التعامل مع كسور الترقوة: دليل شامل من غرفة الطوارئ
التقييم الأولي في قسم الطوارئ
عند استقبال مريضة تبلغ من العمر 28 عامًا في قسم الطوارئ بعد سقوطها من حصان وتعرضها لكسر في الترقوة، فإن التقييم الأولي الشامل هو الخطوة الحاسمة. لا يقتصر الأمر على تشخيص الكسر الظاهر في الأشعة السينية، بل يتعداه إلى فحص دقيق وشامل للمريضة.
يبدأ الفحص بأخذ تاريخ مرضي مفصل، يشمل آلية الإصابة، والأعراض المصاحبة، والأمراض المزمنة، والأدوية التي تتناولها المريضة. يلي ذلك فحص سريري دقيق للبحث عن علامات أخرى قد تشير إلى إصابات مصاحبة، مثل:
- الجروح المفتوحة: أي جروح أو خدوش في منطقة الكتف أو الترقوة.
- الكدمات: تحديد حجم وموقع الكدمات، وتقييم مدى انتشارها.
- سلخ الجلد (Degloving): وهي حالة نادرة ولكنها خطيرة تتضمن انفصال الجلد والأنسجة الرخوة عن العظام.
- الجلد المهدد أو المتوتر (Tented skin): يشير إلى وجود ضغط كبير على الجلد فوق الكسر، وقد يعرضه للخطر.
- الإصابات المصاحبة: يجب فحص المريضة بعناية للبحث عن أي إصابات أخرى في الرأس، أو الرقبة، أو الصدر، أو الأطراف.
الأهم من ذلك هو تقييم سلامة الأعصاب والأوعية الدموية في الطرف العلوي. يجب فحص النبض في الرسغ للتأكد من تدفق الدم بشكل طبيعي، وتقييم الإحساس والحركة في اليد والأصابع للتأكد من عدم وجود تلف في الأعصاب.
تسكين الألم هو أولوية قصوى. يجب توفير مسكنات قوية لتخفيف الألم، وتثبيت الطرف العلوي في وضع مريح باستخدام حمالة للذراع (polysling).
بعد ذلك، يتم مراجعة صور الأشعة السينية بعناية لتقييم نوع الكسر، ودرجة الإزاحة، والتفتت (comminution)، ونمط الكسر. قد يتطلب الأمر تكرار التصوير الشعاعي بزاوية مختلفة (30 درجة باتجاه الرأس) للحصول على صورة أوضح وأكثر دقة.
خيارات العلاج والمشورة المقدمة للمريضة
بعد التقييم الأولي، يجب شرح خيارات العلاج المختلفة للمريضة، مع التركيز على المزايا والمخاطر المرتبطة بكل خيار.
في معظم الحالات، العلاج التحفظي هو الخيار المفضل لكسور الترقوة غير المصحوبة بمضاعفات. يشمل هذا العلاج:
- استخدام حمالة للذراع: لتثبيت الطرف العلوي وتخفيف الألم.
- تسكين الألم: باستخدام مسكنات الألم التي لا تستلزم وصفة طبية أو مسكنات أقوى حسب الحاجة.
- العلاج الطبيعي: بعد زوال الألم الحاد، يمكن البدء بتمارين العلاج الطبيعي لاستعادة نطاق الحركة والقوة في الكتف.
يجب التأكيد على أن غالبية كسور الترقوة تلتئم بشكل جيد بالعلاج التحفظي. ومع ذلك، يجب تحذير المريضة من خطر عدم الالتئام (non-union)، والذي يقدر بحوالي 15%. [تشير الدراسات الحديثة إلى أن معدلات عدم الالتئام قد تختلف تبعًا لنمط الكسر ودرجة الإزاحة].
الخيار الجراحي يعتبر خيارًا في حالات معينة، مثل:
- الكسور المفتوحة: حيث يكون هناك جرح مفتوح في الجلد فوق الكسر.
- الكسور المصحوبة بإصابات في الأعصاب أو الأوعية الدموية.
- الكسور شديدة الإزاحة أو التفتت.
- عدم الالتئام بعد فترة طويلة من العلاج التحفظي.
تتضمن الجراحة عادةً تثبيت الكسر باستخدام صفائح معدنية أو براغي. يمكن للجراحة أن تقلل من خطر عدم الالتئام إلى حوالي 3% وقد تسمح بالعودة إلى العمل أو ممارسة الأنشطة بشكل أسرع.
ومع ذلك، يجب أن تكون المريضة على علم بمخاطر الجراحة المحتملة، والتي تشمل:
- العدوى.
- إصابة الأعصاب أو الأوعية الدموية.
- ألم أو بروز الأدوات المعدنية.
- الحاجة إلى جراحة إضافية.
- مخاطر التخدير.
- تندب الجرح، والذي قد يكون حساسًا.
نصائح إضافية للمريضة
بالإضافة إلى شرح خيارات العلاج، يجب تزويد المريضة بنصائح عملية للمساعدة في عملية الشفاء:
- الراحة: الحصول على قسط كاف من الراحة وتجنب الأنشطة التي تزيد من الألم.
- وضع الثلج: وضع الثلج على منطقة الكسر لمدة 15-20 دقيقة عدة مرات في اليوم لتخفيف الألم والتورم.
- تمارين العلاج الطبيعي: اتباع تعليمات أخصائي العلاج الطبيعي بعناية.
- التغذية: اتباع نظام غذائي صحي غني بالكالسيوم وفيتامين د لتعزيز التئام العظام.
- الإقلاع عن التدخين: التدخين يعيق التئام العظام.
يجب تشجيع المريضة على طرح الأسئلة والتعبير عن أي مخاوف لديها. من المهم بناء علاقة ثقة بين الطبيب والمريض لضمان أفضل النتائج. يجب أيضاً متابعة المريضة بشكل دوري لتقييم تقدم الشفاء والتأكد من عدم وجود أي مضاعفات.