اكتشف: كسور المشاشة.. هل تهدد حركة مفاصلك؟

جاري البحث...

لا توجد اقتراحات للبحث

حالات تعليمية في جراحة العظام 2023, يناير, 27 | 3:00 ص 11 مشاهدة

اكتشف: كسور المشاشة.. هل تهدد حركة مفاصلك؟

كسر المشاشة مع إصابة المفصل: نظرة شاملة

مقدمة حول كسور المشاشة وإصابات المفاصل المصاحبة

تعتبر كسور المشاشة، خاصة تلك التي تصاحبها إصابة في المفصل، من الإصابات المعقدة التي تتطلب تقييمًا دقيقًا وتخطيطًا علاجيًا شاملاً. المشاشة هي الجزء المتوسع من نهاية العظام الطويلة، وتقع بالقرب من المفصل. كسور هذه المنطقة غالبًا ما تؤدي إلى عدم استقرار المفصل وتدهور وظائفه إذا لم يتم التعامل معها بشكل صحيح. تتراوح هذه الكسور في شدتها من كسور بسيطة غير متبدلة إلى كسور مفتتة مع خلع في المفصل، مما يستدعي تدخلًا جراحيًا عاجلًا.

تحدث هذه الإصابات عادة نتيجة حوادث مرورية، أو السقوط من ارتفاع، أو الإصابات الرياضية، وتتطلب تشخيصًا سريعًا ودقيقًا لتحديد مدى الضرر الذي لحق بالعظام والأنسجة الرخوة المحيطة. الهدف الرئيسي من العلاج هو استعادة استقرار المفصل ووظيفته الطبيعية، وتقليل خطر حدوث مضاعفات طويلة الأجل مثل التهاب المفاصل التنكسي. التشخيص المبكر والتدخل الجراحي المناسب يلعبان دورًا حاسمًا في تحقيق أفضل النتائج الممكنة.

التشخيص والتقييم الأولي لكسور المشاشة

يبدأ التشخيص بتقييم سريري شامل يتضمن فحصًا دقيقًا للمنطقة المصابة، وتقييم مدى الألم والتورم والتشوه الظاهر. يجب فحص الدورة الدموية والإحساس العصبي في الطرف المصاب للتأكد من عدم وجود إصابة للأوعية الدموية أو الأعصاب. يعد الفحص العصبي الوعائي جزءًا لا يتجزأ من التقييم الأولي.

تعتبر الأشعة السينية (X-ray) هي الخطوة الأولى في التصوير لتحديد وجود الكسر ونمطه. ومع ذلك، غالبًا ما تكون هناك حاجة إلى التصوير المقطعي المحوسب (CT scan) مع إعادة بناء ثلاثية الأبعاد لتقييم دقيق للكسور المعقدة، خاصة تلك التي تشمل المفصل. يوفر التصوير المقطعي المحوسب معلومات مفصلة حول عدد وموقع الشظايا العظمية، ومدى الإصابة داخل المفصل، مما يساعد في التخطيط الجراحي. التصوير المقطعي المحوسب ضروري لتقييم كسور المشاشة المعقدة.

مبادئ العلاج الجراحي لكسور المشاشة مع إصابة المفصل

يعتمد العلاج الجراحي لكسور المشاشة المصحوبة بإصابة المفصل على عدة مبادئ أساسية:

  • إعادة بناء سطح المفصل: الهدف الأساسي هو استعادة التوافق التشريحي لسطح المفصل لتقليل خطر حدوث التهاب المفاصل التنكسي. يتضمن ذلك إعادة وضع الشظايا العظمية المتبدلة وتثبيتها بشكل آمن.
  • تثبيت الكسر: يتم تحقيق التثبيت باستخدام مجموعة متنوعة من الأدوات الجراحية، بما في ذلك الصفائح والبراغي، أو المثبتات الخارجية في الحالات التي تتطلب ذلك. يعتمد اختيار طريقة التثبيت على نمط الكسر وجودة العظام والأنسجة الرخوة المحيطة.
  • إدارة الأنسجة الرخوة: غالبًا ما تصاحب كسور المشاشة إصابات في الأنسجة الرخوة المحيطة، مثل الأربطة والأوتار. يجب تقييم هذه الإصابات ومعالجتها في نفس الوقت لضمان استقرار المفصل ووظيفته.
  • التدخل المبكر: يفضل التدخل الجراحي المبكر، خاصة في الحالات التي يوجد فيها خلع في المفصل أو إصابة للأوعية الدموية. ومع ذلك، يجب تأخير الجراحة في الحالات التي توجد فيها إصابات شديدة في الأنسجة الرخوة للسماح لها بالتعافي وتقليل خطر حدوث مضاعفات.

تعتبر إعادة بناء سطح المفصل وتثبيت الكسر وإدارة الأنسجة الرخوة من الركائز الأساسية للعلاج الجراحي الناجح.

استراتيجيات التثبيت الجراحي

تتضمن استراتيجيات التثبيت الجراحي لكسور المشاشة مجموعة متنوعة من التقنيات والأدوات، بما في ذلك:

  • التثبيت الداخلي بالصفائح والبراغي: تستخدم الصفائح والبراغي لتثبيت الشظايا العظمية في مكانها الصحيح. يمكن استخدام صفائح تشريحية مصممة خصيصًا لتتناسب مع شكل العظم، مما يوفر تثبيتًا قويًا ومستقرًا.
  • المثبتات الخارجية: تستخدم المثبتات الخارجية لتثبيت الكسر من خلال الجلد، دون الحاجة إلى شق جراحي كبير. تستخدم هذه التقنية غالبًا في الحالات التي توجد فيها إصابات شديدة في الأنسجة الرخوة أو خطر حدوث عدوى.
  • الترقيع العظمي: في الحالات التي يوجد فيها فقدان للعظام، يمكن استخدام الترقيع العظمي لملء الفجوات وتعزيز التئام الكسر. يمكن أخذ الطعم العظمي من جزء آخر من جسم المريض (طعم ذاتي) أو من متبرع (طعم خيفي).

يعتمد اختيار استراتيجية التثبيت على عدة عوامل، بما في ذلك نمط الكسر وجودة العظام والأنسجة الرخوة المحيطة.

إعادة التأهيل والعلاج الطبيعي بعد الجراحة

تعتبر إعادة التأهيل والعلاج الطبيعي جزءًا أساسيًا من عملية التعافي بعد الجراحة. يبدأ العلاج الطبيعي عادة بعد فترة من الراحة والحماية للسماح للكسر بالالتئام. تتضمن برامج إعادة التأهيل مجموعة متنوعة من التمارين التي تهدف إلى:

  • استعادة نطاق الحركة: تبدأ التمارين بتمارين بسيطة لزيادة نطاق الحركة تدريجيًا في المفصل المصاب.
  • تقوية العضلات: تركز التمارين على تقوية العضلات المحيطة بالمفصل لزيادة الاستقرار والدعم.
  • تحسين التوازن والتنسيق: تساعد التمارين على تحسين التوازن والتنسيق لتقليل خطر السقوط والإصابة مرة أخرى.
  • العودة التدريجية إلى الأنشطة: يتم زيادة مستوى النشاط تدريجيًا مع تحسن القوة والوظيفة.

يلعب الالتزام ببرنامج إعادة التأهيل دورًا حاسمًا في تحقيق أفضل النتائج الممكنة بعد الجراحة.

المضاعفات المحتملة لكسور المشاشة المصحوبة بإصابة المفصل

على الرغم من التقدم في التقنيات الجراحية وإعادة التأهيل، إلا أن هناك خطرًا لحدوث مضاعفات بعد علاج كسور المشاشة المصحوبة بإصابة المفصل. تشمل المضاعفات المحتملة:

  • التهاب المفاصل التنكسي: يعتبر التهاب المفاصل التنكسي من المضاعفات الشائعة طويلة الأجل، خاصة إذا لم يتم استعادة التوافق التشريحي لسطح المفصل بشكل كامل.
  • عدم التئام الكسر: قد لا يلتئم الكسر بشكل صحيح، مما يتطلب جراحة إضافية.
  • العدوى: يمكن أن تحدث العدوى بعد الجراحة، خاصة في الحالات التي توجد فيها إصابات شديدة في الأنسجة الرخوة.
  • تصلب المفصل: قد يحدث تصلب في المفصل، مما يحد من نطاق الحركة.
  • متلازمة الألم الناحي المعقد (CRPS): هي حالة ألم مزمنة يمكن أن تحدث بعد الإصابة أو الجراحة.

من المهم أن يكون المرضى على دراية بالمضاعفات المحتملة وأن يتبعوا تعليمات الطبيب بعناية لتقليل خطر حدوثها.