اكتشف: كسر هولشتاين-لويس.. دليل التعافي الأمثل!

جاري البحث...

لا توجد اقتراحات للبحث

حالات تعليمية في جراحة العظام 2023, يناير, 27 | 3:00 ص 10 مشاهدة

اكتشف: كسر هولشتاين-لويس.. دليل التعافي الأمثل!

كسر عظم العضد مع شلل العصب الكعبري: التشخيص والعلاج

مقدمة حول كسور عظم العضد وشلل العصب الكعبري

تعتبر كسور عظم العضد، خاصة في الثلث السفلي، من الإصابات الشائعة التي قد تحدث نتيجة حوادث السير، السقوط، أو حتى ممارسة الرياضات العنيفة مثل مصارعة الذراعين. تكمن خطورة هذه الكسور في قرب العصب الكعبري، وهو عصب رئيسي في الطرف العلوي، من منطقة الكسر. قد يؤدي ذلك إلى إصابة العصب الكعبري، مما ينتج عنه شلل يؤثر على وظيفة اليد والمعصم. في هذا المقال، سنستعرض بالتفصيل كيفية التعامل مع هذه الحالات، بدءًا من التشخيص وحتى خيارات العلاج المختلفة.

تشخيص كسر عظم العضد المصحوب بشلل العصب الكعبري

الفحص السريري والتاريخ المرضي

يبدأ التشخيص بأخذ تاريخ مرضي مفصل من المريض حول كيفية حدوث الإصابة، والأعراض التي يعاني منها. غالبًا ما يشتكي المريض من ألم شديد في الذراع، وعدم القدرة على تحريك المعصم أو الأصابع بشكل طبيعي. يجب إجراء فحص سريري دقيق لتقييم حالة الأنسجة الرخوة المحيطة بالكسر، والبحث عن أي جروح مفتوحة. الأهم من ذلك، هو تقييم الحالة العصبية للمريض، خاصة وظيفة العصب الكعبري.

تقييم وظيفة العصب الكعبري

يتم تقييم وظيفة العصب الكعبري عن طريق فحص:

  • قدرة المريض على بسط المعصم والأصابع: يدل ضعف أو عدم القدرة على القيام بهذه الحركات على وجود إصابة في العصب الكعبري.
  • الإحساس في الجزء الخلفي من اليد: يوفر العصب الكعبري الإحساس في هذه المنطقة، لذا فإن فقدان الإحساس قد يشير إلى إصابة العصب.
  • ردود الفعل: يتم فحص ردود الفعل العصبية لتقييم مدى سلامة الجهاز العصبي.

التصوير بالأشعة السينية

تعتبر الأشعة السينية ضرورية لتأكيد وجود الكسر وتحديد نوعه وموقعه. يتم عادةً إجراء صور أمامية وخلفية (AP) وجانبية لعظم العضد. في حالات معينة، قد تكون هناك حاجة إلى إجراء تصوير مقطعي محوسب (CT scan) للحصول على صورة أكثر تفصيلاً للكسر، خاصة إذا كان هناك تفتت في العظام.

دراسات التوصيل العصبي والتخطيط الكهربائي للعضلات (NCS/EMG)

تستخدم هذه الدراسات لتقييم وظيفة العصب الكعبري وتحديد مدى الإصابة. تساعد هذه الدراسات في التمييز بين إصابة العصب الخفيفة (neurapraxia) حيث يكون العصب متضررًا مؤقتًا، والإصابة الأكثر خطورة (axonotmesis أو neurotmesis) حيث يكون هناك تلف في الألياف العصبية. نتائج هذه الدراسات تساعد في تحديد مسار العلاج المناسب.

أنواع كسور عظم العضد المرتبطة بشلل العصب الكعبري

كسر هولشتاين-لويس (Holstein-Lewis fracture)

يعتبر هذا النوع من الكسور من أكثر الأنواع شيوعًا التي تترافق مع إصابة العصب الكعبري. يحدث هذا الكسر في الثلث السفلي من عظم العضد، وهي المنطقة التي يمر بها العصب الكعبري بالقرب من العظم. بسبب هذا القرب، يكون العصب معرضًا للخطر أثناء الإصابة.

الكسور الحلزونية أو المفتتة

قد تتسبب الكسور الحلزونية أو المفتتة في إزاحة كبيرة في العظام، مما يزيد من خطر إصابة العصب الكعبري عن طريق التمزق، الكدمة، أو الانحباس بين شظايا العظام المكسورة.

علاج كسر عظم العضد المصحوب بشلل العصب الكعبري

يعتمد علاج هذه الحالات على عدة عوامل، بما في ذلك نوع الكسر، وشدة إصابة العصب، والحالة الصحية العامة للمريض. هناك خياران رئيسيان للعلاج: العلاج غير الجراحي والعلاج الجراحي.

العلاج غير الجراحي

  • التجبير: يمكن استخدام الجبيرة لتثبيت الكسر والسماح له بالالتئام. ومع ذلك، فإن استخدام الجبيرة في كسور الثلث السفلي من عظم العضد قد يكون صعبًا بسبب خطر عدم الالتئام أو تيبس مفصل المرفق.
  • المتابعة الدقيقة: يجب متابعة المريض بانتظام لتقييم تقدم التئام العظام ووظيفة العصب الكعبري. غالبًا ما تتحسن إصابات العصب الخفيفة (neurapraxia) تلقائيًا في غضون 3-6 أشهر.
  • العلاج الطبيعي: يساعد العلاج الطبيعي في الحفاظ على نطاق حركة المرفق واليد، وتقوية العضلات. يمكن استخدام جبيرة ديناميكية (dynamic splint) للمساعدة في بسط المعصم والأصابع أثناء فترة التعافي.

العلاج الجراحي

  • التثبيت الداخلي: يتضمن هذا الإجراء استخدام صفائح ومسامير لتثبيت شظايا العظام المكسورة في مكانها الصحيح. يعتبر التثبيت الجراحي ضروريًا في الحالات التي يكون فيها الكسر غير مستقر، أو إذا كان هناك إزاحة كبيرة في العظام.
  • استكشاف العصب الكعبري: أثناء الجراحة، قد يقوم الجراح باستكشاف العصب الكعبري للتأكد من عدم وجود انحباس أو تمزق في العصب. إذا تم العثور على انحباس، يتم تحرير العصب. إذا كان هناك تمزق في العصب، فقد يكون من الضروري إجراء ترقيع عصبي.

متى يتم اللجوء إلى الجراحة؟

تعتبر الجراحة ضرورية في الحالات التالية:

  • كسر مفتوح: إذا كان هناك جرح مفتوح يتصل بموقع الكسر.
  • إصابة وعائية مصاحبة: إذا كان هناك تلف في الأوعية الدموية الرئيسية في الذراع.
  • عدم استقرار الكسر: إذا كان الكسر غير مستقر ولا يمكن تثبيته بالجبيرة.
  • شلل العصب الكعبري الكامل أو عدم تحسن الشلل: إذا لم يتحسن الشلل بعد 3-6 أشهر من العلاج غير الجراحي.

إعادة التأهيل بعد العلاج

تعتبر إعادة التأهيل جزءًا مهمًا من عملية التعافي بعد كسر عظم العضد المصحوب بشلل العصب الكعبري. يشمل إعادة التأهيل مجموعة متنوعة من التمارين التي تهدف إلى استعادة نطاق حركة المرفق واليد، وتقوية العضلات، وتحسين وظيفة العصب الكعبري. يجب أن يتم تصميم برنامج إعادة التأهيل بشكل فردي لكل مريض، مع الأخذ في الاعتبار نوع الكسر، وشدة إصابة العصب، والحالة الصحية العامة للمريض.

نصائح لإعادة التأهيل:

  • ابدأ بتمارين بسيطة: ابدأ بتمارين بسيطة لزيادة نطاق حركة المرفق واليد.
  • زد تدريجيًا من شدة التمارين: مع تحسن حالتك، زد تدريجيًا من شدة التمارين.
  • استشر أخصائي علاج طبيعي: يمكن لأخصائي العلاج الطبيعي مساعدتك في تصميم برنامج إعادة تأهيل فعال وآمن.
  • كن صبورًا: قد يستغرق التعافي وقتًا طويلاً، لذا كن صبورًا ومثابرًا.

المضاعفات المحتملة

على الرغم من أن معظم المرضى يتعافون بشكل جيد بعد علاج كسر عظم العضد المصحوب بشلل العصب الكعبري، إلا أن هناك بعض المضاعفات المحتملة التي يجب أن يكون المريض على علم بها. تشمل هذه المضاعفات:

  • عدم الالتئام: قد لا يلتئم الكسر بشكل صحيح، مما قد يتطلب جراحة إضافية.
  • تيبس المرفق: قد يصبح المرفق متيبسًا، مما يحد من نطاق حركته.
  • ألم مزمن: قد يعاني بعض المرضى من ألم مزمن في الذراع.
  • تلف العصب الدائم: في حالات نادرة، قد يكون تلف العصب الكعبري دائمًا.

الخلاصة

يتطلب علاج كسر عظم العضد المصحوب بشلل العصب الكعبري تقييمًا دقيقًا وتخطيطًا شاملاً. يعتمد اختيار العلاج على عدة عوامل، بما في ذلك نوع الكسر، وشدة إصابة العصب، والحالة الصحية العامة للمريض. سواء كان العلاج غير جراحي أو جراحي، فإن إعادة التأهيل تلعب دورًا حاسمًا في استعادة وظيفة الذراع واليد. من خلال المتابعة الدقيقة والالتزام بتعليمات الطبيب، يمكن لمعظم المرضى تحقيق نتائج جيدة والعودة إلى ممارسة أنشطتهم اليومية.