اكتشف: علاج كسور هضبة الظنبوب.. دليل التعافي!

جاري البحث...

لا توجد اقتراحات للبحث

حالات تعليمية في جراحة العظام 2023, يناير, 26 | 3:00 ص 8 مشاهدة

اكتشف: علاج كسور هضبة الظنبوب.. دليل التعافي!

كسر هضبة الظنبوب: التشخيص، الإدارة، وخيارات العلاج

مقدمة حول كسور هضبة الظنبوب

كسور هضبة الظنبوب هي إصابات خطيرة تصيب الجزء العلوي من عظم الساق (الظنبوب) عند المفصل مع عظم الفخذ. غالبًا ما تنتج هذه الكسور عن صدمات قوية، مثل حوادث المرور أو السقوط من ارتفاع، وتعتبر إصابات معقدة تتطلب تقييمًا دقيقًا وإدارة مناسبة. تتميز هذه الكسور بتأثيرها على استقرار مفصل الركبة ووظائفه، وقد تؤدي إلى مضاعفات طويلة الأمد إذا لم يتم التعامل معها بشكل صحيح. تتطلب هذه الإصابات غالبًا تدخلًا جراحيًا لاستعادة استقرار المفصل وتسهيل عملية الشفاء. تعتبر الكسور الناتجة عن حوادث المرور عالية الطاقة أكثر تعقيدًا وتستدعي عناية خاصة بسبب الأضرار المحتملة للأنسجة الرخوة المحيطة.

التقييم الأولي وتشخيص كسر هضبة الظنبوب

الفحص السريري الشامل

عند استقبال مريض مصاب بكسر محتمل في هضبة الظنبوب، يبدأ التقييم بفحص سريري شامل. يشمل ذلك تقييم الألم، والتورم، والكدمات حول الركبة. من الضروري فحص نطاق حركة الركبة، إن أمكن، لتقييم مدى الإصابة. يجب أيضًا إجراء فحص دقيق للأوعية الدموية والأعصاب في الطرف المصاب للتحقق من عدم وجود أي تلف. يجب الانتباه بشكل خاص إلى وجود أي جروح مفتوحة أو بثور أو علامات على “تقشير الجلد” (degloving)، حيث تشير هذه العلامات إلى إصابة شديدة في الأنسجة الرخوة. يجب أيضاً تقييم وجود أي إصابات أخرى في الركبة، الكاحل، والقدم.

التصوير الشعاعي لكسر هضبة الظنبوب

التصوير الشعاعي هو أداة أساسية لتشخيص كسور هضبة الظنبوب. تشمل الصور الشعاعية القياسية صور أمامية خلفية (AP) وجانبية (Lateral) للركبة. تُظهر هذه الصور وجود الكسر ونمطه وموقعه. في الحالات المعقدة، مثل الكسور المتفتتة أو تلك التي تشمل كلا الجزأين الإنسي والوحشي من الهضبة الظنبوبية، يوصى بإجراء تصوير مقطعي محوسب (CT scan) للركبة. يوفر التصوير المقطعي المحوسب صورًا ثلاثية الأبعاد مفصلة للعظام، مما يساعد في تخطيط الجراحة بدقة.

معايير التقييم وفقًا لمبادئ ATLS

يجب أن يتم استقبال وعلاج المريض في قسم الطوارئ وفقًا لمبادئ دعم الحياة المتقدمة للإصابات (ATLS). تتضمن هذه المبادئ:

  • تقييم مجرى الهواء والتنفس والدورة الدموية (ABC).
  • التحكم في النزيف والصدمة.
  • تثبيت العمود الفقري العنقي.
  • تقييم الإصابات الأخرى المحتملة.

إدارة كسر هضبة الظنبوب

الإسعافات الأولية وتخفيف الألم

بمجرد تشخيص الكسر، يجب البدء في الإسعافات الأولية لتخفيف الألم ومنع المزيد من الإصابة. تشمل هذه الإجراءات:

  • إعطاء مسكنات الألم المناسبة.
  • تثبيت الطرف المصاب بجبيرة أو دعامة.
  • رفع الطرف المصاب لتقليل التورم.
  • تطبيق الثلج على الركبة.

التقييم العصبي الوعائي

من الضروري إجراء تقييم شامل للحالة العصبية الوعائية للطرف المصاب. يشمل ذلك فحص النبضات في القدم والكاحل، وتقييم وظيفة الأعصاب الحسية والحركية. يجب مراقبة المريض عن كثب للكشف عن أي علامات لمتلازمة الحيز (Compartment Syndrome)، وهي حالة خطيرة تتطلب تدخلًا جراحيًا فوريًا. تشمل أعراض متلازمة الحيز الألم الشديد، والتورم، والتنميل، والشحوب، وفقدان النبض.

الجراحة وتثبيت الكسر

يعتمد العلاج الجراحي لكسور هضبة الظنبوب على عدة عوامل، بما في ذلك نمط الكسر، ودرجة الإزاحة، وحالة الأنسجة الرخوة، وعمر المريض وصحته العامة. في معظم الحالات، يوصى بإجراء جراحة لتثبيت الكسر واستعادة استقرار المفصل. تشمل خيارات التثبيت الجراحي:

  • استخدام الصفائح والمسامير: يتم استخدام صفائح ومسامير لتثبيت شظايا العظام في مكانها الصحيح.
  • التثبيت الخارجي: يتم استخدام جهاز تثبيت خارجي لتثبيت العظام من الخارج.
  • ترقيع العظام: في بعض الحالات، قد يكون من الضروري استخدام ترقيع العظام لملء الفراغات في العظام المكسورة.

العلاج التحفظي

قد يكون العلاج التحفظي (غير الجراحي) خيارًا في حالات معينة، مثل الكسور غير المتبدلة أو في المرضى الذين لا يمكنهم الخضوع لعملية جراحية بسبب مشاكل صحية أخرى. يشمل العلاج التحفظي:

  • تثبيت الطرف المصاب بجبيرة أو دعامة.
  • عدم تحميل الوزن على الطرف المصاب لفترة محددة.
  • العلاج الطبيعي لإعادة التأهيل.

خيارات العلاج لكسر هضبة الظنبوب

يعتمد اختيار العلاج الأمثل لكسر هضبة الظنبوب على عدة عوامل، بما في ذلك:

  • نوع الكسر: كسور بسيطة، كسور مفتتة، كسور مصحوبة بإصابات الأربطة.
  • درجة الإزاحة: مقدار حركة العظام المكسورة عن مكانها الطبيعي.
  • حالة الأنسجة الرخوة: وجود إصابات مصاحبة في الأربطة، الغضاريف، أو الأوعية الدموية.
  • عمر المريض ومستوى نشاطه: المرضى الأصغر سنًا والأكثر نشاطًا قد يستفيدون من الجراحة بشكل أكبر.
  • الحالات الطبية المصاحبة: بعض الحالات الطبية قد تزيد من خطر المضاعفات الجراحية.

العلاج الجراحي: إعادة بناء الهضبة الظنبوبية

في معظم الحالات، وخاصة الكسور المتبدلة، يعتبر التدخل الجراحي هو الخيار الأمثل. تهدف الجراحة إلى:

  1. إعادة العظام المكسورة إلى مكانها الطبيعي: يتم ذلك باستخدام أدوات خاصة لإعادة ترتيب شظايا العظام.
  2. تثبيت العظام: يتم تثبيت العظام باستخدام صفائح ومسامير، أو براغي، أو حتى مثبتات خارجية، اعتمادًا على نوع الكسر.
  3. إصلاح الأضرار المصاحبة: في حالة وجود إصابات في الأربطة أو الغضاريف، يتم إصلاحها خلال الجراحة.

تعتبر الصفائح المحيطة بالمفاصل (Periarticular plates) المقفلة خيارًا شائعًا لتثبيت الكسور المعقدة. توفر هذه الصفائح ثباتًا قويًا وتسمح بتثبيت العديد من الشظايا الصغيرة.

العلاج غير الجراحي: خيار محدود

العلاج غير الجراحي قد يكون مناسبًا في حالات معينة:

  • الكسور غير المتبدلة أو المتبدلة بشكل طفيف جدًا: في هذه الحالات، يمكن تثبيت الركبة بجبيرة أو دعامة للسماح للعظام بالشفاء بشكل طبيعي.
  • المرضى الذين لا يمكنهم الخضوع للجراحة: قد يكون العلاج غير الجراحي هو الخيار الوحيد للمرضى الذين يعانون من حالات طبية تجعل الجراحة خطيرة للغاية.

يتطلب العلاج غير الجراحي فترة طويلة من عدم تحميل الوزن على الساق المصابة، مما قد يؤدي إلى ضمور العضلات وتيبس المفاصل.

إعادة التأهيل والعلاج الطبيعي بعد كسر هضبة الظنبوب

إعادة التأهيل هي جزء أساسي من عملية الشفاء بعد كسر هضبة الظنبوب. يبدأ العلاج الطبيعي عادةً بعد الجراحة أو بعد فترة التثبيت بالجبيرة. تشمل أهداف إعادة التأهيل:

  • استعادة نطاق حركة الركبة.
  • تقوية العضلات المحيطة بالركبة.
  • تحسين التوازن والتنسيق.
  • استعادة القدرة على المشي والقيام بالأنشطة اليومية.

قد يستغرق التعافي الكامل من كسر هضبة الظنبوب عدة أشهر. من المهم اتباع تعليمات الطبيب وأخصائي العلاج الطبيعي للمساعدة في ضمان الشفاء الأمثل.

المضاعفات المحتملة لكسر هضبة الظنبوب

على الرغم من العلاج المناسب، قد تحدث بعض المضاعفات بعد كسر هضبة الظنبوب، بما في ذلك:

  • التهاب المفاصل: يمكن أن يؤدي كسر هضبة الظنبوب إلى تلف الغضروف المفصلي، مما يزيد من خطر الإصابة بالتهاب المفاصل في وقت لاحق من الحياة.
  • عدم التئام العظام: في بعض الحالات، قد لا تلتئم العظام المكسورة بشكل صحيح.
  • العدوى: يمكن أن تحدث العدوى بعد الجراحة.
  • تصلب المفاصل: يمكن أن يؤدي عدم الحركة لفترة طويلة إلى تصلب المفاصل.

يجب على المرضى التحدث مع طبيبهم حول المخاطر والفوائد المحتملة للعلاج.

الخلاصة

كسور هضبة الظنبوب هي إصابات خطيرة تتطلب تقييمًا دقيقًا وإدارة مناسبة. يعتمد العلاج على عدة عوامل، بما في ذلك نمط الكسر، ودرجة الإزاحة، وحالة الأنسجة الرخوة، وعمر المريض وصحته العامة. في معظم الحالات، يوصى بإجراء جراحة لتثبيت الكسر واستعادة استقرار المفصل. إعادة التأهيل هي جزء أساسي من عملية الشفاء.