اكتشف: كسر عنق الفخذ وجذعه.. دليل التعافي الشامل!

جاري البحث...

لا توجد اقتراحات للبحث

حالات تعليمية في جراحة العظام 2023, يناير, 26 | 3:00 ص 11 مشاهدة

اكتشف: كسر عنق الفخذ وجذعه.. دليل التعافي الشامل!

كسور عنق وعظم الفخذ: التشخيص، الإدارة، والجراحة

مقدمة

تُعتبر كسور عنق وعظم الفخذ من الإصابات الخطيرة التي تتطلب تدخلًا طبيًا عاجلًا وفعالًا. غالبًا ما تنتج هذه الكسور عن حوادث مرورية عالية السرعة أو السقوط من ارتفاعات شاهقة، وتتسبب في ألم شديد وإعاقة للحركة. تتطلب هذه الحالات تقييمًا شاملًا وإدارة دقيقة لضمان أفضل النتائج للمريض. في هذا المقال، سنستعرض كيفية التعامل مع مريض مصاب بكسر في عنق وعظم الفخذ، بدءًا من التقييم الأولي في قسم الطوارئ وصولًا إلى التخطيط الجراحي وإعادة التأهيل.

التقييم الأولي والإدارة في قسم الطوارئ

عند وصول مريض مصاب بكسر في عنق وعظم الفخذ إلى قسم الطوارئ، يجب اتباع بروتوكولات الإنعاش المتقدمة في الصدمات (ATLS) لضمان استقرار حالته العامة. الأولوية القصوى هي تقييم مجرى الهواء والتنفس والدورة الدموية (ABC). بعد التأكد من استقرار العلامات الحيوية، يتم التركيز على تقييم الإصابة العظمية.

  • التأكد من توفير مسكنات كافية: يجب إعطاء المريض مسكنات قوية لتخفيف الألم الشديد الناجم عن الكسر. يمكن استخدام الأدوية الأفيونية أو غير الأفيونية حسب حالة المريض وتقييم الطبيب.
  • الفحص الشامل للطرف المصاب: يجب إجراء فحص دقيق وشامل للطرف السفلي المصاب، مع الانتباه إلى حالة الأنسجة الرخوة المحيطة بالعظام. يجب البحث عن أي علامات تدل على وجود جروح مفتوحة أو كدمات شديدة أو تورم.
  • تقييم الحالة العصبية الوعائية: من الضروري تقييم الحالة العصبية الوعائية للطرف المصاب، بما في ذلك فحص النبضات الطرفية (نبض الشريان الظنبوبي الخلفي والشريان القدمي الظهري) وتقييم الإحساس والحركة في القدم والأصابع. أي نقص في التروية الدموية أو ضعف في الأعصاب يستدعي تدخلًا جراحيًا فوريًا.
  • البحث عن إصابات أخرى مصاحبة: نظرًا لأن هذه الإصابات غالبًا ما تكون نتيجة لحوادث عالية الطاقة، يجب البحث عن إصابات أخرى مصاحبة، مثل إصابات الرأس والصدر والبطن والحوض.
  • التصوير الشعاعي: يجب إجراء تصوير شعاعي كامل للطرف السفلي المصاب، بما في ذلك صور أمامية خلفية وجانبية للورك والفخذ والركبة والكاحل والقدم. يساعد التصوير الشعاعي على تحديد نوع الكسر وموقعه ودرجة انزياحه. [ملاحظة: قد يتطلب الأمر إجراء تصوير بالرنين المغناطيسي (MRI) لتقييم الأنسجة الرخوة المحيطة بالعظام، مثل الأربطة والأوتار.]
  • تثبيت مؤقت: في حالة عدم وجود نقص في التروية الدموية أو ضعف في الأعصاب، يمكن تطبيق جبيرة أو شد جلدي مؤقت لتثبيت الطرف المصاب وتخفيف الألم ومنع المزيد من الانزياح. عادة ما يتم استخدام وزن 5 كجم للشد الجلدي.
  • التحضير للعملية الجراحية: يجب تحضير المريض للعملية الجراحية، بما في ذلك إجراء فحوصات الدم الروتينية وتحديد فصيلة الدم وتجهيز عينات الدم المحفوظة وإجراء تخطيط كهربية القلب وصورة شعاعية للصدر وغيرها من الفحوصات اللازمة قبل الجراحة.

الخطة الجراحية وتسلسل العمليات

تعتبر الجراحة هي العلاج الأمثل لمعظم حالات كسور عنق وعظم الفخذ، خاصةً في المرضى الأصغر سنًا. تهدف الجراحة إلى استعادة استقرار العظام وتسهيل عملية الشفاء وتقليل خطر حدوث مضاعفات طويلة الأمد.

الأولوية في الجراحة هي إصلاح كسر عنق الفخذ. وذلك لأن كسر عنق الفخذ يحمل خطرًا أكبر لحدوث مضاعفات خطيرة، مثل نقص التروية الدموية لرأس عظم الفخذ (النخر العظمي اللاوعائي) وعدم التئام الكسر.

  • تحديد نوع الجراحة المناسبة: يعتمد نوع الجراحة المناسبة على عدة عوامل، بما في ذلك عمر المريض وحالته الصحية العامة ونوع الكسر وموقعه ودرجة انزياحه. تشمل الخيارات الجراحية:
    • تثبيت الكسر بمسامير أو صفائح: يتم استخدام مسامير أو صفائح لتثبيت أجزاء العظم المكسور معًا. هذا الخيار مناسب للمرضى الأصغر سنًا الذين لديهم كسور مستقرة نسبيًا.
    • استبدال مفصل الورك: يتم استبدال مفصل الورك التالف بمفصل صناعي. هذا الخيار مناسب للمرضى الأكبر سنًا الذين لديهم كسور غير مستقرة أو يعانون من مشاكل أخرى في مفصل الورك، مثل التهاب المفاصل. [ملاحظة: هناك نوعان من استبدال مفصل الورك: استبدال جزئي (استبدال رأس عظم الفخذ فقط) واستبدال كلي (استبدال رأس عظم الفخذ والحق).]
  • وضع المريض على طاولة الكسور: يتم وضع المريض على طاولة الكسور تحت التخدير العام. تساعد طاولة الكسور على تثبيت الطرف السفلي المصاب وتسهيل الوصول إلى منطقة الكسر.
  • إعادة العظام إلى مكانها الصحيح: يتم إعادة أجزاء العظم المكسور إلى مكانها الصحيح (الرد) باستخدام أدوات خاصة.
  • تثبيت الكسر: بعد إعادة العظام إلى مكانها الصحيح، يتم تثبيت الكسر باستخدام المسامير أو الصفائح أو المفصل الصناعي.
  • إصلاح كسر عظم الفخذ: بعد الانتهاء من إصلاح كسر عنق الفخذ، يتم الانتقال إلى إصلاح كسر عظم الفخذ. يمكن تثبيت كسر عظم الفخذ باستخدام مسمار نخاعي أو صفيحة وبراغي. [ملاحظة: يعتمد اختيار طريقة التثبيت على نوع الكسر وموقعه ودرجة انزياحه.]
  • إغلاق الجرح: بعد الانتهاء من تثبيت الكسر، يتم إغلاق الجرح باستخدام الغرز أو الدبابيس.
  • التصوير الشعاعي بعد الجراحة: يتم إجراء تصوير شعاعي بعد الجراحة للتأكد من أن العظام قد تم تثبيتها بشكل صحيح وأن المفصل الصناعي في مكانه المناسب.

الرعاية بعد الجراحة وإعادة التأهيل

تعتبر الرعاية بعد الجراحة وإعادة التأهيل جزءًا أساسيًا من عملية الشفاء بعد كسر عنق وعظم الفخذ. تهدف الرعاية بعد الجراحة إلى منع حدوث مضاعفات، مثل العدوى والجلطات الدموية، وتسريع عملية الشفاء. تهدف إعادة التأهيل إلى استعادة قوة العضلات ومرونة المفاصل وقدرة المريض على الحركة والقيام بالأنشطة اليومية.

  • إدارة الألم: يجب توفير مسكنات كافية لتخفيف الألم بعد الجراحة.
  • الوقاية من العدوى: يتم إعطاء المضادات الحيوية للوقاية من العدوى.
  • الوقاية من الجلطات الدموية: يتم إعطاء الأدوية المضادة للتخثر للوقاية من الجلطات الدموية.
  • العلاج الطبيعي: يبدأ العلاج الطبيعي في أقرب وقت ممكن بعد الجراحة. يشمل العلاج الطبيعي تمارين لتقوية العضلات وزيادة مرونة المفاصل وتحسين التوازن والتنسيق.
  • المتابعة الطبية: يجب على المريض حضور مواعيد المتابعة الطبية المنتظمة مع الجراح وأخصائي العلاج الطبيعي لتقييم تقدم الشفاء وتعديل خطة العلاج حسب الحاجة.

المضاعفات المحتملة

على الرغم من أن الجراحة هي العلاج الأمثل لمعظم حالات كسور عنق وعظم الفخذ، إلا أن هناك بعض المضاعفات المحتملة التي يجب على المريض والطبيب أن يكونا على دراية بها. تشمل هذه المضاعفات:

  • العدوى: يمكن أن تحدث العدوى في موقع الجراحة.
  • الجلطات الدموية: يمكن أن تتكون الجلطات الدموية في الأوردة العميقة في الساقين أو الرئتين.
  • عدم التئام الكسر: يمكن أن يفشل الكسر في الالتئام.
  • النخر العظمي اللاوعائي: يمكن أن يموت العظم بسبب نقص التروية الدموية.
  • تخلخل المفصل الصناعي: يمكن أن يتخلخل المفصل الصناعي من مكانه.
  • الألم المزمن: يمكن أن يعاني المريض من الألم المزمن بعد الجراحة.

الخلاصة

تُعد كسور عنق وعظم الفخذ من الإصابات الخطيرة التي تتطلب تدخلًا طبيًا عاجلًا وفعالًا. من خلال التقييم الشامل والإدارة الدقيقة والتخطيط الجراحي المناسب وإعادة التأهيل المكثفة، يمكن تحقيق أفضل النتائج للمريض واستعادة قدرته على الحركة والعيش حياة طبيعية. يجب على المرضى والأطباء أن يكونوا على دراية بالمضاعفات المحتملة واتخاذ التدابير اللازمة للوقاية منها.