Case’, ‘Title:’]
تفاصيل الحالة: مريضة تعاني من فشل عملية استبدال مفصل الورك
معلومات ديموغرافية وتاريخ مرضي
المريضة، امرأة تبلغ من العمر 78 عامًا، تعاني من فشل في عملية استبدال مفصل الورك الأيمن التي أجريت قبل سنوات عديدة (عام 1986) بسبب الفصال العظمي الأولي. مؤشر كتلة الجسم لديها هو 28، مما يصنفها ضمن نطاق زيادة الوزن. تعاني المريضة أيضًا من ارتفاع ضغط الدم، وتتناول دواء إينالابريل للسيطرة عليه. هذه العوامل مجتمعة تؤثر على قرار العلاج وتستدعي تقييمًا دقيقًا للمخاطر المحتملة.
الشكوى الرئيسية والفحص السريري
تشتكي المريضة من ألم شديد في منطقة الفخذ يزداد سوءًا مع الحركة، مما يستدعي تناول المسكنات الفموية بشكل يومي واستخدام عصا للمشي خارج المنزل خلال الأشهر الستة الماضية. الفحص السريري كشف عن وجود عرج واضح، وتقييد في حركة مفصل الورك الأيمن. تحددت حركة الثني بـ 70 درجة فقط، مع غياب الدوران الداخلي، ومحدودية الاختطاف إلى 10-15 درجة. بالإضافة إلى ذلك، كان اختبار رفع الساق المستقيمة إيجابيًا، مما يشير إلى احتمال وجود ضغط على الأعصاب. هذه القيود أدت إلى صعوبة كبيرة في ارتداء الحذاء وتقييد القدرة على المشي بشكل كبير. تم تقييم حالة المريضة باستخدام مقياس Merle-D’Aubigne و Postel، وحصلت على نتيجة 2-3-3، مما يعكس شدة الإعاقة الوظيفية. الفحص العصبي الوعائي كان طبيعيًا.
التقييم الإشعاعي قبل الجراحة والتخطيط للعلاج
أظهرت الصور الإشعاعية وجود ارتخاء في الكأس المثبت بالإسمنت في مفصل الورك الأيمن، مع وجود عيب عظمي كبير في تجويف الحُق يتجاوز 30٪. تم تصنيف العيب العظمي من النوع 3A وفقًا لتصنيف Paprosky. بناءً على هذه النتائج، تم تشخيص الحالة على أنها ارتخاء في الكأس المثبت بالإسمنت مع عيب عظمي كبير في الحُق. تشمل خيارات العلاج الممكنة: استخدام كأس كبير غير مثبت بالإسمنت، أو إعادة بناء باستخدام قفص، أو التطعيم العظمي الرصّي لتجويف الحُق. بعد دراسة متأنية، تم اختيار التطعيم العظمي الرصّي كطريقة العلاج المفضلة. تم اختيار غرسات محددة: شبكة معدنية محيطية وإنسية مثبتة بمسامير لترميم العيب غير المحتوى، بالإضافة إلى طعم عظمي مجروش من متبرع وكأس مثبت بالإسمنت.
ملاحظات جراحية وتفاصيل العملية
تم إجراء العملية في وضع الاستلقاء الجانبي تحت التخدير النخاعي. تم استخدام شق جراحي خلفي جانبي للوصول إلى المفصل. تضمنت الخطوات الرئيسية: الوصول إلى المفصل عبر الشق السابق، وإزالة الأنسجة الليفية والحطام والكأس المرتخي. تم التأكد من تثبيت ساق الفخذ بشكل جيد. بعد ذلك، تم تثبيت الشبكات المعدنية بالمحيط والجدار الإنسي للحُق. تم استخدام الطعم العظمي المجروش لملء الفراغات العظمية. وأخيرًا، تم تثبيت الكأس الجديد بالإسمنت.
تقنية التطعيم العظمي الرصّي: نظرة متعمقة
مبادئ التطعيم العظمي الرصّي
التطعيم العظمي الرصّي هو إجراء جراحي يتم فيه استخدام قطع صغيرة من العظام (الطعم العظمي المجروش) لملء العيوب العظمية في تجويف الحُق. يتم رص هذه القطع العظمية بعناية لإنشاء قاعدة صلبة ومستقرة. مع مرور الوقت، تندمج هذه القطع العظمية مع العظم الموجود، مما يوفر دعمًا قويًا لغرسة مفصل الورك الجديدة.
أنواع الطعوم العظمية المستخدمة
هناك نوعان رئيسيان من الطعوم العظمية المستخدمة في هذه التقنية:
- الطعم العظمي الذاتي: يتم الحصول عليه من جسم المريض نفسه، عادة من الحوض. هذا النوع من الطعوم يحمل أفضل فرصة للاندماج العظمي، ولكنه يتطلب شقًا جراحيًا إضافيًا.
- الطعم العظمي الخيفي: يتم الحصول عليه من متبرع. هذا النوع يتجنب الحاجة إلى شق إضافي في المريض، ولكنه يحمل خطرًا ضئيلاً لانتقال العدوى أو الرفض المناعي.
في حالة المريضة المذكورة، تم استخدام طعم عظمي خيفي مجروش.
استخدام الشبكات المعدنية
في الحالات التي يكون فيها العيب العظمي كبيرًا وغير محتوى (أي أن هناك فقدانًا كبيرًا للعظام)، يتم استخدام شبكات معدنية لتوفير الدعم الأولي للطعم العظمي. تعمل هذه الشبكات كإطار يمنع الطعم العظمي من الانهيار ويساعد في الحفاظ على شكله. يتم تثبيت الشبكات المعدنية بالمسامير في العظم المحيط.
خطوات العملية بالتفصيل
- التحضير: يتم وضع المريض في وضع مناسب وتخديره.
- الوصول الجراحي: يتم إجراء شق جراحي للوصول إلى مفصل الورك.
- إزالة الأنسجة التالفة: يتم إزالة أي أنسجة ليفية أو حطام أو بقايا الكأس المرتخي.
- تثبيت الشبكات المعدنية (إذا لزم الأمر): يتم تثبيت الشبكات المعدنية بالمحيط والجدار الإنسي للحُق باستخدام المسامير.
- رص الطعم العظمي: يتم رص الطعم العظمي المجروش بعناية في الفراغات العظمية.
- تثبيت الكأس الجديد: يتم تثبيت الكأس الجديد بالإسمنت أو بالضغط، حسب نوع الكأس المستخدم.
- إغلاق الشق الجراحي: يتم إغلاق الشق الجراحي بالخيوط الجراحية.
التعافي وإعادة التأهيل بعد العملية
فترة التعافي المبكرة
بعد العملية، يحتاج المريض إلى فترة تعافي في المستشفى. يتم خلال هذه الفترة التحكم في الألم وتوفير العلاج الطبيعي المبكر. قد يحتاج المريض إلى استخدام المشاية أو العكازات لعدة أسابيع بعد العملية.
العلاج الطبيعي وإعادة التأهيل
يلعب العلاج الطبيعي دورًا حاسمًا في استعادة وظيفة مفصل الورك بعد العملية. يتضمن العلاج الطبيعي تمارين لتقوية العضلات المحيطة بمفصل الورك، وتحسين نطاق الحركة، وتحسين التوازن والتنسيق.
المضاعفات المحتملة
على الرغم من أن التطعيم العظمي الرصّي يعتبر إجراءً آمنًا وفعالًا، إلا أن هناك بعض المضاعفات المحتملة التي يجب أخذها في الاعتبار:
- العدوى: يمكن أن تحدث العدوى في موقع الجراحة.
- الجلطات الدموية: يمكن أن تتشكل جلطات دموية في الساقين أو الرئتين.
- خلع مفصل الورك: يمكن أن يخلع مفصل الورك الجديد.
- عدم التئام الطعم العظمي: قد لا يندمج الطعم العظمي بشكل كامل مع العظم الموجود.
- تلف الأعصاب أو الأوعية الدموية: يمكن أن يحدث تلف للأعصاب أو الأوعية الدموية أثناء الجراحة.
النتائج المتوقعة
بشكل عام، يحقق التطعيم العظمي الرصّي نتائج جيدة في المرضى الذين يعانون من عيوب عظمية كبيرة في تجويف الحُق. يمكن أن يساعد هذا الإجراء في تخفيف الألم، وتحسين وظيفة مفصل الورك، واستعادة القدرة على الحركة. ومع ذلك، من المهم أن يكون لدى المرضى توقعات واقعية وأن يلتزموا ببرنامج العلاج الطبيعي وإعادة التأهيل.
الخلاصة
التطعيم العظمي الرصّي هو تقنية جراحية قيمة لإعادة بناء تجويف الحُق المعيب، خاصة في الحالات التي تتطلب استبدال مفصل الورك مع وجود نقص كبير في العظام. من خلال فهم مبادئ هذه التقنية، وأنواع الطعوم العظمية المستخدمة، وخطوات العملية، وعملية التعافي، يمكن للمرضى والأطباء اتخاذ قرارات مستنيرة بشأن هذا الخيار العلاجي. مع التخطيط الدقيق والتقنية الجراحية المناسبة وإعادة التأهيل الشاملة، يمكن للتطعيم العظمي الرصّي أن يحسن بشكل كبير نوعية حياة المرضى الذين يعانون من هذه الحالة المعقدة.