اكتشف سر "الركبة العائمة": دليل شامل للإصابة وعلاجها

جاري البحث...

لا توجد اقتراحات للبحث

حالات تعليمية في جراحة العظام 2023, يناير, 26 | 3:00 ص 12 مشاهدة

اكتشف سر "الركبة العائمة": دليل شامل للإصابة وعلاجها

التعامل الأولي مع إصابات الأطراف السفلية المتعددة في حالات الطوارئ

عند استقبال مريض في قسم الطوارئ إثر حادث مروري، وخاصةً إذا كان يعاني من تشوه واضح في أحد الأطراف السفلية وشكوى من ألم شديد، فإن التعامل الأولي السريع والمنظم هو المفتاح لضمان أفضل النتائج. في مثل هذه الحالات، يتم تفعيل ما يُعرف بـ “نداء الصدمات” أو “Trauma Call”، حيث يتولى فريق متخصص في علاج الصدمات إدارة الحالة وفقًا للمبادئ التوجيهية لـ ATLS (Advanced Trauma Life Support). هذه المبادئ تهدف إلى تحديد ومعالجة الإصابات التي تهدد الحياة بشكل فوري، وذلك قبل الانتقال إلى تقييم الإصابات الأخرى.

التقييم الأولي والإنعاش

ABCDE: أساسيات التعامل مع الصدمات

يبدأ التقييم الأولي بالتركيز على المجرى الهوائي (Airway) مع التحكم في العمود الفقري العنقي، والتأكد من التنفس (Breathing) الكافي، وتقييم الدورة الدموية (Circulation) مع السيطرة على النزيف، وتقييم الإعاقة العصبية (Disability) لتحديد مستوى الوعي والاستجابة، ثم التعرية (Exposure) الكاملة للمريض مع الحفاظ على الدفء. في حالة وجود إصابات واضحة في الأطراف، لا يجب أن تصرفنا هذه الإصابات عن التركيز على هذه الأساسيات. يجب التأكد من عدم وجود إصابات داخلية قد تكون أكثر خطورة.

الفحص البدني والتشخيص الأولي

بعد التأكد من استقرار حالة المريض، يتم إجراء فحص بدني شامل. هذا الفحص يشمل تقييمًا دقيقًا للأنسجة الرخوة المحيطة بالعظام المكسورة، والبحث عن أي جروح مفتوحة أو إصابات أخرى في الأنسجة. كما يجب تقييم الحالة العصبية والوعائية للطرف المصاب، وذلك للتأكد من عدم وجود تلف في الأعصاب أو الأوعية الدموية الرئيسية. في حالة المريض المذكور في السيناريو، تظهر صور الأشعة السينية وجود كسور مفتتة ومتباعدة في عظم الفخذ الأيسر وعظم الظنبوب، مما يشير إلى ما يُعرف بـ “الركبة العائمة” (Floating Knee)، وهي إصابة خطيرة تتطلب تدخلًا جراحيًا عاجلًا.

تخفيف الألم والتثبيت المؤقت

تخفيف الألم هو جزء أساسي من الرعاية الأولية. يمكن استخدام مجموعة متنوعة من المسكنات، بما في ذلك المسكنات الأفيونية وغير الأفيونية، وذلك حسب شدة الألم وحالة المريض. بالإضافة إلى ذلك، يجب تثبيت الطرف المصاب باستخدام جبيرة خلفية فوق الركبة. هذا التثبيت يساعد على تقليل الألم ومنع المزيد من الإصابات. من المهم التأكد من أن الجبيرة لا تضغط على الأوعية الدموية أو الأعصاب.

التقييم الثانوي والتحضير للعلاج النهائي

البحث عن الإصابات الخفية

بعد استقرار حالة المريض وتخفيف الألم، يتم إجراء مسح ثانوي كامل للبحث عن أي إصابات أخرى قد تكون غير واضحة في البداية. هذا المسح يشمل مراجعة التاريخ الطبي للمريض، وإجراء فحص بدني شامل، وإجراء أي فحوصات إضافية ضرورية، مثل الأشعة السينية أو التصوير المقطعي المحوسب. يجب أن يكون هذا التقييم شاملاً ومنظمًا لضمان عدم تفويت أي إصابات.

التخطيط للعلاج الجراحي

بمجرد الانتهاء من التقييم الثانوي، يتم وضع خطة علاجية شاملة. في حالة المريض المذكور، العلاج النهائي هو التدخل الجراحي لإصلاح الكسور. يجب مناقشة الخيارات الجراحية المختلفة مع المريض (إذا كان واعيًا وقادرًا على اتخاذ القرارات) أو مع أفراد أسرته. يتم إدخال المريض إلى المستشفى لتلقي العلاج النهائي في أقرب وقت ممكن.

العلاج النهائي للإصابات

تثبيت الكسور بالنخاع العظمي

في حالة وجود كسور مفتتة في عظم الفخذ وعظم الظنبوب، فإن التثبيت بالنخاع العظمي هو الخيار المفضل. هذه التقنية تتضمن إدخال مسمار معدني داخل النخاع العظمي للعظم المكسور، مما يساعد على تثبيت الكسور وتعزيز التئامها. يمكن إجراء هذه العملية بسرعة وكفاءة، وتجنب الحاجة إلى إعادة وضع المريض بين الإجراءات.

تقليل حركة المريض وتسريع الشفاء

في حالة المريض الذي يعاني من إصابات متعددة، من المهم تقليل حركة المريض قدر الإمكان. يمكن تحقيق ذلك عن طريق وضع المريض على طاولة شفافة للأشعة السينية، مما يسمح بإجراء كلا العمليتين (تثبيت كسر الفخذ وتثبيت كسر الظنبوب) من خلال نفس الشق الجراحي. هذا الإجراء يقلل من حركة المريض ويقلل من خطر حدوث مضاعفات.

إعادة التأهيل بعد الجراحة

بعد الجراحة، يبدأ برنامج إعادة التأهيل في أقرب وقت ممكن. يهدف برنامج إعادة التأهيل إلى استعادة القوة والمرونة ووظيفة الطرف المصاب. يشمل البرنامج تمارين لتقوية العضلات وتحسين نطاق الحركة وتحسين التوازن. يجب أن يكون برنامج إعادة التأهيل مصممًا خصيصًا لتلبية احتياجات المريض الفردية.

خلاصة: التعامل مع إصابات الأطراف السفلية المتعددة في حالات الطوارئ يتطلب فريقًا متخصصًا وخطة علاجية شاملة. التقييم الأولي السريع والمنظم، وتخفيف الألم، والتثبيت المؤقت، والتقييم الثانوي، والتخطيط للعلاج الجراحي، وإعادة التأهيل بعد الجراحة، كلها خطوات أساسية لضمان أفضل النتائج للمريض. تذكر دائمًا أن الهدف هو إنقاذ حياة المريض وتقليل خطر حدوث مضاعفات وتحسين نوعية حياته.