كسور منطقة أسفل المدور في عظم الفخذ: التشخيص والتصنيف والعلاج
تُعد كسور منطقة أسفل المدور في عظم الفخذ إصابات شائعة، خاصة بين كبار السن. هذه الكسور تحدث في المنطقة الواقعة أسفل المدور الصغير وتمتد لمسافة 5 سم تقريبًا أسفل هذا المعلم التشريحي. فهم طبيعة هذه الكسور، وكيفية تشخيصها، وتصنيفها، وعلاجها أمر بالغ الأهمية لتقديم رعاية مثالية للمرضى.
التشخيص الإشعاعي لكسور منطقة أسفل المدور
قراءة صور الأشعة السينية
عند تقييم صور الأشعة السينية لكسر محتمل في منطقة أسفل المدور، من الضروري فحص صور الأشعة الأمامية الخلفية (AP) والجانبية للورك. ابحث عن خط الكسر في المنطقة المحددة (أسفل المدور الصغير حتى 5 سم أسفله). يجب تقييم وجود أي علامات أخرى مثل:
- انزياح الشظايا: تحديد مدى انزياح الشظايا العظمية عن مكانها الطبيعي.
- التفتت: تحديد ما إذا كان الكسر مفتتًا (أي يحتوي على عدة شظايا).
- الأدلة على وجود أمراض كامنة: البحث عن أي علامات تشير إلى أن الكسر قد يكون مرضيًا (ناتجًا عن حالة مرضية كامنة مثل هشاشة العظام أو ورم). قد تشمل هذه العلامات سماكة القشرة العظمية أو وجود آفات عظمية.
وضع الشظايا بعد الكسر
يؤثر اتجاه وموضع الشظايا بعد الكسر بشكل كبير على خطة العلاج. بسبب قوة العضلات المتصلة بعظم الفخذ، تميل الشظايا إلى الانزياح في أنماط معينة:
- الشظية القريبة: غالبًا ما تكون مثنية بسبب عمل عضلة الحرقفية القطنية، ومبعدة بسبب عضلات الألوية، وتدور خارجيًا بسبب عمل المدورات الخارجية القصيرة.
- الشظية البعيدة: تميل إلى التقصير بسبب عمل عضلات الفخذ الأمامية والخلفية (الرباعية والرئيسية)، وتكون مقربة بسبب عضلات المقربة التي ترتبط بالشظية البعيدة.
إذا كان المدور الصغير متصلًا بالشظية البعيدة، فلن يكون هناك ثني كلاسيكي للشظية القريبة.
من هم الأكثر عرضة لكسور منطقة أسفل المدور؟
كبار السن
في معظم الحالات، تحدث كسور منطقة أسفل المدور لدى كبار السن نتيجة السقوط البسيط من ارتفاع الوقوف، تمامًا مثل أنواع كسور الورك الأخرى. ومع ذلك، هناك نسبة أعلى من الكسور المرضية في هذه المنطقة مقارنة بأنواع كسور الورك الأخرى.
المرضى الذين يتناولون البايفوسفونيت
المرضى الذين يتناولون أدوية البايفوسفونيت (تستخدم لعلاج هشاشة العظام) هم أكثر عرضة للإصابة بكسور مستعرضة في هذه المنطقة. قد تظهر هذه الكسور سماكة في القشرة العظمية الجانبية، وغياب التفتت، ونتوء عظمي إنسي.
الشباب
إذا حدثت هذه الإصابة في مريض شاب، فعادة ما تكون نتيجة إصابة ناتجة عن طاقة عالية، مثل حادث سيارة أو سقوط من ارتفاع كبير.
تصنيف كسور منطقة أسفل المدور
تصنيف راسل-تايلور
يُستخدم تصنيف راسل-تايلور لتصنيف كسور منطقة أسفل المدور. يصنف هذا النظام الكسور بناءً على امتداد الكسر إلى الحفرة الكمثرية (piriformis fossa):
- النوع الأول: لا يمتد الكسر إلى الحفرة الكمثرية.
- النوع الثاني: يمتد الكسر إلى الحفرة الكمثرية.
يتم تقسيم كل نوع أيضًا إلى A و B بناءً على سلامة الدعامة الإنسية (medial buttress). الدعامة الإنسية هي الجزء الإنسي من عظم الفخذ الذي يوفر الدعم الهيكلي.
هذا التصنيف له أهمية تاريخية لأن كسور النوع الثاني كانت تعالج بأجهزة ذات زاوية ثابتة بدلاً من المسمار النخاعي الرأسي المستخدم اليوم.
المزيد من الفحوصات
تصوير الفخذ بالكامل
بعد إجراء التاريخ المرضي والفحص البدني الشاملين، قد يكون من الضروري إجراء تصوير كامل لعظم الفخذ لتقييم وجود كسور أخرى أو حالات مرضية كامنة.
تصوير مُخصص
قد تكون هناك حاجة إلى تصوير إضافي مُخصص بناءً على نتائج التاريخ المرضي والفحص البدني. على سبيل المثال، قد يكون التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI) ضروريًا لتقييم الكسور الخفية أو استبعاد الأسباب المرضية.
العلاج
التدخل الجراحي
معظم كسور منطقة أسفل المدور تتطلب تدخلًا جراحيًا. الهدف من الجراحة هو تثبيت الكسر واستعادة وظيفة الورك. تشمل الخيارات الجراحية الشائعة ما يلي:
- المسمار النخاعي الرأسي (Cephalomedullary nail): هو جهاز يتم إدخاله في قناة النخاع العظمي لعظم الفخذ لتثبيت الكسر. يوفر هذا النوع من التثبيت قوة وثبات ممتازين.
- التثبيت بالصفائح والمسامير: يتم استخدام صفيحة معدنية لتثبيت الكسر في مكانه. يتم تثبيت الصفيحة بالعظم باستخدام المسامير.
إعادة التأهيل
بعد الجراحة، من الضروري البدء في برنامج إعادة تأهيل لاستعادة قوة الورك ووظيفته. قد يشمل ذلك العلاج الطبيعي والتمارين الرياضية.
اعتبارات خاصة
- الكسور المرضية: إذا كان الكسر مرضيًا، فقد يكون من الضروري معالجة الحالة الكامنة بالإضافة إلى تثبيت الكسر.
- المرضى الذين يتناولون البايفوسفونيت: في المرضى الذين يتناولون البايفوسفونيت، قد يكون من الضروري استخدام تقنيات تثبيت خاصة لضمان التئام الكسر.
نصائح إضافية:
- تقييم هشاشة العظام: يجب تقييم جميع المرضى الذين يعانون من كسور في منطقة أسفل المدور للكشف عن هشاشة العظام وعلاجها إذا لزم الأمر.
- الوقاية من السقوط: يجب اتخاذ خطوات لمنع السقوط، خاصة عند كبار السن. قد يشمل ذلك تحسين السلامة في المنزل واستخدام الأجهزة المساعدة على المشي.
- التغذية السليمة: التغذية السليمة مهمة لالتئام العظام. يجب على المرضى التأكد من أنهم يحصلون على ما يكفي من الكالسيوم وفيتامين د.
من خلال فهم شامل لكسور منطقة أسفل المدور، يمكن لأخصائيي الرعاية الصحية تقديم رعاية مثالية للمرضى وتحسين نتائجهم.