إصابات المفصل الأخرمي الترقوي: الأسباب، الأعراض، وخيارات العلاج
إصابة المفصل الأخرمي الترقوي (Acromioclavicular Joint Injury)، أو ما يُعرف اختصارًا بإصابة المفصل (AC)، هي إصابة شائعة تصيب الكتف وتحدث نتيجة تلف أو تمزق الأربطة التي تربط عظمة الترقوة (Clavicle) بعظمة لوح الكتف (Scapula). هذه الإصابة قد تؤدي إلى ألم، تورم، وتقييد في حركة الكتف المصاب. تلعب هذه الأربطة دورًا حيويًا في الحفاظ على استقرار الكتف ووظيفته الطبيعية، وأي ضرر يلحق بها يمكن أن يؤثر بشكل كبير على قدرة الشخص على أداء الأنشطة اليومية والرياضية.
أسباب إصابات المفصل الأخرمي الترقوي
تتعدد الأسباب التي قد تؤدي إلى إصابة المفصل الأخرمي الترقوي، وتشمل:
- الاصطدام المباشر: يعتبر السبب الأكثر شيوعًا، وينتج عن السقوط على الكتف مباشرة مع وضع الذراع بالقرب من الجسم. هذا النوع من السقوط يؤدي إلى دفع لوح الكتف للأسفل والداخل، مما يضع ضغطًا كبيرًا على المفصل الأخرمي الترقوي والأربطة المحيطة به. غالبًا ما تحدث هذه الإصابات في الرياضات التي تتطلب احتكاكًا جسديًا، مثل كرة القدم الأمريكية أو الهوكي.
- الاصطدام غير المباشر: يحدث نتيجة السقوط على يد ممدودة، حيث تنتقل قوة الصدمة عبر الذراع العلوي إلى المفصل الأخرمي الترقوي. يمكن أن تؤدي هذه القوة إلى تمزق أو تمدد الأربطة، مما يسبب الألم وعدم الاستقرار. هذا النوع من الإصابات قد يحدث أيضًا في حوادث السيارات أو السقوط من ارتفاع.
- الإفراط في الاستخدام: ينتج عن الإجهاد المتكرر أو الضغط على المفصل الأخرمي الترقوي بسبب الأنشطة التي تتطلب حركات فوق الرأس بشكل متكرر، مثل الرمي، رفع الأثقال، أو السباحة. مع مرور الوقت، يمكن أن يؤدي هذا الإجهاد المتكرر إلى التهاب الأربطة وتمزقها التدريجي.
إصابات المفصل الأخرمي الترقوي أكثر شيوعًا بين الشباب الذكور الذين يمارسون الرياضات التي تتطلب احتكاكًا جسديًا أو الأنشطة الرياضية التي تنطوي على مناورات عالية الخطورة أو تصادمات. تشير الإحصائيات إلى أن الرياضيين الذين يمارسون رياضات مثل كرة القدم الأمريكية، الهوكي، والمصارعة هم الأكثر عرضة لهذه الإصابات. [ملاحظة: يمكن إضافة إحصائيات محددة من دراسات حديثة هنا].
أعراض إصابات المفصل الأخرمي الترقوي
تتفاوت أعراض إصابة المفصل الأخرمي الترقوي تبعًا لشدة ونوع الإصابة. هناك ستة أنواع من إصابات المفصل الأخرمي الترقوي، تتراوح بين الالتواءات الخفيفة إلى الخلع الكامل. يمكن تصنيف هذه الإصابات بناءً على مدى تلف الأربطة واستقرار المفصل.
تشمل الأعراض الشائعة لإصابة المفصل الأخرمي الترقوي:
- ألم في الجزء الأمامي أو العلوي من الكتف: غالبًا ما يكون هذا الألم حادًا ويزداد سوءًا مع حركة الذراع أو الضغط على المفصل.
- تورم وكدمات حول المفصل الأخرمي الترقوي: قد يظهر التورم والكدمات بعد فترة قصيرة من الإصابة، مما يشير إلى تلف الأنسجة والأوعية الدموية المحيطة بالمفصل.
- صعوبة في رفع أو تحريك الذراع: قد يشعر الشخص المصاب بصعوبة في رفع الذراع فوق الرأس أو تحريكها في نطاق كامل من الحركة.
- نتوء مرئي أو تشوه على شكل “درجة” على الجزء العلوي من الكتف: هذا التشوه يحدث عندما تنفصل عظمة الترقوة عن لوح الكتف، مما يخلق مظهرًا غير طبيعي على سطح الكتف.
- الشعور بطقطقة أو فرقعة في الكتف: قد يشعر الشخص المصاب بصوت أو إحساس بالطقطقة أو الفرقعة عند تحريك الكتف، خاصة عند محاولة رفع الذراع أو تدويرها.
تشخيص إصابات المفصل الأخرمي الترقوي
يعتمد تشخيص إصابة المفصل الأخرمي الترقوي على الفحص البدني واختبارات التصوير، مثل الأشعة السينية أو التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI). سيقوم الطبيب بتقييم مدى حركة الكتف، القوة، الاستقرار، والحساسية. سيقوم الطبيب أيضًا بمقارنة الكتف المصاب بالكتف غير المصاب للبحث عن أي اختلافات في المظهر أو الوظيفة.
أثناء الفحص البدني، سيقوم الطبيب بالضغط على المفصل الأخرمي الترقوي للتحقق من وجود ألم أو حساسية. سيقوم الطبيب أيضًا بتقييم مدى حركة الكتف عن طريق توجيه المريض لأداء حركات معينة، مثل رفع الذراع فوق الرأس، تدوير الذراع، وتحريك الذراع عبر الجسم. بالإضافة إلى ذلك، سيقوم الطبيب بتقييم قوة العضلات المحيطة بالكتف للتحقق من وجود أي ضعف أو ضمور.
تعتبر الأشعة السينية أداة تشخيصية مهمة لتحديد مدى إصابة المفصل الأخرمي الترقوي. يمكن للأشعة السينية أن تكشف عن وجود خلع في المفصل، كسور في العظام المحيطة، أو علامات أخرى تدل على الإصابة. في بعض الحالات، قد يطلب الطبيب إجراء تصوير بالرنين المغناطيسي (MRI) لتقييم الأنسجة الرخوة المحيطة بالمفصل، مثل الأربطة والغضاريف. يمكن للتصوير بالرنين المغناطيسي أن يكشف عن وجود تمزقات في الأربطة، التهاب في الأنسجة، أو مشاكل أخرى قد لا تظهر في الأشعة السينية.
خيارات علاج إصابات المفصل الأخرمي الترقوي
تختلف خيارات علاج إصابات المفصل الأخرمي الترقوي تبعًا لشدة الإصابة ونوعها. بشكل عام، تهدف العلاجات إلى تخفيف الألم، تقليل الالتهاب، استعادة نطاق الحركة والقوة، والسماح للمريض بالعودة إلى الأنشطة الطبيعية.
- العلاج غير الجراحي: يستخدم في حالات الإصابات الخفيفة إلى المتوسطة، ويتضمن:
- الراحة: تجنب الأنشطة التي تزيد من الألم.
- الثلج: وضع الثلج على المنطقة المصابة لمدة 15-20 دقيقة عدة مرات في اليوم.
- الضغط: استخدام ضمادة مرنة لتقليل التورم.
- الرفع: رفع الذراع المصابة فوق مستوى القلب لتقليل التورم.
- الأدوية: مسكنات الألم ومضادات الالتهاب غير الستيرويدية (NSAIDs) لتخفيف الألم والالتهاب.
- العلاج الطبيعي: تمارين لتقوية العضلات المحيطة بالكتف واستعادة نطاق الحركة.
- العلاج الجراحي: قد يكون ضروريًا في حالات الإصابات الشديدة، مثل الخلع الكامل للمفصل أو فشل العلاج غير الجراحي. تشمل الخيارات الجراحية:
- إعادة بناء الأربطة: إصلاح أو استبدال الأربطة التالفة.
- استئصال الجزء البعيد من الترقوة: إزالة جزء صغير من نهاية الترقوة لتقليل الضغط على المفصل.
- تثبيت المفصل: استخدام براغي أو صفائح لتثبيت المفصل في مكانه الصحيح.
يعتمد اختيار العلاج المناسب على عوامل مختلفة، بما في ذلك شدة الإصابة، مستوى نشاط المريض، والأهداف العلاجية. يجب على المريض مناقشة الخيارات العلاجية المتاحة مع الطبيب لتحديد الخطة الأنسب لحالته. بعد الجراحة، عادة ما يتطلب الأمر فترة تأهيل مكثفة لاستعادة القوة والوظيفة الكاملة للكتف.