اكتشف: كسر رأس الكعبرة.. عرض حالة FRCS (جراحة العظام)

جاري البحث...

لا توجد اقتراحات للبحث

حالات تعليمية في جراحة العظام 2023, يناير, 27 | 3:00 ص 13 مشاهدة

اكتشف: كسر رأس الكعبرة.. عرض حالة FRCS (جراحة العظام)

كسور رأس الكعبرة: التشخيص والعلاج

مقدمة حول كسور رأس الكعبرة

تعتبر كسور رأس الكعبرة من الإصابات الشائعة نسبياً في منطقة المرفق، وغالباً ما تحدث نتيجة السقوط على يد ممدودة. تختلف شدة هذه الكسور بشكل كبير، بدءاً من الكسور الطفيفة غير المنزاحة وصولاً إلى الكسور المعقدة التي تتطلب تدخلاً جراحياً. فهم طبيعة هذه الإصابات، وآليات علاجها المختلفة، أمر بالغ الأهمية لضمان تعافي المريض بشكل كامل واستعادة وظيفة المرفق. من الضروري إجراء تقييم دقيق للإصابة لتحديد أفضل مسار للعلاج. [

] [

]

تشخيص كسر رأس الكعبرة

يعتمد تشخيص كسر رأس الكعبرة على عدة عوامل، بدءاً من التاريخ المرضي للمريض والفحص البدني الدقيق، وصولاً إلى استخدام تقنيات التصوير الطبي المتقدمة.

التاريخ المرضي والفحص البدني

يبدأ التشخيص عادةً بسؤال المريض عن كيفية وقوع الإصابة، والأعراض التي يعاني منها. تشمل الأعراض الشائعة ألمًا في منطقة المرفق، وصعوبة في تحريكه، وتورمًا أو كدمات. أثناء الفحص البدني، يقوم الطبيب بتقييم نطاق حركة المرفق، والبحث عن أي علامات تدل على وجود إصابة في الأعصاب أو الأوعية الدموية. يجب التأكد من سلامة الدورة الدموية والإحساس في اليد والأصابع.

التصوير الشعاعي

تعتبر الأشعة السينية (X-ray) هي الخطوة الأولى في تأكيد التشخيص. تساعد الأشعة السينية في تحديد وجود كسر في رأس الكعبرة، وتقييم مدى انزياحه. في بعض الحالات، قد يكون من الصعب رؤية الكسر بوضوح في الأشعة السينية، خاصةً إذا كان الكسر طفيفًا أو غير منزاح. في هذه الحالات، قد يوصي الطبيب بإجراء تصوير إضافي، مثل التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI) أو التصوير المقطعي المحوسب (CT scan). يوفر التصوير بالرنين المغناطيسي تفاصيل دقيقة حول الأنسجة الرخوة المحيطة بالمرفق، مثل الأربطة والغضاريف، ويمكن أن يساعد في الكشف عن أي إصابات أخرى مصاحبة للكسر. بينما يوفر التصوير المقطعي المحوسب صورًا تفصيلية للعظام، مما يساعد في تقييم مدى تعقيد الكسر.

تصنيف الكسور

تُصنف كسور رأس الكعبرة وفقًا لتصنيف Mason، والذي يعتمد على مدى انزياح الكسر وعدد الأجزاء المكسورة. يساعد هذا التصنيف في تحديد أفضل طريقة للعلاج.

  • النوع الأول: كسر غير منزاح أو منزاح بشكل طفيف.
  • النوع الثاني: كسر منزاح.
  • الالنوع الثالث: كسر مفتت (يتكون من عدة أجزاء).
  • النوع الرابع: كسر مصحوب بخلع في المرفق.

علاج كسور رأس الكعبرة

يعتمد علاج كسر رأس الكعبرة على نوع الكسر ومدى انزياحه، بالإضافة إلى عوامل أخرى مثل عمر المريض ومستوى نشاطه.

العلاج غير الجراحي

غالبًا ما يكون العلاج غير الجراحي هو الخيار الأمثل للكسور غير المنزاحة أو المنزاحة بشكل طفيف (النوع الأول). يشمل العلاج غير الجراحي ما يلي:

  • تثبيت المرفق: يتم تثبيت المرفق باستخدام جبيرة أو حمالة لمدة تتراوح بين أسبوع إلى ثلاثة أسابيع، وذلك لتقليل الألم والسماح للعظام بالالتئام.
  • الأدوية: يمكن استخدام الأدوية المسكنة للألم، مثل الباراسيتامول أو مضادات الالتهاب غير الستيرويدية، لتخفيف الألم والتورم.
  • العلاج الطبيعي: بعد إزالة الجبيرة أو الحمالة، يبدأ المريض في برنامج للعلاج الطبيعي، يهدف إلى استعادة نطاق حركة المرفق وقوته. يشمل العلاج الطبيعي تمارين الإطالة والتقوية، بالإضافة إلى تقنيات أخرى مثل العلاج اليدوي والتحفيز الكهربائي.

العلاج الجراحي

قد يكون العلاج الجراحي ضروريًا للكسور المنزاحة (النوع الثاني والثالث والرابع)، أو في الحالات التي يفشل فيها العلاج غير الجراحي. تشمل الخيارات الجراحية ما يلي:

  • التثبيت الداخلي: يتضمن التثبيت الداخلي استخدام براغي أو صفائح لتثبيت أجزاء العظام المكسورة في مكانها الصحيح. يتم إجراء هذه الجراحة عادةً من خلال شق صغير في الجلد.
  • استبدال رأس الكعبرة: في الحالات التي يكون فيها الكسر مفتتًا جدًا بحيث لا يمكن إصلاحه، قد يكون من الضروري استبدال رأس الكعبرة بمفصل صناعي.
  • إصلاح أو إعادة بناء الأربطة: إذا كان الكسر مصحوبًا بإصابة في الأربطة المحيطة بالمرفق، فقد يكون من الضروري إصلاح أو إعادة بناء هذه الأربطة أثناء الجراحة.

إعادة التأهيل بعد العلاج

تعتبر إعادة التأهيل جزءًا هامًا من عملية التعافي بعد كسر رأس الكعبرة، سواء تم العلاج جراحيًا أو غير جراحيًا. يهدف برنامج إعادة التأهيل إلى استعادة نطاق حركة المرفق وقوته ووظيفته الطبيعية. [

] [

]

تمارين الحركة

تبدأ تمارين الحركة عادةً بعد إزالة الجبيرة أو الحمالة. تشمل هذه التمارين حركات بسيطة مثل ثني ومد المرفق، وتدوير الساعد. يجب أن تتم هذه التمارين ببطء ولطف، مع تجنب أي حركة تسبب ألمًا شديدًا.

تمارين التقوية

بعد استعادة نطاق حركة المرفق، يمكن البدء في تمارين التقوية. تشمل هذه التمارين استخدام الأوزان الخفيفة أو الأربطة المطاطية لتقوية العضلات المحيطة بالمرفق.

العودة إلى الأنشطة الطبيعية

تعتمد سرعة العودة إلى الأنشطة الطبيعية على نوع الكسر ومدى التعافي. بشكل عام، يمكن للمرضى العودة إلى معظم الأنشطة الطبيعية في غضون بضعة أشهر بعد الإصابة. ومع ذلك، قد يستغرق الأمر وقتًا أطول للعودة إلى الأنشطة التي تتطلب قوة أو حركة كبيرة في المرفق، مثل الرياضات التي تتطلب رمي الكرة.

المضاعفات المحتملة لكسور رأس الكعبرة

على الرغم من أن معظم كسور رأس الكعبرة تلتئم بشكل جيد، إلا أن هناك بعض المضاعفات المحتملة التي يجب أن يكون المريض على علم بها. تشمل هذه المضاعفات ما يلي:

  • تصلب المرفق: قد يحدث تصلب في المرفق نتيجة لتكون النسيج الندبي حول المفصل. يمكن أن يؤدي تصلب المرفق إلى صعوبة في تحريكه بشكل كامل.
  • التهاب المفاصل: قد يؤدي كسر رأس الكعبرة إلى تلف الغضروف المفصلي، مما يزيد من خطر الإصابة بالتهاب المفاصل في المستقبل.
  • متلازمة الألم الناحي المركب (CRPS): هي حالة نادرة ولكنها مؤلمة، يمكن أن تحدث بعد أي إصابة، بما في ذلك كسر رأس الكعبرة. تشمل أعراض متلازمة الألم الناحي المركب ألمًا شديدًا وحرقة، وتورمًا، وتغيرات في لون الجلد ودرجة حرارته.
  • عدم التئام الكسر: في بعض الحالات، قد لا يلتئم الكسر بشكل كامل، مما قد يتطلب إجراء جراحة إضافية. [
    ] [

    ]

نصائح للوقاية من كسور رأس الكعبرة

على الرغم من أنه لا يمكن منع جميع كسور رأس الكعبرة، إلا أن هناك بعض الاحتياطات التي يمكن اتخاذها لتقليل خطر الإصابة. تشمل هذه الاحتياطات ما يلي:

  • ارتداء معدات السلامة: عند ممارسة الرياضات التي تنطوي على خطر السقوط، مثل التزلج على الجليد أو ركوب الدراجات، يجب ارتداء معدات السلامة المناسبة، مثل واقيات المرفق.
  • الحفاظ على قوة العظام: يمكن الحفاظ على قوة العظام عن طريق تناول نظام غذائي صحي غني بالكالسيوم وفيتامين د، وممارسة التمارين الرياضية بانتظام.
  • تجنب السقوط: يجب اتخاذ خطوات لتقليل خطر السقوط، مثل إزالة المخاطر من المنزل، واستخدام أدوات مساعدة على المشي إذا لزم الأمر.

الخلاصة

تعتبر كسور رأس الكعبرة من الإصابات الشائعة التي يمكن أن تؤثر على وظيفة المرفق. يعتمد العلاج على نوع الكسر ومدى انزياحه. يمكن علاج العديد من الكسور بنجاح باستخدام العلاج غير الجراحي، بينما قد تتطلب الكسور الأخرى تدخلًا جراحيًا. تعتبر إعادة التأهيل جزءًا هامًا من عملية التعافي، وتساعد على استعادة نطاق حركة المرفق وقوته ووظيفته الطبيعية. من خلال اتباع تعليمات الطبيب والمعالج الفيزيائي، يمكن لمعظم المرضى التعافي بشكل كامل من كسر رأس الكعبرة والعودة إلى أنشطتهم الطبيعية.