اكتشف: فحص الزمالة (جراحة العظام) - عرض حالة لدغة قتالية!

جاري البحث...

لا توجد اقتراحات للبحث

حالات تعليمية في جراحة العظام 2023, يناير, 27 | 3:00 ص 21 مشاهدة

اكتشف: فحص الزمالة (جراحة العظام) - عرض حالة لدغة قتالية!

الإصابات الناجمة عن عضة القتال: التشخيص والعلاج

تُعتبر إصابات عضة القتال، أو ما يُعرف بـ “Fight Bite”، من الإصابات الشائعة التي تحدث نتيجة الاحتكاك المباشر بين اليد والفم، وغالبًا ما تكون مصاحبة للعنف الجسدي. هذه الإصابات، على الرغم من صغر حجمها الظاهري، تحمل في طياتها مخاطر جسيمة تتطلب تدخلًا طبيًا فوريًا. يمكن أن تؤدي إلى مضاعفات خطيرة مثل التهاب المفاصل الإنتاني، وتلف الأوتار الباسطة، وإصابات العظام والغضاريف، وحتى التهاب العظم والنقي في الحالات المهملة. لذا، فإن الفهم العميق لآلية حدوث هذه الإصابات، وكيفية تقييمها وعلاجها بشكل فعال، أمر بالغ الأهمية.

آلية الإصابة والمخاطر المرتبطة بها

تحدث إصابات عضة القتال عادةً عندما يوجه شخص لكمة إلى فم شخص آخر، مما يؤدي إلى اصطدام مفاصل اليد (خاصة مفصل السلاميات المشطية) بالأسنان. هذا الاصطدام يتسبب في تمزق الجلد والأنسجة الرخوة، وقد يمتد إلى الأنسجة العميقة مثل الأوتار والمفاصل والعظام. ما يميز هذه الإصابات هو أنها تحدث في بيئة ملوثة للغاية، حيث يحتوي الفم البشري على مجموعة واسعة من البكتيريا اللاهوائية والهوائية، مما يزيد من خطر الإصابة بالعدوى.

الخطر الأكبر يكمن في تأخر التشخيص والعلاج. غالبًا ما يقلل المصابون من أهمية هذه الجروح الصغيرة، خاصةً إذا كانت سطحية وغير مؤلمة بشكل كبير في البداية. ومع ذلك، فإن هذه الجروح تخفي وراءها خطرًا حقيقيًا للعدوى العميقة التي يمكن أن تنتشر بسرعة وتسبب تلفًا دائمًا. بالإضافة إلى ذلك، قد تكون هناك إصابات أخرى مصاحبة، مثل كسور العظام أو تلف الأوتار، والتي تتطلب علاجًا خاصًا.

التقييم الأولي في قسم الطوارئ

عند استقبال مريض مصاب بعضة قتال في قسم الطوارئ، يجب إجراء تقييم شامل لتقدير مدى الإصابة وتحديد العلاج المناسب. يشمل التقييم عدة خطوات أساسية:

  • أخذ التاريخ الطبي المفصل: يجب سؤال المريض عن كيفية حدوث الإصابة، والوقت الذي مضى عليها، وما إذا كان يعاني من أي أمراض مزمنة أو حساسية للأدوية. من المهم أيضًا معرفة ما إذا كان المريض قد تلقى تطعيمًا ضد الكزاز (التيتانوس) وما هو آخر موعد للتطعيم. يجب أيضًا الاستفسار عما إذا كان المريض يعرف الشخص الذي لكمه وما إذا كان يعرف حالته فيما يتعلق بالأمراض المنقولة بالدم مثل التهاب الكبد الوبائي وفيروس نقص المناعة البشرية.
  • الفحص السريري الدقيق: يجب فحص الجرح بعناية لتقييم حجمه وعمقه، والبحث عن أي علامات للعدوى مثل الاحمرار والتورم والحرارة والألم والقيح. يجب أيضًا فحص حركة الأصابع للتأكد من عدم وجود تلف في الأوتار. يجب تقييم الدورة الدموية والإحساس في اليد المصابة.
  • التصوير بالأشعة السينية: يوصى بإجراء تصوير بالأشعة السينية لليد المصابة لتقييم وجود كسور في العظام أو وجود أجسام غريبة مثل شظايا الأسنان داخل الجرح.
  • الفحوصات المخبرية: قد يكون من الضروري إجراء فحوصات مخبرية مثل تعداد الدم الكامل ومعدل ترسيب كريات الدم الحمراء (ESR) وبروتين سي التفاعلي (CRP) لتقييم وجود عدوى جهازية.

من الضروري التعامل مع هذه الإصابات بجدية تامة. يجب اعتبار جميع إصابات عضة القتال ملوثة حتى يثبت العكس. يجب توثيق جميع النتائج بدقة في السجل الطبي للمريض.

العلاج الأولي والمتابعة

يعتمد علاج إصابات عضة القتال على مدى الإصابة ووجود العدوى. بشكل عام، يشمل العلاج الخطوات التالية:

  • تنظيف الجرح: يجب تنظيف الجرح جيدًا بالماء والصابون أو بمحلول ملحي معقم. يجب إزالة أي أجسام غريبة أو أنسجة ميتة.
  • التطهير: بعد التنظيف، يجب تطهير الجرح بمحلول مطهر مثل محلول بوفيدون أيودين أو الكلورهيكسيدين.
  • المضادات الحيوية: تعتبر المضادات الحيوية جزءًا أساسيًا من علاج إصابات عضة القتال. يفضل استخدام مضاد حيوي واسع الطيف يغطي البكتيريا الهوائية واللاهوائية الموجودة في الفم. عادة ما يتم وصف المضادات الحيوية عن طريق الوريد في البداية، ثم يتم الانتقال إلى المضادات الحيوية عن طريق الفم بعد تحسن الحالة.
  • تضميد الجرح: يجب تغطية الجرح بضماد معقم. يجب تغيير الضماد بانتظام للحفاظ على نظافة الجرح.
  • تثبيت اليد: قد يكون من الضروري تثبيت اليد المصابة بجبيرة أو دعامة لتقليل الحركة وتسهيل الشفاء.
  • التطعيم ضد الكزاز: إذا لم يكن المريض قد تلقى تطعيمًا ضد الكزاز أو كان قد مضى أكثر من 5 سنوات على آخر تطعيم، فيجب إعطاؤه جرعة معززة من لقاح الكزاز.
  • التدخل الجراحي: في بعض الحالات، قد يكون من الضروري إجراء تدخل جراحي لتنظيف الجرح بشكل أعمق أو لإصلاح الأوتار أو المفاصل التالفة.

المتابعة الدقيقة ضرورية. يجب على المريض العودة إلى الطبيب للمتابعة بعد بضعة أيام لتقييم تقدم الشفاء والتأكد من عدم وجود مضاعفات. يجب على المريض إبلاغ الطبيب فورًا إذا ظهرت عليه أي علامات للعدوى مثل الحمى أو زيادة الألم أو التورم أو الاحمرار.

الوقاية من إصابات عضة القتال

أفضل طريقة للتعامل مع إصابات عضة القتال هي الوقاية منها. فيما يلي بعض النصائح للوقاية من هذه الإصابات:

  • تجنب المواقف العنيفة: حاول تجنب المواقف التي قد تؤدي إلى العنف الجسدي.
  • السيطرة على الغضب: تعلم كيفية السيطرة على غضبك والتعبير عنه بطرق صحية.
  • تجنب الكحول والمخدرات: يمكن للكحول والمخدرات أن تزيد من خطر العنف.
  • تعلم الدفاع عن النفس: يمكن لتعلم مهارات الدفاع عن النفس أن يساعدك على حماية نفسك في المواقف الخطرة.

إن الوعي بمخاطر إصابات عضة القتال والالتزام بإجراءات الوقاية يمكن أن يساعد في تقليل حدوث هذه الإصابات.