اكتشف سر صحة الورك: دليلك الشامل لعلاج آلام مفصل الفخذ

جاري البحث...

لا توجد اقتراحات للبحث

PHYSICAL EXAMINATION 2023, فبراير, 20 | 3:00 ص 17 مشاهدة

اكتشف سر صحة الورك: دليلك الشامل لعلاج آلام مفصل الفخذ

الخلع الوركي النمائي: نظرة شاملة

الخلع الوركي النمائي (Developmental Dysplasia of the Hip - DDH)، والذي يُشار إليه أحيانًا بـ “خلع الورك الخلقي” (Congenital Dislocation of the Hip - CDH)، هو حالة تصيب الأطفال حديثي الولادة وتتميز بوجود إزاحة في رأس عظمة الفخذ بالنسبة إلى التجويف الحقي في مفصل الورك. إذا لم يتم علاج هذه الحالة في الوقت المناسب، فإنها قد تعيق النمو الطبيعي للمفصل، مما يؤدي إلى مشاكل طويلة الأمد مثل خلل التنسج المفصلي، والخلع الجزئي المصحوب باضطرابات في المشي، ونخر العظم اللاوعائي، وفي نهاية المطاف التهاب المفاصل التنكسي. من المهم التأكيد على أن مصطلح “الخلع الوركي النمائي” قد يستخدم بشكل مربك للإشارة إلى “خلل التنسج الوركي النمائي”، لذا يجب الانتباه للسياق.

تعريفات وأنواع الخلع الوركي النمائي

عدم استقرار الورك الوليدي (Neonatal Instability of the Hip - NIH)

يُعد مصطلح “عدم استقرار الورك الوليدي” ذا قيمة خاصة لأنه محدد بوضوح: فهو يصف حالة يكون فيها الورك مخلوعًا، أو قابلاً للخلع، أو غير مستقر عند الفحص خلال الأيام الخمسة الأولى بعد الولادة. يعتبر هذا المصطلح مهمًا لأنه يسمح بتحديد الحالات التي تحتاج إلى تدخل مبكر لمنع تطور مشاكل أكثر خطورة. التشخيص المبكر هو المفتاح لتجنب المضاعفات طويلة الأجل.

الخلع الوركي النمائي المتأخر (Late-Diagnosed DDH)

يُستخدم مصطلح “الخلع الوركي النمائي المتأخر” لوصف الورك المخلوع أو القابل للخلع الذي يتم تشخيصه بعد الأسبوع الأول من العمر. غالبًا ما يكون هذا النوع من الخلع أكثر صعوبة في العلاج، وقد يتطلب تدخلات جراحية أكثر تعقيدًا. من الضروري أن يكون الأطباء على دراية بهذا الاحتمال وأن يقوموا بفحص دقيق للورك في كل زيارة للطفل في الأشهر الأولى من حياته. التأخير في التشخيص يمكن أن يؤدي إلى نتائج أسوأ.

عوامل الخطر والانتشار

تعتبر هذه الحالة أكثر شيوعًا في الإناث مقارنة بالذكور (حوالي 80٪ من الحالات تحدث في الإناث)، وغالبًا ما تصيب الطفل الأول في العائلة. هناك أيضًا ميل عائلي للإصابة بالخلع الوركي النمائي، ويزداد الانتشار بين الأفراد الذين يعانون من متلازمة داون. بالإضافة إلى ذلك، هناك توزيع جغرافي واضح لهذا الاضطراب، حيث يكون أكثر شيوعًا في بعض المناطق الجغرافية مقارنة بغيرها.

  • الجنس: الإناث أكثر عرضة للإصابة.
  • الترتيب الولادي: الطفل الأول أكثر عرضة.
  • التاريخ العائلي: وجود تاريخ عائلي يزيد من خطر الإصابة.
  • متلازمة داون: تزيد من خطر الإصابة.
  • العرض المقعدي: الأطفال الذين يولدون في وضعية المقعد (Breech Presentation) لديهم خطر أكبر للإصابة.
  • عيوب خلقية أخرى: قد تحدث بالتزامن مع عيوب خلقية أخرى.

تشير بعض الدراسات إلى أن الوضعية التي يتخذها الطفل في الرحم قد تلعب دورًا في تطور الخلع الوركي النمائي. على سبيل المثال، إذا كان الطفل في وضعية مقعدية، فقد يكون هناك ضغط غير طبيعي على مفصل الورك، مما يزيد من خطر الإزاحة.

الفحص والتشخيص

في الستينيات، طور الدكتور أورتولاني اختبارًا بسيطًا للكشف عن عدم استقرار الورك لدى الأطفال حديثي الولادة. كان يعتقد في البداية أن هذا الاختبار يمكن أن يكشف عن جميع حالات الخلع الوركي الخلقي، وأن العلاج الفوري بعد الكشف سيمنع حدوث مشاكل مستقبلية. لسوء الحظ، أظهرت الخبرة اللاحقة أن عددًا من الأطفال الذين اجتازوا اختبار الفحص الأولي تطور لديهم لاحقًا خلع في الورك. كما اتضح أن بعض حالات عدم استقرار الورك يمكن أن تُشفى تلقائيًا دون علاج، وأن العلاج نفسه (باستخدام جبيرة الإبعاد) قد يكون له آثار جانبية.

  • اختبار أورتولاني: يكشف عن عدم استقرار الورك.
  • الفحص بالموجات فوق الصوتية: يستخدم لتأكيد التشخيص، خاصة في الحالات التي يكون فيها اختبار أورتولاني غير حاسم.
  • الأشعة السينية: تستخدم في الأطفال الأكبر سنًا لتقييم حالة المفصل.

من المهم ملاحظة أن الفحص الروتيني للورك لدى حديثي الولادة هو ممارسة قياسية في العديد من البلدان. ومع ذلك، يجب أن يتم هذا الفحص بعناية من قبل متخصصين مدربين لتجنب التشخيصات الخاطئة والعلاجات غير الضرورية.

العلاج والمتابعة

يعتمد علاج الخلع الوركي النمائي على عمر الطفل وشدة الحالة. في معظم الحالات، يتم استخدام جبيرة الإبعاد (Abduction Splint) لتثبيت الورك في وضعية مناسبة وتعزيز النمو الطبيعي للمفصل. في الحالات الأكثر شدة، قد يكون من الضروري إجراء عملية جراحية لإعادة رأس عظمة الفخذ إلى مكانه الصحيح.

  • جبيرة الإبعاد (Pavlik Harness): تستخدم في الأطفال الأصغر من 6 أشهر لتثبيت الورك في وضعية مناسبة.
  • الجبس: قد يستخدم في بعض الحالات لتثبيت الورك.
  • الجراحة: قد تكون ضرورية في الحالات التي لا تستجيب للعلاج غير الجراحي.

بعد العلاج، من الضروري المتابعة المنتظمة مع طبيب متخصص لتقييم نمو المفصل والتأكد من عدم وجود أي مضاعفات. يمكن أن تشمل المتابعة إجراء فحوصات سريرية دورية، وتصوير بالموجات فوق الصوتية، والأشعة السينية.

نصائح عملية للوقاية:

  • تجنب تقميط الأطفال بشكل ضيق جدًا، خاصة حول منطقة الوركين.
  • حمل الطفل في وضعية “الضفدع” حيث تكون الركبتان متباعدتين والوركين مثنيين.
  • استخدام حاملات الأطفال التي تدعم الوركين في وضعية صحيحة.

إحصائيات حديثة:

تشير الإحصائيات الحديثة إلى أن معدل الإصابة بالخلع الوركي النمائي يتراوح بين 1 إلى 3 حالات لكل 1000 ولادة حية. ومع ذلك، قد يختلف هذا المعدل اختلافًا كبيرًا اعتمادًا على المنطقة الجغرافية وعوامل الخطر الأخرى.

في الختام، الخلع الوركي النمائي هو حالة يمكن علاجها بنجاح إذا تم تشخيصها وعلاجها في الوقت المناسب. من خلال الفحص الدقيق، والتشخيص المبكر، والعلاج المناسب، يمكن للأطفال المصابين بهذه الحالة أن يعيشوا حياة طبيعية وصحية.