استعادة الحوض: تقنية التطعيم العظمي لنجاح مفصل الورك

جاري البحث...

لا توجد اقتراحات للبحث

حالات تعليمية في جراحة العظام 2023, يناير, 26 | 3:00 ص 10 مشاهدة

استعادة الحوض: تقنية التطعيم العظمي لنجاح مفصل الورك

إعادة بناء التجويف الحقي: دراسة حالة لاستعادة وظيفة الورك

مقدمة

تعتبر جراحة إعادة بناء التجويف الحقي إجراءً معقدًا يهدف إلى استعادة الاستقرار والدعم للورك، خاصةً في الحالات التي تعاني من فقدان شديد للعظام أو فشل استبدال مفصل الورك السابق. هذه الدراسة حالة تسلط الضوء على نهج مبتكر لإعادة بناء التجويف الحقي باستخدام طعوم عظمية مطعمة ومثبتة، مما يوفر حلاً فعالاً لمريضة مسنة تعاني من ألم الورك الشديد ومحدودية الحركة. تهدف هذه الحالة إلى إبراز التحديات والحلول الممكنة في علاج مثل هذه الحالات المعقدة، مع التركيز على أهمية التخطيط الدقيق واختيار التقنيات المناسبة لتحقيق أفضل النتائج.

تاريخ المريض والفحص السريري

المريضة، سيدة تبلغ من العمر 79 عامًا، مؤشر كتلة الجسم لديها 22، لديها تاريخ طبي حافل يتضمن تصلب مفصل الورك الأيمن في عام 1954 نتيجة لخلل التنسج النمائي للورك (DDH). خضعت لعملية استبدال مفصل الورك الأيمن الأولي ومراجعة للتجويف الحقي في عام 1974. كانت تعاني من ألم شديد في الورك الأيمن، مما أثر بشكل كبير على قدرتها على الحركة. كانت غير قادرة على المشي لمسافة تزيد عن مائة متر. أظهر الفحص السريري نطاق حركة محدودًا للغاية. حصلت المريضة على 6 نقاط من أصل 18 في تقييم Merle D’Aubigne، مما يشير إلى إعاقة شديدة. كان تقييم الأوعية الدموية العصبية طبيعيًا.

التقييم الإشعاعي قبل الجراحة

أظهرت صور الأشعة السينية قبل الجراحة ارتخاء التجويف الحقي لاستبدال مفصل الورك الأيمن ووجود فقدان كبير في العظام بعد 34 عامًا من الجراحة. هذا الفقدان العظمي واسع النطاق يمثل تحديًا كبيرًا لإجراء جراحة مراجعة ناجحة. كانت الحاجة إلى إعادة بناء التجويف الحقي واضحة لضمان استقرار المفصل الجديد. تحديد مدى الفقدان العظمي وأنماطه كان أمرًا بالغ الأهمية في التخطيط الجراحي.

التخطيط قبل الجراحة

تم تشخيص المريضة بارتخاء التجويف الحقي لاستبدال مفصل الورك الأيمن. شملت خيارات العلاج الممكنة مراجعة استبدال مفصل الورك. تم اختيار إعادة بناء العظام باستخدام طعوم عظمية دعامية وطعوم عظمية إسفنجية مطعمة كطريقة علاجية. كان الهدف من هذه الطريقة هو استعادة كمية العظام المفقودة وتوفير قاعدة ثابتة لغرسة التجويف الحقي الجديدة.

تم التخطيط لاستخدام كأس كبير من التنتالوم، لكن بسبب كمية العظام المفقودة، لم يكن من الممكن زرع هذا الكأس. كان هذا بمثابة تحدي غير متوقع استدعى تعديل الخطة الجراحية.

التقنية الجراحية

نظرًا لعدم إمكانية استخدام كأس التنتالوم الكبير بسبب فقدان العظام الكبير، تم تكييف طعم خيفي ينتمي إلى عظم الفخذ القريب وزرعه بين الأعمدة الأمامية والخلفية. تم تثبيته بمسامير في عظم الحرقفة وعظم الإسك. ثم تم تثبيت الكأس بالأسمنت. هذه التقنية تتطلب مهارة جراحية عالية وخبرة في التعامل مع الطعوم العظمية.

  • الطعوم العظمية: تلعب الطعوم العظمية دورًا حيويًا في إعادة بناء العظام المفقودة. يمكن أن تكون ذاتية (مأخوذة من جسم المريض نفسه) أو خيفية (مأخوذة من متبرع). في هذه الحالة، تم استخدام طعم خيفي لتوفير الدعم الهيكلي اللازم.
  • التثبيت: التثبيت المناسب للطعوم العظمية أمر بالغ الأهمية لنجاح الإجراء. تم استخدام المسامير لتثبيت الطعم الخيفي في عظم الحرقفة وعظم الإسك، مما يضمن استقراره واندماجه مع العظام المحيطة.
  • التثبيت بالأسمنت: بعد تثبيت الطعم العظمي، تم تثبيت الكأس بالأسمنت. يوفر التثبيت بالأسمنت استقرارًا إضافيًا للكأس ويساعد على توزيعه بالتساوي على سطح الطعم العظمي.

النتائج والمتابعة

بعد الجراحة، خضعت المريضة لبرنامج تأهيلي مكثف لاستعادة وظيفة الورك. كانت النتائج الأولية مشجعة، حيث أظهرت المريضة تحسنًا في مستوى الألم وزيادة في نطاق الحركة. ومع ذلك، فإن المتابعة طويلة الأجل ضرورية لتقييم نجاح الإجراء على المدى الطويل. يجب مراقبة المريضة بانتظام للكشف عن أي علامات لارتخاء الغرسة أو فشل الطعم العظمي.

مناقشة

تعتبر إعادة بناء التجويف الحقي إجراءً معقدًا يتطلب تخطيطًا دقيقًا وتنفيذًا ماهرًا. في الحالات التي تعاني من فقدان شديد للعظام، يمكن أن تكون الطعوم العظمية حلاً فعالاً لاستعادة الدعم والاستقرار للورك. ومع ذلك، فإن استخدام الطعوم العظمية يحمل مخاطر معينة، مثل عدم الاندماج والعدوى. لذلك، من المهم اختيار المرضى بعناية واستخدام التقنيات الجراحية المناسبة لتقليل هذه المخاطر.

التحديات والمخاطر المحتملة

  • عدم الاندماج: قد لا تندمج الطعوم العظمية بشكل صحيح مع العظام المحيطة، مما يؤدي إلى عدم الاستقرار والفشل.
  • العدوى: يمكن أن تحدث العدوى بعد الجراحة، مما قد يتطلب علاجًا بالمضادات الحيوية أو حتى إزالة الغرسة.
  • الكسر: قد ينكسر الطعم العظمي أو العظام المحيطة أثناء الجراحة أو بعد الجراحة، مما قد يتطلب جراحة إضافية.
  • ارتخاء الغرسة: قد ترتخي الغرسة بمرور الوقت، مما يؤدي إلى الألم وعدم الاستقرار.

اعتبارات مهمة في إعادة بناء التجويف الحقي

  • تقييم شامل قبل الجراحة: يجب إجراء تقييم شامل قبل الجراحة لتقييم مدى فقدان العظام وتحديد أفضل طريقة لإعادة البناء.
  • اختيار الطعم العظمي المناسب: يجب اختيار نوع الطعم العظمي بناءً على حجم ونوع العيب العظمي.
  • التثبيت المناسب: يجب تثبيت الطعم العظمي بشكل آمن لضمان اندماجه مع العظام المحيطة.
  • التأهيل بعد الجراحة: يجب أن يخضع المرضى لبرنامج تأهيلي مكثف بعد الجراحة لاستعادة وظيفة الورك.

الخلاصة

توضح هذه الحالة إمكانية إعادة بناء التجويف الحقي باستخدام الطعوم العظمية في المرضى الذين يعانون من فقدان شديد للعظام. على الرغم من أن هذه التقنية تحمل مخاطر معينة، إلا أنها يمكن أن توفر حلاً فعالاً للمرضى الذين يعانون من ألم الورك الشديد ومحدودية الحركة. ومع ذلك، فإن التخطيط الدقيق والتقنية الجراحية المناسبة والمتابعة الدقيقة ضرورية لتحقيق أفضل النتائج. يجب أن يكون المرضى على دراية بالمخاطر والفوائد المحتملة لهذا الإجراء قبل اتخاذ قرار الخضوع للجراحة. تتطلب الحالات المعقدة مثل هذه خبرة جراحية متخصصة وفريق طبي متعدد التخصصات لتحقيق أفضل النتائج الممكنة.