تشريح عظام الساعد والمعصم: اعتبارات هامة للتثبيت الجراحي
تعتبر عظام الساعد، الكعبرة والزند، من العناصر الأساسية التي تحدد وظيفة الطرف العلوي. فهم العلاقة التشريحية بين هذه العظام والأوعية الدموية والأعصاب المحيطة بها أمر بالغ الأهمية عند التخطيط لأي تدخل جراحي، خاصة عند الحاجة إلى تثبيت خارجي باستخدام المسامير. يختلف وضع المسامير بين الكعبرة والزند بشكل كبير بسبب الاختلافات في العلاقة التشريحية لكل عظمة مع الهياكل العصبية الوعائية المجاورة. سنستعرض هنا اعتبارات هامة لتثبيت كل من الزند والكعبرة، بالإضافة إلى بعض النقاط المتعلقة بالمعصم.
الزند: سطح تحت الجلد الظاهر وإمكانية التثبيت الآمن
تتميز عظمة الزند بسطح تحت الجلد يسهل تحسسه على طول العظمة بأكملها. هذا السطح الظاهر يجعل الزند موقعًا مناسبًا لإدخال المسامير النصفية للتثبيت الخارجي. يدخل العصب الزندي إلى الساعد على الجانب الأمامي الإنسي للزند، ولكنه ينتقل بسرعة إلى الحيز الأمامي للساعد ليجري على الجانب الأمامي للعظم بالتوازي مع الشريان الزندي.
يمكن إدخال المسامير النصفية على طول الزند من أي من جانبي السطح تحت الجلد للعظم. في الطرف القريب من الزند، يقع العصب الزندي في خطر، ولكن يمكن تحسسه بسهولة أثناء عبوره الجزء الخلفي من اللقيمة الإنسية لعظم العضد، مما يسمح بوضع آمن للمسامير في السطح تحت الجلد. تحديد موقع العصب الزندي قبل إدخال المسامير أمر ضروري لتجنب تلفه. يمكن استخدام تقنيات مختلفة لتحديد موقع العصب، بما في ذلك التحسس المباشر، واستخدام جهاز تحفيز الأعصاب.
الكعبرة: تحديات التثبيت بسبب قرب الأعصاب والأوعية الدموية
تختلف الكعبرة عن الزند في علاقتها بالهياكل العصبية الوعائية. يجري الشريان الكعبري والفرع الحسي للعصب الكعبري على طول الساعد تقريبًا على الجانب الأمامي الوحشي للكعبرة. هذا القرب يزيد من خطر الإصابة أثناء إدخال المسامير. بالإضافة إلى ذلك، يلتف العصب بين العظام الخلفي حول الثلث القريب من الكعبرة في اتجاه من الأمام الوحشي إلى الخلف الإنسي، وهو قريب جدًا من العظم.
الثلث القريب من الكعبرة: منطقة محظورة للتثبيت المغلق
نظرًا لأن كسور الكعبرة تنطوي دائمًا تقريبًا على تشوه دوراني للعظم، لا يمكن التنبؤ بدقة بموقع العصب بين العظام الخلفي في الثلث القريب من الكعبرة. لهذا السبب، لا يوصى بوضع المسامير في الثلث العلوي من هذا العظم إلا إذا تم إجراؤه كإجراء مفتوح. الجراحة المفتوحة تسمح برؤية مباشرة للعصب وحمايته أثناء إدخال المسامير. في بعض الحالات، قد يكون من الضروري تجنب التثبيت في هذه المنطقة تمامًا والبحث عن خيارات تثبيت بديلة.
الثلث الأوسط من الكعبرة: تقنية الفتحة الصغيرة
في الثلث الأوسط من الكعبرة، يمكن استخدام المسامير النصفية التي يتم إدخالها من الظهر بتقنية الفتحة الصغيرة. تتضمن هذه التقنية إجراء شق صغير للوصول إلى العظم وتوجيه المسامير تحت الرؤية المباشرة، مما يقلل من خطر إصابة الهياكل المحيطة. تعتبر تقنية الفتحة الصغيرة خيارًا جيدًا لتحقيق التوازن بين التثبيت الآمن وتقليل الغزو الجراحي.
الثلث البعيد من الكعبرة: الحذر من العصب الكعبري السطحي
في الثلث البعيد من الكعبرة، يكون الإدخال الجانبي للمسامير النصفية آمنًا نسبيًا. ومع ذلك، يمر الشريان الكعبري أمام هذه المسامير. نظرًا لأن فروع العصب الكعبري السطحي متغيرة في الموقع، فمن المهم إجراء شق صغير وتشريح الأنسجة للوصول إلى العظم لتجنبها، بدلاً من إدخال المسامير بشكل أعمى. التشريح الدقيق ضروري لتجنب إصابة فروع العصب الكعبري السطحي. يجب على الجراح أن يكون على دراية بالاختلافات التشريحية المحتملة وأن يأخذ الوقت الكافي لتحديد موقع العصب قبل إدخال المسامير.
المعصم: التثبيت عن طريق الجلد خيار شائع
يستخدم التثبيت عن طريق الجلد بشكل متكرر في علاج كسور المعصم. تتطلب هذه التقنية فهمًا جيدًا لتشريح المعصم لتجنب إصابة الهياكل العصبية الوعائية والأوتار. غالبًا ما يستخدم التثبيت عن طريق الجلد في كسور كوليز وكسور سميث، وهما من أكثر أنواع كسور المعصم شيوعًا. يعتبر التثبيت عن طريق الجلد إجراءً فعالًا وبسيطًا نسبيًا لعلاج كسور المعصم المستقرة. ومع ذلك، قد تتطلب الكسور غير المستقرة أو المعقدة تقنيات تثبيت أكثر تقدمًا.
بشكل عام، يتطلب التثبيت الجراحي لعظام الساعد والمعصم معرفة تفصيلية بالتشريح المحلي، بالإضافة إلى تقنية جراحية دقيقة. يجب على الجراح أن يكون على دراية بالمخاطر المحتملة المرتبطة بكل موقع تثبيت وأن يتخذ الاحتياطات اللازمة لتقليل هذه المخاطر.