الخلع الخلفي للكتف: التشخيص والعلاج
التشخيص الإشعاعي للخلع الخلفي للكتف
عند استقبال مريض يعاني من نوبة صرع وشكوى من ألم في الكتف الأيمن، فإن الفحص الإشعاعي يلعب دورًا حاسمًا في تحديد التشخيص الصحيح. في هذه الحالة، تُظهر صور الأشعة السينية، وبالتحديد المنظر الأمامي الخلفي (AP) ومنظر “Y” للكتف، علامات دالة على الخلع الخلفي للكتف.
تتميز هذه الصور بظهور رأس عظم العضد بشكل “مصباح كهربائي” في المنظر الأمامي الخلفي، وذلك بسبب وضعية الدوران الداخلي الثابتة. كما يلاحظ زيادة في المسافة بين الحافة الأمامية للتجويف الحقاني ورأس عظم العضد، مما يشير إلى خروج الرأس من مكانه الطبيعي. قد يظهر أيضًا خط عمودي على رأس عظم العضد نتيجة للاصطدام بالحافة الخلفية للتجويف الحقاني، بينما تبدو الحافة الأمامية للتجويف الحقاني فارغة. هذه العلامات مجتمعة تعزز من احتمالية التشخيص بالخلع الخلفي للكتف. [
]
التقييم السريري والتشخيص التفريقي
بعد الفحص الإشعاعي، يجب إجراء تقييم سريري شامل للمريض. يتضمن هذا التقييم أخذ تاريخ مرضي دقيق، مع التركيز على آلية الإصابة (في هذه الحالة، النوبة الصرعية) وتحديد مدة الإصابة. من المهم أيضًا البحث عن أي أعراض أو علامات تدل على وجود إصابة عصبية أو وعائية مصاحبة.
في الفحص السريري، غالبًا ما يكون الكتف في وضعية دوران داخلي ثابتة، مع محدودية شديدة في القدرة على الدوران الخارجي. يجب فحص الكتف بعناية للبحث عن أي علامات تدل على وجود كسر انضغاطي أو عيب في رأس عظم العضد ناتج عن الاصطدام بالتجويف الحقاني الخلفي.
من الضروري التفريق بين الخلع الخلفي للكتف وحالات أخرى قد تسبب ألمًا في الكتف، مثل التهاب الأوتار المدورة أو التهاب المحفظة اللاصق. يمكن أن يساعد التصوير المقطعي المحوسب (CT) في تحديد وجود أي كسور مصاحبة أو عيوب في رأس عظم العضد، مثل آفة هيل-ساكس العكسية، والتي قد تساهم في عدم استقرار الكتف المزمن.
علاج الخلع الخلفي للكتف
يعتمد علاج الخلع الخلفي للكتف على عدة عوامل، بما في ذلك مدة الإصابة ووجود أي مضاعفات مصاحبة. في الحالات الحادة، قد يكون من الممكن رد الخلع مغلقًا تحت التخدير العام أو التخدير الموضعي مع إرخاء العضلات.
يتم إجراء محاولة رد الخلع في قسم الطوارئ باستخدام التخدير المناسب ودعم التخدير. تتضمن هذه المحاولة ثني الكتف للأمام وتقريبه من الجسم وسحبه محوريًا. يتم محاولة تحرير رأس عظم العضد من الحافة الخلفية للتجويف الحقاني عن طريق الضغط المباشر على رأس عظم العضد من الجانب، يليه تدوير الكتف للخارج بمجرد تحريره.
إذا فشلت محاولة الرد المغلق، قد يكون التدخل الجراحي ضروريًا. قد يشمل التدخل الجراحي إصلاح أي كسور مصاحبة أو عيوب في رأس عظم العضد، بالإضافة إلى ترميم الأربطة أو الأوتار المتضررة. [
]
بعد رد الخلع، سواء كان مغلقًا أو جراحيًا، يتم تثبيت الكتف باستخدام معلاق أو جبيرة لمدة تتراوح بين 3 إلى 6 أسابيع. بعد إزالة التثبيت، يبدأ برنامج إعادة تأهيل شامل يهدف إلى استعادة نطاق الحركة الكامل للكتف وقوته ووظيفته. [
]
المضاعفات المحتملة والوقاية
قد تشمل المضاعفات المحتملة للخلع الخلفي للكتف إصابة الأعصاب والأوعية الدموية المحيطة بالكتف، تكرار الخلع، تطور التهاب المفصل التنكسي، و عدم استقرار الكتف المزمن.
للوقاية من الخلع الخلفي للكتف، من المهم اتخاذ الاحتياطات اللازمة لتجنب الإصابات التي قد تؤدي إلى الخلع، مثل استخدام معدات واقية مناسبة أثناء ممارسة الرياضة و تجنب السقوط. بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من الصرع، من المهم الالتزام بتناول الأدوية الموصوفة بانتظام للسيطرة على النوبات وتقليل خطر الإصابة. [
]