استخدام الطعوم الحُقّيّة في مراجعة استبدال مفصل الورك الكامل: دراسة حالة
خلفية المريض والشكوى الرئيسية
تُعد مراجعة استبدال مفصل الورك الكامل إجراءً جراحيًا معقدًا يتطلب تخطيطًا دقيقًا وخبرة جراحية عالية. تتنوع أسباب اللجوء إلى هذه المراجعة، ومن بينها فشل المفصل الاصطناعي الأولي نتيجة عوامل مختلفة، مثل التآكل، أو الارتخاء العقيم، أو العدوى. في هذه الدراسة، نتناول حالة مريض يبلغ من العمر 71 عامًا، يعاني من فشل ميكانيكي في مفصل الورك الاصطناعي الأيسر، بالإضافة إلى تحلل العظام (Osteolysis). يتميز المريض بمؤشر كتلة الجسم (BMI) مرتفع يبلغ 37، مما يضعه في فئة السمنة، ولديه تاريخ طبي سابق يتضمن استبدال مفصل الورك الأيسر، وتثبيت داخلي لكسر في قصبة الساق اليسرى، وتثبيت داخلي لكسر في الكاحل الأيمن. كما أنه مدخن سابق أقلع عن التدخين في سن 61 عامًا.
الشكوى الرئيسية للمريض هي ألم في الورك الأيسر مرتبط بالنشاط البدني، استمر لمدة عام تقريبًا. كما يعاني من ألم ليلي يوقظه من النوم. لم يشكو المريض من عدم استقرار المفصل. هذه الأعراض تشير بقوة إلى وجود مشكلة ميكانيكية في المفصل الاصطناعي، تتطلب تقييمًا دقيقًا لتحديد أفضل مسار للعلاج. الألم الليلي تحديدًا يعتبر علامة تحذيرية تستدعي الانتباه، إذ قد يشير إلى التهاب شديد أو ضغط على الأعصاب المحيطة بالمفصل.
الفحص السريري والتقييم الوظيفي
خلال الفحص السريري، تم تقييم نطاق حركة الورك الأيسر، والذي أظهر محدودية في الحركة: ثني 90 درجة، دوران داخلي 0 درجة، ودوران خارجي 30 درجة. لاحظ الطبيب أيضًا عرجًا مضادًا للألم (Antalgic gait)، مما يعني أن المريض كان يعرج لتجنب الألم أثناء المشي. بالإضافة إلى ذلك، تبين وجود فرق في طول الأطراف، حيث كان الطرف الأيسر أقصر من الطرف الأيمن بمقدار بوصتين.
تم استخدام مقياس الطرف السفلي الوظيفي (Lower extremity functional scale) لتقييم قدرة المريض على أداء الأنشطة اليومية. حصل المريض على 29/80، مما يشير إلى وجود إعاقة وظيفية كبيرة. تم إجراء تقييم عصبي وعائي كامل، وأظهر سلامة النبضات الطرفية ووظيفة الأعصاب الحسية والحركية في جميع توزيعات الأعصاب. هذا التقييم العصبي الوعائي مهم لاستبعاد أي تلف عصبي أو وعائي قد يكون مرتبطًا بفشل المفصل الاصطناعي أو الجراحة السابقة.
التقييم الإشعاعي قبل الجراحة
تم إجراء سلسلة من الصور الإشعاعية لتقييم حالة مفصل الورك الأيسر. أظهرت صور الحوض الأمامية الخلفية وجود مفصل الورك الاصطناعي المثبت بالأسمنت، مع انحراف رأس الفخذ في البطانة البولي إيثيلينية. كشفت الصور الإشعاعية الأمامية الخلفية والجانبية للورك الأيسر عن وجود عيوب تحللية للعظام في القشرة الفخذية القريبة الإنسيّة والخلفية. هذه العيوب العظمية تشير إلى تحلل العظام الناجم عن جزيئات التآكل الناتجة عن المفصل الاصطناعي.
بالإضافة إلى ذلك، تم إجراء بزل موجه بالأشعة التداخلية لسائل مفصل الورك الأيسر. أظهر الفحص المجهري والزراعة عدم وجود كائنات حية على تلطيخ جرام وزراعات سلبية لجرام. هذه النتائج مهمة لاستبعاد العدوى كسبب لفشل المفصل الاصطناعي. من الضروري استبعاد العدوى قبل الشروع في أي إجراء جراحي لمراجعة استبدال مفصل الورك.
التشخيص وخيارات العلاج المحتملة
بناءً على التاريخ الطبي والفحص السريري والتقييم الإشعاعي، تم تشخيص المريض بتآكل وارتخاء عقيم في مفصل الورك الاصطناعي الأيسر. خيارات العلاج المحتملة تشمل:
- مراجعة المكون الحقي: باستخدام قشرة نصف كروية مسامية، أو قشرة جامبو، أو قشرة مستطيلة. يعتمد اختيار المكون الحقي على حجم وشكل العيوب العظمية الموجودة في الحُق.
- ترقيع العظام: في الحالات التي تكون فيها العيوب العظمية كبيرة، قد يكون من الضروري استخدام ترقيع العظام لإعادة بناء الحُق.
- استخدام الطعوم الحُقّيّة: وهي عبارة عن هياكل معدنية أو بلاستيكية يتم تثبيتها على الحُق لتعويض العيوب العظمية وتوفير سطح ثابت لتثبيت المكون الحقي الجديد.
يعد اختيار الخيار العلاجي المناسب قرارًا معقدًا يعتمد على عوامل متعددة، بما في ذلك حجم وشكل العيوب العظمية، وجودة العظام المتبقية، والحالة الصحية العامة للمريض.
دور الطعوم الحُقّيّة في مراجعة استبدال مفصل الورك
تعتبر الطعوم الحُقّيّة أداة قيمة في جراحة مراجعة استبدال مفصل الورك، خاصة في الحالات التي تعاني من فقدان كبير في العظام في منطقة الحُق. تسمح هذه الطعوم للجراح باستعادة دعم العظام واستقرار المفصل، مما يوفر أساسًا قويًا لتثبيت المكون الحقي الجديد. هناك أنواع مختلفة من الطعوم الحُقّيّة المتاحة، بما في ذلك الطعوم المعدنية (مثل التيتانيوم) والطعوم البلاستيكية (مثل البولي إيثيلين عالي الوزن الجزيئي). يعتمد اختيار نوع الطعم على حجم وشكل العيب العظمي، بالإضافة إلى تفضيلات الجراح.
تتطلب عملية تثبيت الطعوم الحُقّيّة خبرة جراحية عالية وتخطيطًا دقيقًا لضمان التثبيت المناسب وتحقيق أفضل النتائج على المدى الطويل. يجب على الجراح أن يكون على دراية بالمخاطر المحتملة المرتبطة باستخدام الطعوم الحُقّيّة، مثل الارتخاء، والعدوى، والكسر.
في حالة المريض المذكور، قد يكون استخدام الطعم الحقي خيارًا مناسبًا، نظرًا لوجود عيوب تحللية للعظام في الحُق. سيساعد الطعم الحقي في استعادة الدعم العظمي وتوفير سطح ثابت لتثبيت المكون الحقي الجديد، مما يزيد من فرصة نجاح الجراحة على المدى الطويل.