اكتشف: علاج إصبع جيرسي - دليل الفحص الشفوي FRCS

جاري البحث...

لا توجد اقتراحات للبحث

حالات تعليمية في جراحة العظام 2023, يناير, 27 | 3:00 ص 11 مشاهدة

اكتشف: علاج إصبع جيرسي - دليل الفحص الشفوي FRCS

إصابة إصبع القميص: دليل شامل

إصابة إصبع القميص، أو ما يعرف بتمزق وتر مثني الإصبع العميق (Flexor Digitorum Profundus - FDP)، هي إصابة شائعة نسبياً تحدث غالباً نتيجة لفرط بسط قسري في المفصل السلامي البعيد (Distal Interphalangeal Joint - DIPJ) أثناء انقباض عضلة مثني الإصبع العميق. هذه الإصابة مؤلمة وتؤثر بشكل كبير على وظيفة اليد، خاصةً في الأنشطة التي تتطلب قوة قبض. يمكن أن تحدث هذه الإصابة أثناء ممارسة الرياضات التي تتطلب الإمساك القوي، مثل كرة القدم الأمريكية أو الرغبي، حيث يمسك اللاعب بقميص الخصم (ومن هنا جاءت تسمية “إصبع القميص”). تكمن خطورة هذه الإصابة في أنها قد تؤدي إلى ضعف دائم في قوة القبضة إذا لم يتم تشخيصها وعلاجها بشكل صحيح وفي الوقت المناسب. لذا، فإن الفهم العميق لآلية الإصابة، وأعراضها، وطرق التشخيص والعلاج هو أمر بالغ الأهمية للأطباء الرياضيين، وأخصائيي العلاج الطبيعي، وحتى الرياضيين أنفسهم.

آلية الإصابة وعوامل الخطر

تحدث إصابة إصبع القميص عندما يتعرض المفصل السلامي البعيد (DIPJ) لفرط بسط مفاجئ وقوي بينما تكون عضلة مثني الإصبع العميق (FDP) منقبضة. هذا يؤدي إلى تمزق الوتر في نقطة اتصاله بالعظم السلامي البعيد. تعتبر نقطة اتصال الوتر بالعظم هي الأضعف، مما يجعلها عرضة للتمزق تحت الضغط المفاجئ. في بعض الحالات، قد يصاحب التمزق الوترى اقتلاع جزء صغير من العظم (كسر قلعي). تعتبر الرياضات التي تتطلب الإمساك القوي، مثل الرغبي وكرة القدم الأمريكية، من أبرز عوامل الخطر للإصابة بإصبع القميص. ومع ذلك، يمكن أن تحدث هذه الإصابة أيضاً في أنشطة أخرى، مثل التسلق أو حتى أثناء القيام بأعمال منزلية تتطلب قوة قبض مفاجئة. تعتبر الإصابة أكثر شيوعاً في إصبع الخاتم (البنصر) بسبب موقعه البارز أثناء القبض، مما يجعله أكثر عرضة للقوة المفرطة. بالإضافة إلى ذلك، قد يكون هناك عوامل تشريحية فردية تزيد من خطر الإصابة، مثل ضعف طبيعي في الوتر أو وجود تشوهات في بنية المفصل.

التشخيص السريري والتصويري

التشخيص الدقيق لإصابة إصبع القميص يعتمد بشكل كبير على الفحص السريري الدقيق. أهم ما يميز هذه الإصابة هو عدم القدرة على ثني المفصل السلامي البعيد (DIPJ) بشكل فعال. يجب على الطبيب فحص وظيفة الوتر عن طريق تثبيت السلامية الوسطى في وضع البسط ومطالبة المريض بمحاولة ثني الإصبع عند المفصل السلامي البعيد. إذا كان الوتر ممزقاً، فلن يتمكن المريض من القيام بذلك. قد يشكو المريض أيضاً من ألم وحساسية على الجانب الراحي للإصبع، وقد يكون هناك تورم وكدمات. في بعض الحالات، قد يكون بالإمكان جس الوتر المرتد في راحة اليد أو على طول السلامية القريبة. مقارنة الإصبع المصاب بالإصبع السليم على اليد الأخرى أمر بالغ الأهمية لتقييم مدى الإصابة.

بالإضافة إلى الفحص السريري، تلعب الأشعة السينية دوراً هاماً في التشخيص. على الرغم من أن الأشعة السينية قد تكون طبيعية في معظم الحالات، إلا أنها قد تكشف عن كسر قلعي صغير في قاعدة السلامية البعيدة، مما يؤكد التشخيص. في بعض الحالات، قد يطلب الطبيب إجراء تصوير بالرنين المغناطيسي (MRI) لتقييم مدى تلف الأنسجة الرخوة المحيطة بالوتر، مثل الأربطة والمحفظة المفصلية. يساعد التصوير بالرنين المغناطيسي في تحديد ما إذا كان هناك تمزق جزئي في الوتر أو تلف في الهياكل الأخرى. [

]

العلاج: الجراحي وغير الجراحي

يعتمد علاج إصابة إصبع القميص على شدة الإصابة والوقت المنقضي منذ حدوثها. في معظم الحالات، يعتبر التدخل الجراحي هو العلاج الأمثل، خاصةً إذا تم التشخيص مبكراً (خلال 7-10 أيام من الإصابة). يهدف التدخل الجراحي إلى إعادة توصيل الوتر بالعظم السلامي البعيد. هناك عدة تقنيات جراحية يمكن استخدامها، بما في ذلك استخدام الغرز الجراحية أو المسامير أو البراغي الصغيرة لتثبيت الوتر في مكانه. يعتبر التثبيت القوي للوتر أمراً بالغ الأهمية لضمان التئام ناجح ومنع حدوث تمزق متكرر.

في بعض الحالات، قد يكون العلاج غير الجراحي خياراً، خاصةً إذا تم التشخيص بعد مرور وقت طويل على الإصابة أو إذا كان المريض يعاني من حالات طبية تمنعه من الخضوع لعملية جراحية. يشمل العلاج غير الجراحي تثبيت الإصبع في جبيرة لمدة 6-8 أسابيع. يهدف التثبيت إلى السماح للوتر بالالتئام بشكل طبيعي، ولكن غالباً ما يؤدي إلى ضعف في قوة القبضة وتقييد في حركة المفصل. بعد إزالة الجبيرة، يخضع المريض لبرنامج علاج طبيعي مكثف لاستعادة قوة ووظيفة الإصبع. من المهم ملاحظة أن العلاج غير الجراحي قد لا يكون فعالاً في جميع الحالات، وقد يتطلب الأمر إجراء عملية جراحية لاحقاً إذا لم يتحسن المريض.

  • العلاج الجراحي: إعادة توصيل الوتر بالعظم السلامي البعيد باستخدام الغرز أو المسامير أو البراغي.
  • العلاج غير الجراحي: تثبيت الإصبع في جبيرة لمدة 6-8 أسابيع متبوعاً بالعلاج الطبيعي.

إعادة التأهيل والعلاج الطبيعي

إعادة التأهيل هي جزء أساسي من علاج إصابة إصبع القميص، سواء بعد الجراحة أو بعد العلاج غير الجراحي. يهدف برنامج إعادة التأهيل إلى استعادة قوة ووظيفة الإصبع وتقليل الألم والتورم. يبدأ برنامج إعادة التأهيل عادةً بتمارين لطيفة لزيادة نطاق حركة المفصل. بمرور الوقت، يتم إضافة تمارين لتقوية العضلات المحيطة بالإصبع. قد يشمل برنامج إعادة التأهيل أيضاً استخدام تقنيات أخرى، مثل العلاج اليدوي أو التحفيز الكهربائي أو الموجات فوق الصوتية، لتعزيز الشفاء وتقليل الألم. من المهم اتباع تعليمات أخصائي العلاج الطبيعي بعناية لتجنب حدوث مضاعفات، مثل التصلب أو التمزق المتكرر. يجب على المريض أيضاً تجنب الأنشطة التي تضع ضغطاً كبيراً على الإصبع المصاب حتى يتم استعادة قوته ووظيفته بشكل كامل. الالتزام ببرنامج إعادة التأهيل هو مفتاح تحقيق أفضل النتائج بعد إصابة إصبع القميص. [

]