اكتشف: كسر عظام الساعد - دليل طبيب العظام لـ FRCS

جاري البحث...

لا توجد اقتراحات للبحث

حالات تعليمية في جراحة العظام 2023, يناير, 27 | 3:00 ص 12 مشاهدة

اكتشف: كسر عظام الساعد - دليل طبيب العظام لـ FRCS

كسور عظام الساعد: التشخيص والعلاج والمضاعفات

مقدمة حول كسور عظام الساعد

تعتبر كسور عظام الساعد، التي تشمل عظمي الكعبرة والزند، من الإصابات الشائعة، خاصةً بين الأطفال والرياضيين وكبار السن المعرضين للسقوط. يمكن أن تحدث هذه الكسور نتيجة مجموعة متنوعة من الأسباب، بدءًا من الصدمات المباشرة، مثل السقوط على اليد الممدودة، وصولًا إلى الإصابات الرياضية أو حوادث السيارات. تختلف شدة هذه الكسور بشكل كبير، حيث تتراوح بين كسور شعرية بسيطة إلى كسور مفتتة مع إزاحة كبيرة. تتطلب إدارة هذه الكسور تقييمًا دقيقًا وشاملًا لتحديد أفضل مسار علاجي، مع الأخذ في الاعتبار عوامل مثل عمر المريض، ومستوى نشاطه، ونوع الكسر وموقعه، والحالة الصحية العامة. التشخيص الدقيق هو الخطوة الأولى نحو العلاج الناجح.

تشخيص كسور عظام الساعد

الفحص السريري والتاريخ المرضي

يبدأ التشخيص عادةً بالفحص السريري الدقيق للمريض، والذي يشمل تقييم الألم والتورم والكدمات وتشوه شكل الساعد. يجب على الطبيب أيضًا التحقق من سلامة الأعصاب والأوعية الدموية في الطرف المصاب. من المهم جدًا سؤال المريض عن كيفية حدوث الإصابة، حيث يمكن أن يوفر ذلك معلومات قيمة حول نوع الكسر المحتمل. بالإضافة إلى ذلك، يجب سؤال المريض عن أي حالات طبية أخرى يعاني منها، مثل هشاشة العظام أو السكري، حيث يمكن أن تؤثر هذه الحالات على عملية الشفاء. الفحص العصبي الوعائي ضروري لتقييم سلامة الأطراف.

التصوير الشعاعي

تعتبر الأشعة السينية (X-ray) هي الأداة الأساسية لتأكيد التشخيص وتحديد نوع الكسر وموقعه. عادةً ما يتم التقاط صور شعاعية من زوايا مختلفة (أمامي خلفي وجانبي) لتقييم الكسر بشكل كامل. في بعض الحالات، قد يكون من الضروري إجراء تصوير مقطعي محوسب (CT scan) للحصول على صور أكثر تفصيلاً، خاصةً إذا كان هناك اشتباه في وجود كسور معقدة أو كسور داخل المفصل. التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI) قد يكون مفيدًا في حالات نادرة لتقييم الأنسجة الرخوة المحيطة بالكسر.

أنواع كسور عظام الساعد

تتنوع كسور عظام الساعد بشكل كبير، ويمكن تصنيفها بناءً على عدة عوامل، بما في ذلك:

  • موقع الكسر: يمكن أن يحدث الكسر في الجزء القريب (الأقرب إلى الكوع)، أو الجزء المتوسط (المنتصف)، أو الجزء البعيد (الأقرب إلى الرسغ) من عظم الكعبرة أو الزند.
  • نوع الكسر: يمكن أن يكون الكسر مستعرضًا (خط مستقيم عبر العظم)، أو مائلاً (بزاوية)، أو حلزونيًا (يلتف حول العظم)، أو مفتتًا (يتكون من عدة قطع).
  • الإزاحة: يشير إلى مدى تحرك أجزاء العظم المكسور من مكانها الطبيعي.
  • الكسور المفتوحة مقابل المغلقة: الكسر المفتوح هو الكسر الذي يخترق فيه العظم الجلد، مما يزيد من خطر العدوى.

علاج كسور عظام الساعد

يعتمد علاج كسور عظام الساعد على عدة عوامل، بما في ذلك نوع الكسر وموقعه وشدته، بالإضافة إلى عمر المريض وحالته الصحية العامة.

العلاج غير الجراحي

في بعض الحالات، يمكن علاج كسور عظام الساعد بشكل غير جراحي، خاصةً إذا كان الكسر مستقرًا وغير مزاح. يشمل العلاج غير الجراحي عادةً ما يلي:

  • التجبير: يتم وضع جبيرة أو قالب جبسي لتثبيت الساعد ومنع حركة العظام المكسورة، مما يسمح لها بالشفاء بشكل طبيعي.
  • الأدوية: يمكن استخدام الأدوية المسكنة للألم لتخفيف الألم والتورم.
  • العلاج الطبيعي: بعد إزالة الجبيرة، قد يكون العلاج الطبيعي ضروريًا لاستعادة قوة وحركة الساعد.

العلاج الجراحي

في حالات أخرى، قد يكون العلاج الجراحي ضروريًا لتثبيت العظام المكسورة. تشمل الطرق الجراحية الشائعة ما يلي:

  • التثبيت الداخلي: يتم استخدام صفائح ومسامير أو براغي لتثبيت العظام المكسورة في مكانها الصحيح. هذا يسمح للعظام بالشفاء بشكل صحيح ويقلل من خطر التشوه.
  • التثبيت الخارجي: يتم استخدام جهاز خارجي لتثبيت العظام المكسورة. يتم تثبيت المسامير أو البراغي في العظام من خلال الجلد، ويتم توصيلها بإطار خارجي.

يعتبر التثبيت الداخلي باستخدام الصفائح والمسامير هو الخيار الأكثر شيوعًا لعلاج كسور عظام الساعد المزاحة.

إعادة التأهيل بعد العلاج

بغض النظر عن طريقة العلاج المستخدمة، فإن إعادة التأهيل هي جزء مهم من عملية الشفاء. يشمل إعادة التأهيل عادةً ما يلي:

  • تمارين لزيادة نطاق الحركة: تساعد هذه التمارين على استعادة حركة الساعد والمعصم والأصابع.
  • تمارين لتقوية العضلات: تساعد هذه التمارين على استعادة قوة العضلات في الساعد والذراع.
  • تمارين لتحسين التنسيق: تساعد هذه التمارين على تحسين التنسيق بين اليد والعين.

مضاعفات كسور عظام الساعد

على الرغم من أن معظم كسور عظام الساعد تلتئم بشكل جيد، إلا أن هناك بعض المضاعفات المحتملة التي يجب أن يكون المريض على دراية بها، بما في ذلك:

  • عدم الالتئام: في بعض الحالات، قد لا تلتئم العظام المكسورة بشكل صحيح. قد يتطلب ذلك إجراء عملية جراحية إضافية لتثبيت العظام.
  • الالتئام الخاطئ: قد تلتئم العظام المكسورة في وضع غير صحيح. قد يتطلب ذلك إجراء عملية جراحية لتصحيح التشوه.
  • تصلب المفاصل: قد يصبح المفصل الموجود بالقرب من الكسر متصلبًا. قد يتطلب ذلك العلاج الطبيعي أو الجراحة لتحسين الحركة.
  • متلازمة الحيز: هي حالة خطيرة تحدث عندما يزداد الضغط داخل الأنسجة الرخوة في الساعد، مما قد يؤدي إلى تلف الأعصاب والأوعية الدموية. تعتبر متلازمة الحيز من المضاعفات الطارئة التي تتطلب تدخلًا جراحيًا فوريًا.
  • التهاب العظم والنقي: هو عدوى تصيب العظام. قد يتطلب ذلك علاجًا بالمضادات الحيوية أو الجراحة.
  • تلف الأعصاب والأوعية الدموية: قد تتضرر الأعصاب والأوعية الدموية المحيطة بالكسر أثناء الإصابة أو الجراحة.

التوقعات المستقبلية

تعتبر التوقعات المستقبلية لكسور عظام الساعد جيدة بشكل عام، خاصةً إذا تم تشخيصها وعلاجها في الوقت المناسب. يمكن لمعظم المرضى استعادة وظيفة كاملة للساعد بعد العلاج وإعادة التأهيل المناسبين. ومع ذلك، من المهم اتباع تعليمات الطبيب المعالج وإكمال برنامج إعادة التأهيل لتحقيق أفضل النتائج. [ملاحظة: قد يحتاج بعض المرضى إلى تجنب الأنشطة التي تضع ضغطًا كبيرًا على الساعد لفترة من الوقت بعد الشفاء.] الالتزام بتعليمات الطبيب هو مفتاح التعافي الناجح.