اكتشف: كسور عنق الفخذ - الأسباب، الأعراض، العلاج الشافي!

جاري البحث...

لا توجد اقتراحات للبحث

اكتشف: كسور عنق الفخذ - الأسباب، الأعراض، العلاج الشافي!
الإصابات والكسور 2023, يوليو, 18 | 3:00 ص 13 مشاهدة

اكتشف: كسور عنق الفخذ - الأسباب، الأعراض، العلاج الشافي!

كسور عنق عظم الفخذ القريبة: الأسباب، الأنواع، والعلاج الأمثل

تُعد كسور عنق عظم الفخذ القريبة من الإصابات الشائعة، خاصة بين كبار السن، وتتسبب في ألم شديد، صعوبة في الحركة، وتدهور ملحوظ في جودة الحياة. تحدث هذه الكسور في الجزء العلوي من عظم الفخذ، وبالتحديد في منطقة عنق الفخذ التي تربط رأس الفخذ بجسم العظم. تعتبر هذه المنطقة حساسة وعرضة للكسر بسبب ضعف العظام المرتبط بالتقدم في العمر، بالإضافة إلى عوامل أخرى مثل هشاشة العظام أو التعرض لحوادث السقوط. فهم طبيعة هذه الكسور وأنواعها وخيارات العلاج المتاحة أمر بالغ الأهمية لضمان أفضل النتائج للمرضى.

ما هو كسر عنق عظم الفخذ تحديدًا؟

كسر عنق عظم الفخذ هو ببساطة كسر يحدث في منطقة عنق عظم الفخذ، وهي المنطقة الضيقة التي تصل رأس عظم الفخذ (الجزء الكروي الذي يدخل في تجويف الحوض) بجسم عظم الفخذ (الجزء الطويل من العظم). تخيل أن عظم الفخذ عبارة عن عصا طويلة تنتهي بكرة، وعنق الفخذ هو الجزء الرفيع الذي يربط الكرة بالعصا. هذا الجزء الرفيع هو نقطة ضعف، خاصة مع تقدم العمر وهشاشة العظام، مما يجعله عرضة للكسر عند التعرض لصدمة أو سقوط. تعتبر كسور عنق الفخذ خطيرة لأنها قد تعيق تدفق الدم إلى رأس الفخذ، مما قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة مثل نخر العظام (موت خلايا العظام بسبب نقص التروية الدموية). لذلك، التشخيص السريع والعلاج المناسب ضروريان لتقليل خطر هذه المضاعفات وتحسين فرص الشفاء.

أنواع كسور عنق عظم الفخذ القريبة

تتنوع كسور عنق عظم الفخذ القريبة، ويتم تصنيفها بناءً على مدى إزاحة العظام المكسورة عن مكانها الطبيعي. هذا التصنيف مهم لأنه يحدد بشكل كبير خيارات العلاج المناسبة. الأنواع الرئيسية هي:

  • كسور غير مُزاحة (Non-displaced fractures): في هذا النوع، يبقى العظم المكسور في مكانه الأصلي أو يتحرك بشكل طفيف جدًا. قد يكون هذا النوع من الكسور أقل خطورة ويتعافى بشكل أسرع مقارنة بالأنواع الأخرى. غالبًا ما يتم علاج هذه الكسور بطرق غير جراحية، مثل استخدام العكازات والأدوية المسكنة للألم، مع مراقبة دقيقة لضمان عدم تحرك الكسر.

  • كسور مُزاحة جزئيًا (Partially displaced fractures): هنا، يتحرك العظم المكسور قليلاً عن مكانه الطبيعي، ولكن ليس بشكل كامل. قد يتطلب هذا النوع من الكسور تدخلًا جراحيًا بسيطًا لإعادة العظام إلى مكانها الصحيح وتثبيتها.

  • كسور مُزاحة بالكامل (Completely displaced fractures): في هذا النوع، ينفصل العظم المكسور تمامًا عن مكانه الطبيعي. هذا النوع هو الأكثر خطورة ويتطلب دائمًا تدخلًا جراحيًا لإعادة العظام إلى مكانها الصحيح وتثبيتها أو استبدال مفصل الورك بالكامل.

العلاج الأمثل لكسور عنق عظم الفخذ القريبة

يعتمد العلاج الأمثل لكسور عنق عظم الفخذ القريبة على عدة عوامل، بما في ذلك نوع الكسر، شدته، عمر المريض، حالته الصحية العامة، ومستوى نشاطه. الهدف الرئيسي من العلاج هو تخفيف الألم، استعادة القدرة على الحركة، ومنع المضاعفات المحتملة. تشمل الخيارات العلاجية:

  • العلاج غير الجراحي: قد يكون العلاج غير الجراحي مناسبًا للكسور غير المُزاحة في المرضى الذين يعانون من حالات صحية تمنع الجراحة. يشمل هذا العلاج استخدام الأدوية المسكنة للألم، العكازات لتجنب تحميل الوزن على الساق المصابة، والعلاج الطبيعي لتقوية العضلات المحيطة بالورك. ومع ذلك، يجب مراقبة الكسر عن كثب للتأكد من عدم تحركه.

  • التثبيت الداخلي (Internal fixation): يتضمن هذا الإجراء الجراحي استخدام مسامير، صفائح، أو قضبان لتثبيت العظام المكسورة في مكانها الصحيح حتى تلتئم. يتم إجراء التثبيت الداخلي عادةً للكسور المُزاحة جزئيًا أو للكسور غير المُزاحة التي يُحتمل أن تتحرك.

  • استبدال مفصل الورك (Hip arthroplasty): في هذا الإجراء، يتم استبدال مفصل الورك التالف بمفصل صناعي. يعتبر استبدال مفصل الورك الخيار الأمثل للكسور المُزاحة بالكامل في كبار السن، خاصةً أولئك الذين يعانون من التهاب المفاصل.

المعيار الذهبي لعلاج كسور عنق عظم الفخذ القريبة

يعتبر التدخل الجراحي هو المعيار الذهبي لعلاج كسور عنق عظم الفخذ القريبة، خاصةً في الحالات التي يكون فيها الكسر مُزاحًا. وذلك لأن العلاج غير الجراحي غالبًا ما يكون غير ناجح ويمكن أن يؤدي إلى مضاعفات خطيرة مثل نخر رأس عظم الفخذ (Avascular Necrosis)، وهي حالة يموت فيها نسيج العظم بسبب نقص إمدادات الدم. الجراحة، سواء كانت تثبيتًا داخليًا أو استبدالًا لمفصل الورك، توفر فرصة أفضل لاستعادة وظيفة الورك وتقليل خطر المضاعفات. ومع ذلك، يجب على الجراح أن يختار الإجراء الجراحي الأنسب بناءً على تقييم دقيق لحالة المريض ونوع الكسر.

بالإضافة إلى ذلك، يلعب العلاج الطبيعي والتأهيل دورًا حيويًا في عملية التعافي بعد الجراحة. يساعد العلاج الطبيعي المرضى على استعادة القوة والمرونة والقدرة على الحركة، مما يسمح لهم بالعودة إلى أنشطتهم اليومية في أقرب وقت ممكن.