اكتشف: كسر مونتيجيا.. دليل النجاة لامتحان FRCS!

جاري البحث...

لا توجد اقتراحات للبحث

حالات تعليمية في جراحة العظام 2023, يناير, 27 | 3:00 ص 10 مشاهدة

اكتشف: كسر مونتيجيا.. دليل النجاة لامتحان FRCS!

كسور مونتيجيا: التشخيص والعلاج والتعقيدات المحتملة

كسور مونتيجيا هي إصابات معقدة في الساعد تتميز بوجود كسر في عظم الزند (Ulna) بالقرب من مفصل المرفق، يصاحبه خلع في رأس عظم الكعبرة (Radius) في نفس المفصل. هذه الإصابة ليست مجرد كسر بسيط، بل هي مجموعة من الإصابات التي تتطلب تشخيصًا دقيقًا وعلاجًا سريعًا لتجنب المضاعفات طويلة الأمد. تعتبر هذه الكسور أكثر شيوعًا في الأطفال، ولكنها قد تحدث أيضًا في البالغين نتيجة حوادث السقوط أو الإصابات المباشرة. تتطلب معالجة كسور مونتيجيا فهمًا شاملاً لتركيب المرفق ووظيفته، بالإضافة إلى خبرة جراحية متخصصة لضمان استعادة وظيفة الذراع بشكل كامل.

فهم كسور مونتيجيا: التصنيف والآلية

تصنيف الكسور

تُصنف كسور مونتيجيا وفقًا لاتجاه خلع رأس الكعبرة بالنسبة للزند المكسور. يعتبر تصنيف Bado هو الأكثر شيوعًا واستخدامًا في الممارسة السريرية، ويقسم هذه الكسور إلى أربعة أنواع رئيسية:

  • النوع الأول: يتميز بكسر في الزند مع انحناء أو انزياح قمته للأمام، وخلع أمامي لرأس الكعبرة. هذا هو النوع الأكثر شيوعًا.
  • النوع الثاني: يتميز بكسر في الزند مع انحناء أو انزياح قمته للخلف، وخلع خلفي لرأس الكعبرة.
  • النوع الثالث: يتميز بكسر في الزند بالقرب من مفصل المرفق مع خلع جانبي (خارجي) لرأس الكعبرة.
  • النوع الرابع: يتميز بكسر في الزند وكسر في عظم الكعبرة (في نفس الساعد) مع خلع أمامي لرأس الكعبرة. هذا النوع هو الأقل شيوعًا.

آلية الإصابة

تحدث كسور مونتيجيا عادةً نتيجة قوة مباشرة على الساعد أو المرفق. في الأطفال، قد يكون السقوط على يد ممدودة هو السبب الأكثر شيوعًا. في البالغين، غالبًا ما تكون الإصابة ناتجة عن حوادث السيارات أو الإصابات الرياضية. يعتمد نوع الكسر والخلع الناتج على اتجاه القوة المطبقة وزاوية المرفق وقت الإصابة. فهم آلية الإصابة يساعد الطبيب في تحديد نمط الكسر والخلع، وبالتالي التخطيط للعلاج المناسب.

التشخيص: الفحص السريري والتصوير

الفحص السريري

يبدأ التشخيص بفحص سريري دقيق للمريض. تشمل العلامات والأعراض الشائعة:

  • ألم شديد في منطقة المرفق والساعد.
  • تورم وكدمات حول المرفق.
  • تشوه واضح في شكل المرفق.
  • صعوبة أو عدم القدرة على تحريك المرفق أو الساعد.
  • ألم عند اللمس على طول عظم الزند أو حول رأس الكعبرة.
  • في بعض الحالات، قد يكون هناك ضعف أو تنميل في اليد أو الأصابع إذا كانت هناك إصابة للأعصاب أو الأوعية الدموية.

من المهم جدًا فحص النبضات في الرسغ وتقييم وظيفة الأعصاب الحسية والحركية في اليد والأصابع لتقييم أي إصابة للأوعية الدموية أو الأعصاب.

التصوير الشعاعي

تعتبر الأشعة السينية (X-ray) هي الأداة الأساسية لتأكيد تشخيص كسور مونتيجيا. يجب إجراء صور شعاعية أمامية وخلفية (AP) وجانبية للمرفق والساعد. يجب فحص الصور بعناية لتحديد:

  • وجود كسر في عظم الزند وموقعه ونمطه.
  • اتجاه ومقدار انزياح الكسر.
  • وجود خلع في رأس الكعبرة وتحديد اتجاهه (أمامي، خلفي، جانبي).
  • وجود كسور أخرى في الساعد أو المرفق.

في بعض الحالات، قد تكون هناك حاجة إلى إجراء تصوير مقطعي محوسب (CT scan) للحصول على تفاصيل أكثر حول الكسر والخلع، خاصة إذا كان هناك تفتت شديد في العظام أو إذا كان هناك شك في وجود إصابات أخرى.

العلاج: الجراحة وإعادة التأهيل

العلاج الجراحي

معظم كسور مونتيجيا تتطلب تدخلًا جراحيًا، خاصة في البالغين. الهدف من الجراحة هو:

  • إعادة الزند المكسور إلى وضعه الطبيعي وتثبيته باستخدام صفيحة ومسامير (Plate and Screws). هذا يسمح للعظام بالشفاء في وضع مستقيم ويستعيد استقرار المرفق.
  • إعادة رأس الكعبرة إلى مكانه الطبيعي في مفصل المرفق. في كثير من الحالات، بعد تثبيت الزند، يعود رأس الكعبرة إلى مكانه تلقائيًا. في حالات أخرى، قد يكون من الضروري إجراء عملية جراحية إضافية لتثبيت رأس الكعبرة.

تعتبر الجراحة المبكرة (في غضون أيام قليلة من الإصابة) هي الأفضل لتحقيق أفضل النتائج. تأخير الجراحة قد يزيد من صعوبة إعادة العظام إلى وضعها الطبيعي ويزيد من خطر حدوث مضاعفات.

إعادة التأهيل

بعد الجراحة، تبدأ مرحلة إعادة التأهيل. تهدف إعادة التأهيل إلى:

  • استعادة نطاق حركة المرفق والساعد.
  • تقوية العضلات حول المرفق والساعد.
  • تحسين وظيفة اليد والأصابع.

تبدأ إعادة التأهيل عادةً بتمارين لطيفة لزيادة نطاق الحركة، ثم تتقدم تدريجيًا إلى تمارين تقوية العضلات. يجب أن تتم إعادة التأهيل تحت إشراف معالج طبيعي مؤهل.

المضاعفات المحتملة

على الرغم من أن معظم كسور مونتيجيا يمكن علاجها بنجاح، إلا أن هناك بعض المضاعفات المحتملة التي يجب أن يكون المريض على علم بها:

  • عدم التئام الكسر: قد يحدث عدم التئام الكسر في الزند، مما يتطلب جراحة إضافية.
  • تصلب المرفق: قد يحدث تصلب في مفصل المرفق، مما يحد من نطاق الحركة.
  • إصابة الأعصاب أو الأوعية الدموية: قد تحدث إصابة للأعصاب أو الأوعية الدموية أثناء الجراحة، مما يؤدي إلى ضعف أو تنميل في اليد أو الأصابع.
  • التهاب: قد يحدث التهاب في موقع الجراحة.
  • متلازمة حجرات الساعد: وهي حالة خطيرة تحدث عندما يزداد الضغط داخل حجرات العضلات في الساعد، مما يؤدي إلى تلف الأعصاب والعضلات.

الخلاصة

كسور مونتيجيا هي إصابات معقدة تتطلب تشخيصًا دقيقًا وعلاجًا سريعًا. الجراحة هي العلاج المفضل لمعظم هذه الكسور، وتليها إعادة تأهيل مكثفة. يجب أن يكون المرضى على علم بالمضاعفات المحتملة وأن يتبعوا تعليمات الطبيب والمعالج الطبيعي بعناية لتحقيق أفضل النتائج. التشخيص المبكر والعلاج المناسب يمكن أن يساعد في استعادة وظيفة الذراع بشكل كامل ومنع المضاعفات طويلة الأمد.