الكسور: نظرة شاملة على التجبير المغلق وأهميته
الكسور، أو ما يعرف بـ “’
Fractures are’”، من الإصابات الشائعة التي تصيب الهيكل العظمي. تتطلب هذه الإصابات إدارة دقيقة ومناسبة لضمان استعادة الوظيفة ومنع المضاعفات المحتملة. تختلف طرق العلاج المتبعة باختلاف نوع الكسر ومكانه وشدته. من بين هذه الطرق، يبرز التجبير المغلق كإجراء غير جراحي يهدف إلى إعادة العظام المكسورة إلى وضعها الطبيعي دون الحاجة إلى فتح الجلد.
ما هو التجبير المغلق؟
التجبير المغلق هو إجراء طبي يهدف إلى إعادة ترتيب أجزاء العظم المكسور إلى موقعها التشريحي الصحيح دون الحاجة إلى إجراء شق جراحي. ببساطة، هو عملية تعديل العظام المكسورة يدويًا من خلال الجلد. يتم إجراء هذا الإجراء عادةً تحت تأثير التخدير الموضعي أو التهدئة أو التخدير العام، وذلك اعتمادًا على حالة المريض وتفضيلاته. الهدف الأساسي من التجبير المغلق هو استعادة الطول والاستدارة والزاوية الطبيعية للعظم، بالإضافة إلى تقليل الضرر الذي يلحق بالأنسجة الرخوة وتوفير الراحة للمريض.
يمكن أن يتم إجراء التجبير المغلق بواسطة جراح العظام، أو طبيب الطوارئ، أو مقدم الرعاية الأولية الذي يتمتع بالخبرة في هذا الإجراء. غالبًا ما يتم إجراؤه في قسم الطوارئ أو عيادة العظام، وعادة ما يستغرق أقل من ساعة لإكماله. بعد الإجراء، يتم تثبيت الكسر الذي تم تجبيره باستخدام جبيرة أو دعامة لمنع الإزاحة وتعزيز الشفاء. التثبيت ضروري لضمان التئام العظام بشكل صحيح ومنع حدوث مضاعفات.
دواعي استخدام التجبير المغلق
يُعد التجبير المغلق خيارًا مناسبًا للكسور الطفيفة التي لا تتضمن تفتتًا كبيرًا في العظام، أو إصابة المفصل، أو تهديدًا للأعصاب والأوعية الدموية. بشكل عام، يعتبر التجبير المغلق خيارًا علاجيًا أوليًا للعديد من الكسور قبل اللجوء إلى الجراحة. تشمل هذه الكسور:
- الكسور البسيطة في عظام الترقوة، والعضد، والكعبرة، والزند، والفخذ، والساق، والشظية، وعظام المشط، وعظام القدم، والكتائب. [ملاحظة: الكتائب هي عظام الأصابع والأصابع القدم].
- بعض الكسور في عظام الرسغ مثل العظم الزورقي، والهلالي، والرأسي، والكلابي، وعظام الكاحل مثل الكاحل، والعقب، والزورقي.
- بعض الكسور في الطرف السفلي من عظم الكعبرة (كسر كوليز)، والطرف السفلي من عظم العضد (كسر فوق اللقمة)، والطرف العلوي من عظم العضد (كسر الحدبة الكبيرة).
عوامل تحدد اختيار التجبير المغلق
يعتمد اختيار التجبير المغلق كطريقة علاج على عدة عوامل، بما في ذلك:
- نوع الكسر: الكسور البسيطة والغير معقدة هي الأنسب للتجبير المغلق.
- درجة الإزاحة: الكسور التي تعاني من إزاحة طفيفة فقط يمكن علاجها غالبًا بالتجبير المغلق.
- الحالة الصحية للمريض: يجب أن يكون المريض بصحة جيدة بما يكفي لتحمل الإجراء والتخدير.
- خبرة الطبيب: يجب أن يكون الطبيب لديه الخبرة الكافية لإجراء التجبير المغلق بنجاح.
فوائد ومخاطر التجبير المغلق
التجبير المغلق، كإجراء علاجي للكسور، يحمل في طياته مجموعة من الفوائد والمخاطر التي يجب على المريض والطبيب مناقشتها قبل اتخاذ القرار.
الفوائد المحتملة
- إجراء غير جراحي: تجنب الجراحة يعني تجنب المخاطر المرتبطة بها، مثل العدوى والنزيف والتندب.
- وقت تعافي أقصر: عادةً ما يكون وقت التعافي أقصر بعد التجبير المغلق مقارنة بالجراحة.
- تكلفة أقل: عادةً ما يكون التجبير المغلق أقل تكلفة من الجراحة.
- الحد من مضاعفات ما بعد الجراحة: مثل التهاب الجروح أو تكون الندبات.
- الحفاظ على الأنسجة الرخوة: تجنب الجراحة يقلل من فرصة تلف الأنسجة الرخوة المحيطة بالعظم المكسور.
المخاطر المحتملة
- عدم القدرة على إعادة العظام إلى وضعها الصحيح: في بعض الحالات، قد لا يكون التجبير المغلق كافيًا لإعادة العظام إلى وضعها الصحيح، وقد تكون الجراحة ضرورية.
- تكرار الإزاحة: قد تنزاح العظام مرة أخرى بعد التجبير المغلق، مما يتطلب إجراءً إضافيًا.
- تلف الأعصاب والأوعية الدموية: هناك خطر ضئيل من تلف الأعصاب والأوعية الدموية أثناء التجبير المغلق.
- متلازمة المقصورة (Compartment Syndrome): وهي حالة خطيرة تحدث عندما يزداد الضغط داخل المقصورة العضلية، مما قد يؤدي إلى تلف الأعصاب والعضلات.
- التئام غير صحيح للعظام: في بعض الحالات، قد لا تلتئم العظام بشكل صحيح بعد التجبير المغلق، مما قد يتطلب إجراءً جراحيًا لتصحيح ذلك.
من المهم جداً مناقشة هذه المخاطر والفوائد مع الطبيب المعالج قبل اتخاذ قرار بشأن العلاج. يجب أن يكون المريض على دراية كاملة بجميع الخيارات المتاحة وأن يفهم المخاطر والفوائد المرتبطة بكل خيار.
الرعاية اللاحقة للتجبير المغلق
بعد إجراء التجبير المغلق، من الضروري اتباع تعليمات الطبيب المعالج لضمان الشفاء السليم ومنع المضاعفات. تشمل الرعاية اللاحقة عادةً:
- تثبيت الكسر: يتم تثبيت الكسر باستخدام جبيرة أو دعامة لمنع الإزاحة وتعزيز الشفاء. يجب ارتداء الجبيرة أو الدعامة طوال الوقت المحدد من قبل الطبيب.
- الراحة: يجب إراحة الطرف المصاب وتجنب الأنشطة التي قد تزيد من الألم أو التورم.
- رفع الطرف المصاب: رفع الطرف المصاب فوق مستوى القلب يساعد على تقليل التورم.
- الأدوية: قد يصف الطبيب أدوية لتخفيف الألم وتقليل الالتهاب.
- العلاج الطبيعي: قد يكون العلاج الطبيعي ضروريًا لاستعادة القوة والمرونة في الطرف المصاب بعد إزالة الجبيرة أو الدعامة.
- المتابعة: من المهم المتابعة مع الطبيب المعالج بانتظام للتأكد من أن الكسر يلتئم بشكل صحيح.
الالتزام بتعليمات الطبيب المعالج هو مفتاح التعافي الناجح بعد التجبير المغلق. يجب على المريض إبلاغ الطبيب بأي أعراض جديدة أو متفاقمة، مثل زيادة الألم أو التورم أو الخدر أو الوخز.
الخلاصة
التجبير المغلق هو إجراء فعال لعلاج العديد من أنواع الكسور. ومع ذلك، من المهم فهم فوائد ومخاطر هذا الإجراء قبل اتخاذ قرار بشأن العلاج. يجب على المريض مناقشة جميع الخيارات المتاحة مع الطبيب المعالج واختيار الخيار الأنسب لحالته الفردية. مع الرعاية اللاحقة المناسبة، يمكن للمرضى الذين يخضعون للتجبير المغلق أن يتوقعوا التعافي الكامل واستعادة الوظيفة الطبيعية للطرف المصاب.