الهشة تكون أكثر عرضة للكسر حتى مع أقل قوة صدمة. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تساهم بعض الحالات الطبية الأخرى، مثل الأورام التي تصيب العظام، في زيادة خطر الإصابة بالكسور. كما أن ممارسة بعض الرياضات التي تتطلب احتكاكًا جسديًا كبيرًا تزيد من احتمالية الإصابة. يجب الانتباه إلى أن هذه الكسور قد تترافق مع إصابات أخرى، مثل تلف الأنسجة الرخوة والأوعية الدموية والأعصاب المحيطة بالكتف.

تشخيص كسور الطرف العلوي لعظم العضد

يعتمد تشخيص كسور الطرف العلوي لعظم العضد بشكل أساسي على الفحص السريري والتصوير بالأشعة السينية (X-ray). يقوم الطبيب بفحص الكتف المصاب لتقييم مدى الألم والتورم والكدمات، بالإضافة إلى فحص القدرة على تحريك الذراع. تُظهر صور الأشعة السينية عادةً الكسر وموقعه وشدته. في بعض الحالات، قد يطلب الطبيب إجراء فحوصات تصويرية إضافية، مثل التصوير المقطعي المحوسب (CT scan) أو التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI)، وذلك لتحديد مدى تعقيد الكسر وتقييم الأضرار التي لحقت بالأنسجة الرخوة المحيطة، مثل الأوتار والأربطة. يساعد التصوير المقطعي المحوسب في الكشف عن الكسور الدقيقة أو المتفتتة، بينما يساعد التصوير بالرنين المغناطيسي في تقييم إصابات الأنسجة الرخوة، وخاصة تمزق الكفة المدورة. من المهم إجراء تشخيص دقيق وشامل لتحديد أفضل خطة علاجية للمريض.

خيارات علاج كسور الطرف العلوي لعظم العضد

تتنوع خيارات علاج كسور الطرف العلوي لعظم العضد، وتعتمد على عدة عوامل، بما في ذلك نوع الكسر وشدته، وعمر المريض، وحالته الصحية العامة، ومستوى نشاطه. يمكن تقسيم العلاج إلى قسمين رئيسيين: العلاج غير الجراحي والعلاج الجراحي.

  • العلاج غير الجراحي: يشمل استخدام حمالة للذراع (sling) لتثبيت الكتف وتخفيف الألم، بالإضافة إلى العلاج الطبيعي لإعادة تأهيل العضلات وتحسين نطاق الحركة. غالبًا ما يكون هذا الخيار مناسبًا للكسور البسيطة والمستقرة، حيث لا يوجد انزياح كبير في العظام المكسورة. يعتبر الالتزام بتعليمات الطبيب المعالج والانتظام في جلسات العلاج الطبيعي أمرًا بالغ الأهمية لتحقيق أفضل النتائج.
  • العلاج الجراحي: قد يكون ضروريًا في حالات الكسور المعقدة أو غير المستقرة، حيث يوجد انزياح كبير في العظام المكسورة أو تلف في الأنسجة الرخوة المحيطة. تشمل الخيارات الجراحية تثبيت الكسر باستخدام المسامير أو الصفائح والبراغي، أو استبدال مفصل الكتف في الحالات الشديدة. يعتمد اختيار الطريقة الجراحية المناسبة على نوع الكسر وعمر المريض وحالته الصحية العامة.

مضاعفات كسور الطرف العلوي لعظم العضد

على الرغم من أن معظم كسور الطرف العلوي لعظم العضد تلتئم بشكل جيد، إلا أن هناك بعض المضاعفات المحتملة التي قد تحدث بعد العلاج. تشمل هذه المضاعفات:

  • عدم التئام الكسر (Nonunion): يحدث عندما لا تلتئم العظام المكسورة بشكل صحيح.
  • التئام الكسر بشكل خاطئ (Malunion): يحدث عندما تلتئم العظام المكسورة في وضع غير صحيح، مما قد يؤدي إلى تشوه أو ضعف في وظيفة الكتف.
  • تصلب الكتف (Adhesive Capsulitis): حالة تتسبب في تصلب الكتف وتقييد نطاق حركته.
  • تنخر العظم (Avascular Necrosis): يحدث عندما يموت جزء من العظام بسبب نقص إمدادات الدم.
  • إصابات الأعصاب: قد تتضرر الأعصاب المحيطة بالكتف أثناء الإصابة أو الجراحة.
  • التهابات: قد تحدث التهابات في موقع الكسر أو الجراحة.

من المهم مراقبة أي أعراض غير طبيعية بعد العلاج وإبلاغ الطبيب المعالج على الفور. يمكن أن يساعد التشخيص المبكر والعلاج المناسب في تقليل خطر حدوث هذه المضاعفات وتحسين النتائج. يجب على المرضى الالتزام بتعليمات الطبيب المعالج والانتظام في جلسات العلاج الطبيعي لضمان أفضل تعاف ممكن.