اكسر الخوف: دليلك الشامل لكسور منتصف عظم العضد!

جاري البحث...

لا توجد اقتراحات للبحث

حالات تعليمية في جراحة العظام 2023, يناير, 27 | 3:00 ص 14 مشاهدة

اكسر الخوف: دليلك الشامل لكسور منتصف عظم العضد!

كسر منتصف عظم العضد: التشخيص والإدارة والعلاج

مقدمة حول كسور عظم العضد

تُعد كسور عظم العضد، وتحديدًا في منطقة منتصف العظم (الديستال)، من الإصابات الشائعة نسبيًا، خاصةً بين البالغين وكبار السن. يمكن أن تحدث هذه الكسور نتيجة مجموعة متنوعة من الأسباب، بدءًا من السقوط البسيط وحتى الحوادث الأكثر خطورة مثل حوادث السيارات. تتطلب هذه الكسور تقييمًا دقيقًا لتحديد أفضل مسار للعلاج، والذي قد يشمل العلاج التحفظي أو التدخل الجراحي. فهم طبيعة الكسر، وتقييم الأعراض المصاحبة، والنظر في العوامل الفردية للمريض هي أمور ضرورية لضمان أفضل النتائج الممكنة.

التشخيص الأولي وتقييم المريض

الفحص السريري الشامل

عند استقبال مريض يعاني من إصابة في الذراع بعد حادث (مثل السقوط من سلم)، يجب إجراء فحص سريري شامل. يجب أن يشمل الفحص تقييمًا كاملاً للدورة الدموية والأعصاب الطرفية في الطرف المصاب. يجب البحث عن أي علامات تدل على وجود جروح مفتوحة، أو إصابات في الأنسجة الرخوة، أو كسور أخرى مصاحبة في نفس الطرف. من الضروري تحديد مدى الألم، ومكانه، وما إذا كان هناك أي تشوه واضح في الذراع. غالبًا ما يصف المرضى المصابون بكسور في عظم العضد ألمًا حادًا ومفاجئًا يزداد مع الحركة.

التصوير بالأشعة السينية

التصوير بالأشعة السينية هو الأداة الأساسية لتشخيص كسور عظم العضد. يجب إجراء صور شعاعية من زوايا متعددة (على الأقل صورتين متعامدتين) لتقييم نوع الكسر، وموقعه، ومدى الإزاحة. تساعد الأشعة السينية في تحديد ما إذا كان الكسر بسيطًا أم مُفتتًا (أي يحتوي على عدة شظايا). في بعض الحالات، قد يكون من الضروري إجراء تصوير إضافي مثل التصوير المقطعي المحوسب (CT scan) للحصول على صورة أكثر تفصيلاً للكسر، خاصةً إذا كان هناك شك في وجود إصابات أخرى أو إذا كان التخطيط للجراحة معقدًا.

مثال توضيحي

تصور مريضًا يبلغ من العمر 46 عامًا سقط من سلم وأصيب في ذراعه اليسرى (غير المسيطرة). عند الفحص الأولي، تظهر صور الأشعة السينية وجود كسر مُزاح في منتصف عظم العضد. قبل البدء في أي علاج، يجب التأكد من سلامة الأعصاب والأوعية الدموية في الذراع.

إدارة كسر عظم العضد

العلاج التحفظي

يعتبر العلاج التحفظي خيارًا مناسبًا في بعض حالات كسور عظم العضد، خاصةً إذا كان الكسر غير مُزاح بشكل كبير أو إذا كان المريض يعاني من حالات طبية تمنع الجراحة. يشمل العلاج التحفظي تثبيت الذراع باستخدام جبيرة أو حمالة، وتناول الأدوية المسكنة للألم، والعلاج الطبيعي. الهدف من العلاج التحفظي هو السماح للعظم بالشفاء بشكل طبيعي مع الحفاظ على وظيفة الذراع قدر الإمكان.

  • التثبيت: يتم استخدام جبيرة أو حمالة لتثبيت الذراع وتقليل الحركة. قد يتم تغيير الجبيرة أو الحمالة بمرور الوقت مع تحسن حالة الكسر.
  • الأدوية المسكنة: يمكن استخدام الأدوية المسكنة للألم للسيطرة على الألم. يمكن أن تشمل هذه الأدوية مسكنات الألم التي لا تستلزم وصفة طبية مثل الباراسيتامول والإيبوبروفين، أو مسكنات الألم الأقوى التي تتطلب وصفة طبية في الحالات الأكثر شدة.
  • العلاج الطبيعي: يلعب العلاج الطبيعي دورًا هامًا في استعادة وظيفة الذراع بعد الكسر. يتضمن العلاج الطبيعي تمارين لتقوية العضلات وتحسين نطاق الحركة.

العلاج الجراحي

قد يكون العلاج الجراحي ضروريًا في حالات معينة من كسور عظم العضد، مثل:

  • الكسور المُزاحة بشدة: إذا كان الكسر مُزاحًا بشكل كبير، فقد لا يتمكن العظم من الشفاء بشكل صحيح بدون جراحة.
  • الكسور المفتوحة: إذا كان هناك جرح مفتوح بالقرب من الكسر، فمن الضروري إجراء جراحة لتنظيف الجرح ومنع العدوى.
  • إصابات الأعصاب والأوعية الدموية: إذا كان الكسر مصحوبًا بإصابة في الأعصاب أو الأوعية الدموية، فقد يكون من الضروري إجراء جراحة لإصلاح هذه الإصابات.
  • الكسور المُفتتة: الكسور التي تحتوي على عدة شظايا قد تتطلب جراحة لتثبيت الشظايا معًا.

تتضمن الجراحة تثبيت الكسر باستخدام صفائح ومسامير أو قضبان نخاعية. الهدف من الجراحة هو إعادة العظم إلى وضعه الطبيعي وتثبيته حتى يشفى.

معايير القبول للعلاج التحفظي

عند اختيار العلاج التحفظي، يجب مراعاة درجة الإزاحة والتشوه المتبقية. بشكل عام، يعتبر مقبولاً وجود زاوية تصل إلى 20 درجة في المستوى السهمي (الأمامي الخلفي) و 30 درجة في المستوى الإكليلي (الجانبي) للعظم. ومع ذلك، يجب أن يتم اتخاذ القرار النهائي بناءً على تقييم فردي لحالة المريض.

المضاعفات المحتملة وكيفية التعامل معها

إصابة العصب الكعبري

تعتبر إصابة العصب الكعبري من المضاعفات الشائعة لكسور عظم العضد. يمكن أن تحدث هذه الإصابة نتيجة للكسر نفسه أو نتيجة للضغط على العصب أثناء التثبيت بالجبس. تشمل أعراض إصابة العصب الكعبري ضعف في حركة اليد (تدلي المعصم) وتغيرات في الإحساس في الجزء الخلفي من اليد.

إذا ظهرت أعراض إصابة العصب الكعبري بعد وضع الجبس، فيجب إزالة الجبس على الفور وإعادة تقييم المريض. إذا استمرت الأعراض، فقد يكون من الضروري إجراء جراحة لاستكشاف العصب وتخفيف الضغط عليه. في بعض الحالات، قد يكون من الضروري تثبيت الكسر جراحيًا لتجنب المزيد من الضغط على العصب.

متلازمة المقصورة (Compartment Syndrome)

متلازمة المقصورة هي حالة خطيرة تحدث عندما يزداد الضغط داخل مقصورة عضلية في الذراع، مما يؤدي إلى تقليل تدفق الدم إلى العضلات والأعصاب. يمكن أن تحدث هذه المتلازمة نتيجة للكسر نفسه أو نتيجة للوذمة (التورم) التي تحدث بعد الجراحة. تشمل أعراض متلازمة المقصورة ألمًا شديدًا لا يتناسب مع الإصابة، وتنميل، ووخز، وشحوب في الجلد.

إذا كان هناك اشتباه في وجود متلازمة المقصورة، فيجب إجراء قياس لضغط المقصورة. إذا كان الضغط مرتفعًا، فيجب إجراء بضع جراحي (fasciotomy) لتخفيف الضغط.

عدم التئام العظام (Nonunion)

عدم التئام العظام هو حالة تحدث عندما لا يشفى الكسر بشكل صحيح. يمكن أن يحدث هذا نتيجة لعدة عوامل، مثل سوء التغذية، والتدخين، والعدوى، وعدم كفاية التثبيت. تشمل أعراض عدم التئام العظام ألمًا مستمرًا في موقع الكسر، وعدم القدرة على استخدام الذراع بشكل طبيعي.

إذا تم تشخيص عدم التئام العظام، فقد يكون من الضروري إجراء جراحة لتثبيت الكسر بشكل أفضل وتحفيز التئام العظام.

الخلاصة

تتطلب كسور عظم العضد تقييمًا دقيقًا وعلاجًا فرديًا. يجب أن يهدف العلاج إلى استعادة وظيفة الذراع وتجنب المضاعفات. سواء تم اختيار العلاج التحفظي أو الجراحي، فإن المتابعة الدقيقة والعلاج الطبيعي يلعبان دورًا هامًا في تحقيق أفضل النتائج الممكنة. يجب على المرضى أن يكونوا على دراية بالمضاعفات المحتملة وأن يبلغوا الطبيب عن أي أعراض غير طبيعية.