إزالة الصفائح والمسامير بعد التئام كسور العظام: الفوائد والمخاطر

تعتبر كسور العظام من الإصابات الشائعة التي تحدث نتيجة حوادث السيارات، والسقوط، والإصابات الرياضية. غالبًا ما يتطلب علاج هذه الكسور تثبيتها جراحيًا باستخدام صفائح ومسامير معدنية لضمان محاذاة العظام بشكل صحيح. ولكن السؤال الذي يطرح نفسه: ماذا يحدث بعد التئام الكسور؟ هل يجب إزالة هذه الأدوات المعدنية أم تركها داخل الجسم؟ وما هي الفوائد والمخاطر المرتبطة بإزالتها أو عدم إزالتها؟ هذا ما سنتناوله بالتفصيل في هذا المقال.

دواعي إزالة الصفائح والمسامير بعد التئام الكسور

على الرغم من أن الصفائح والمسامير المعدنية تلعب دورًا حيويًا في تثبيت العظام المكسورة وتسريع عملية الشفاء، إلا أن إزالتها قد تكون ضرورية في بعض الحالات. يعتمد القرار على عدة عوامل، بما في ذلك الأعراض التي يعاني منها المريض، وموقع الكسر، ونوع الصفائح والمسامير المستخدمة، والحالة الصحية العامة للمريض. إليك بعض الأسباب الشائعة التي تستدعي إزالة هذه الأدوات:

الشعور بالألم والانزعاج

قد يعاني بعض المرضى من ألم مزمن أو انزعاج في منطقة التثبيت بعد التئام الكسر. يمكن أن يزداد هذا الألم مع الحركة أو التغيرات في درجات الحرارة. قد يكون الألم ناتجًا عن تهيج الأنسجة المحيطة بالصفائح والمسامير، أو بسبب احتكاكها بالعضلات أو الأعصاب. في هذه الحالات، قد تكون إزالة الصفائح والمسامير هي الحل الأمثل لتخفيف الألم وتحسين نوعية حياة المريض.

الإصابة بالعدوى

على الرغم من ندرة حدوثها، إلا أن العدوى تعتبر من المضاعفات المحتملة بعد جراحة تثبيت الكسور. يمكن أن تحدث العدوى في منطقة التثبيت، وتترافق مع أعراض مثل الاحمرار والتورم وارتفاع درجة الحرارة. في حالة الإصابة بالعدوى، قد يكون من الضروري إزالة الصفائح والمسامير للسماح بتطهير المنطقة المصابة ومنع انتشار العدوى إلى مناطق أخرى من الجسم. من المهم ملاحظة أن العدوى المزمنة قد تتطلب علاجًا مطولًا بالمضادات الحيوية بالإضافة إلى إزالة الأدوات المعدنية.

الحد من حركة المفاصل

في بعض الحالات، قد تؤدي الصفائح والمسامير إلى الحد من مرونة وقوة وحركة المفصل المجاور لموقع التثبيت. قد يكون هذا الأمر مزعجًا بشكل خاص إذا كان الكسر بالقرب من مفصل رئيسي مثل الركبة أو الكوع. إزالة الصفائح والمسامير قد تساعد في استعادة نطاق الحركة الطبيعي للمفصل وتحسين وظيفة الطرف المصاب.

انزلاق أو كسر أو بروز الصفائح أو المسامير

في حالات نادرة، قد تنزلق أو تنكسر أو تبرز أجزاء من الصفيحة أو المسمار من موقعها الأصلي، مما يؤدي إلى تشوه أو ضغط على الأنسجة المحيطة. يمكن أن يسبب ذلك ألمًا شديدًا ومضاعفات أخرى. في هذه الحالة، يجب إزالة الصفائح والمسامير المتضررة لتجنب المزيد من الضرر.

الحساسية أو رد الفعل التحسسي

على الرغم من أن الصفائح والمسامير مصنوعة عادةً من مواد متوافقة حيويًا مثل التيتانيوم أو الفولاذ المقاوم للصدأ، إلا أن بعض الأشخاص قد يعانون من حساسية أو رد فعل تحسسي تجاه هذه المواد. يمكن أن تتسبب الحساسية في أعراض مثل الطفح الجلدي والحكة والتورم. في هذه الحالات، قد يكون من الضروري إزالة الصفائح والمسامير واستبدالها بمواد أخرى إذا لزم الأمر.

الرغبة الشخصية

قد يرغب بعض المرضى في إزالة الصفائح والمسامير لأسباب تجميلية أو نفسية. على سبيل المثال، قد يشعرون بالقلق بشأن وجود أجسام غريبة داخل أجسامهم، أو قد يشعرون بالخجل من الندوب الناتجة عن الجراحة. في هذه الحالات، يجب مناقشة الفوائد والمخاطر المحتملة لإزالة الصفائح والمسامير مع الطبيب قبل اتخاذ القرار.

إزالة الصفائح والمسامير بعد التئام كسور العظام قد يؤدي إلى تخفيف هذه المشاكل، وتحسين نوعية حياة المريض، وزيادة رضاه عن النتيجة النهائية للعلاج. كما قد يمنع حدوث مضاعفات مستقبلية، مثل التهاب العظام والنخاع (التهاب العظم والنقي)، وتآكل العظام (تحلل العظم)، وكسر العظام (كسر الإجهاد)، وتشوه العظام (التئام خاطئ)، أو انحراف العظام (عدم الالتحام).

مخاطر إزالة الصفائح والمسامير بعد التئام الكسور

إزالة الصفائح والمسامير بعد التئام كسور العظام ليست عملية خالية من المخاطر، لأنها تعتبر عملية جراحية ثانية. يجب على المرضى أن يكونوا على دراية بالمخاطر المحتملة قبل اتخاذ قرار الخضوع لهذه الجراحة. تشمل بعض المخاطر المحتملة ما يلي:

• العدوى: على الرغم من اتخاذ جميع الاحتياطات اللازمة، إلا أن هناك دائمًا خطر الإصابة بالعدوى بعد الجراحة. يمكن أن تتسبب العدوى في تأخير عملية الشفاء وتتطلب علاجًا إضافيًا بالمضادات الحيوية أو حتى جراحة أخرى.
• النزيف: قد يحدث نزيف أثناء أو بعد الجراحة. في بعض الحالات، قد يكون النزيف شديدًا ويتطلب نقل الدم.
• تلف الأعصاب والأوعية الدموية: هناك خطر ضئيل من تلف الأعصاب والأوعية الدموية المحيطة بالعظام أثناء إزالة الصفائح والمسامير. يمكن أن يؤدي تلف الأعصاب إلى فقدان الإحساس أو ضعف في المنطقة المصابة.
• كسر العظام: في حالات نادرة، قد يحدث كسر في العظام أثناء إزالة الصفائح والمسامير، خاصة إذا كانت العظام هشة أو ضعيفة.
• تأخر التئام الجروح: قد يستغرق التئام الجروح وقتًا أطول من المتوقع، خاصة إذا كان المريض يعاني من حالات طبية أخرى مثل مرض السكري.
• الألم المزمن: قد يعاني بعض المرضى من ألم مزمن في منطقة الجراحة حتى بعد إزالة الصفائح والمسامير.
• الحاجة إلى جراحة إضافية: في بعض الحالات، قد يكون من الضروري إجراء جراحة إضافية لتصحيح أي مضاعفات تنشأ عن إزالة الصفائح والمسامير.

من المهم مناقشة جميع المخاطر المحتملة مع الجراح قبل الخضوع لإزالة الصفائح والمسامير. يجب على المرضى أيضًا اتباع تعليمات الجراح بعناية بعد الجراحة لتقليل خطر حدوث مضاعفات.

متى يجب ترك الصفائح والمسامير في مكانها؟

في كثير من الحالات، لا توجد حاجة لإزالة الصفائح والمسامير بعد التئام الكسر. إذا لم يكن المريض يعاني من أي أعراض مزعجة، ولا توجد أي علامات على وجود مضاعفات، فقد يكون من الأفضل ترك الصفائح والمسامير في مكانها. غالبًا ما يُفضل ترك الصفائح والمسامير في مكانها في الحالات التالية:

• إذا كان المريض يعاني من حالات طبية أخرى تزيد من خطر حدوث مضاعفات أثناء الجراحة.
• إذا كان الكسر قد التئم بشكل جيد، ولا توجد أي علامات على وجود مشاكل في العظام.
• إذا كانت الصفائح والمسامير في مكان يصعب الوصول إليه أو بالقرب من هياكل مهمة مثل الأعصاب والأوعية الدموية الرئيسية.
• إذا كان المريض مسنًا أو ضعيفًا، وقد لا يكون قادرًا على تحمل الجراحة.

القرار النهائي بشأن إزالة الصفائح والمسامير أو تركها في مكانها يجب أن يتخذ بالتشاور مع الطبيب. سيقوم الطبيب بتقييم حالة المريض بعناية ومناقشة جميع الخيارات المتاحة قبل اتخاذ القرار.

الخلاصة

إزالة الصفائح والمسامير بعد التئام كسور العظام هو قرار يجب اتخاذه بعناية بالتشاور مع الطبيب. هناك فوائد ومخاطر محتملة مرتبطة بهذه الجراحة، ويجب على المرضى أن يكونوا على دراية بها قبل اتخاذ القرار. إذا كنت تعاني من ألم أو انزعاج أو أي أعراض أخرى بعد التئام كسر العظام، فتحدث إلى طبيبك لمعرفة ما إذا كانت إزالة الصفائح والمسامير هي الخيار المناسب لك.