استبدال مفصل الورك الهجين الأولي: دراسة حالة
خلفية المريض
تعتبر جراحة استبدال مفصل الورك من الإجراءات الشائعة والفعالة لتخفيف الألم وتحسين وظيفة الورك لدى المرضى الذين يعانون من حالات مثل التهاب المفاصل. في هذه الدراسة، نتناول حالة مريضة تبلغ من العمر 86 عامًا تعاني من مجموعة من المشاكل الصحية المعقدة، بما في ذلك مرض غورام (مرض العظام المتلاشية)، والتهاب المفاصل العظمي، وارتفاع ضغط الدم، والربو، والسكري من النوع الثاني، والصدفية، ومرض الجزر المعدي المريئي. يمثل هذا المزيج من الحالات تحديًا خاصًا عند التخطيط لجراحة استبدال مفصل الورك، مما يتطلب تقييمًا دقيقًا للمخاطر والفوائد المحتملة.
التاريخ المرضي والجراحي
تاريخ المريضة المرضي غني بالأحداث. بالإضافة إلى الأمراض المذكورة أعلاه، خضعت المريضة سابقًا لعملية استبدال مفصل الورك الأيسر الهجين في مايو 2006، وكانت راضية للغاية عن نتائج هذه الجراحة. كما خضعت لعملية استئصال الرحم في عام 1988. تتناول المريضة مجموعة متنوعة من الأدوية لمعالجة حالتها الصحية المتعددة، بما في ذلك السيكلوسبورين، والميتفورمين، واللانسوبرازول، والفيلوديبين، والبيريندوبريل، وحمض الأليندرونيك، وفيتامين د3، والكيوڤار، والريڤاروكسابان، والسالبوتامول، والترامادول، والباراسيتامول. هذه الأدوية لها تأثيرات مهمة على صحة العظام والتئام الجروح، مما يستدعي أخذها في الاعتبار عند التخطيط للجراحة.
الشكوى الرئيسية والفحص السريري
تعاني المريضة من ألم شديد في منطقة الفخذ الأيمن والأرداف، يمتد إلى الركبة. يزداد الألم ليلًا وعند الراحة، ويتفاقم بشكل خاص عند تحمل الوزن. أصبحت قدرتها على المشي محدودة للغاية، وتجد صعوبة في ارتداء الجوارب والأحذية، والنهوض من السرير أو الكرسي. تتناول المريضة الباراسيتامول والترامادول لتسكين الألم، ولكن الألم ازداد سوءًا بشكل ملحوظ خلال الأشهر الثلاثة الماضية.
أظهر الفحص السريري ألمًا كبيرًا عند تحريك مفصل الورك الأيمن، ومشيًا مضطربًا (antalgic gait) مع علامة تريندلينبورغ الإيجابية. كان نطاق حركة الورك محدودًا: ثني الورك 80 درجة، تبعيد 10 درجات، تقريب 5 درجات، دوران داخلي 0 درجة، ودوران خارجي 5 درجات. أظهر اختبار توماس وجود تشوه انثناء ثابت بزاوية 20 درجة، بالإضافة إلى اختبار تريندلينبورغ الإيجابي. كانت المريضة قادرة على المشي بضعة أمتار فقط، وبصعوبة بالغة. كان الفحص العصبي الوعائي للطرف السفلي الأيمن سليمًا.
التقييم الإشعاعي قبل الجراحة
أظهرت صور الأشعة السينية للحوض وجود التهاب مفصلي عظمي في مفصل الورك الأيمن، بالإضافة إلى علامات مرض غورام. من المهم ملاحظة أن مرض غورام هو حالة نادرة تسبب ارتشافًا تدريجيًا للعظام، مما يجعل استبدال مفصل الورك أكثر تعقيدًا.
أهمية التقييم الإشعاعي
يلعب التقييم الإشعاعي دورًا حاسمًا في تحديد مدى تلف المفصل وتقييم جودة العظام المحيطة. في حالة المريضة، كان من الضروري تقييم مدى تأثير مرض غورام على بنية العظام قبل اتخاذ قرار بشأن نوع الغرسة المستخدمة.
قرار العلاج وخطة الجراحة
بالنظر إلى التاريخ المرضي المعقد للمريضة، وشكواها الرئيسية من الألم الشديد ومحدودية الحركة، بالإضافة إلى نتائج الفحص السريري والإشعاعي، تم اتخاذ قرار بإجراء جراحة استبدال مفصل الورك الأيمن الهجين الأولي.
اختيار الغرسة الهجينة
يشير مصطلح “هجين” في جراحة استبدال مفصل الورك إلى استخدام نوعين مختلفين من التثبيت: تثبيت إسمنتي وتثبيت غير إسمنتي. في هذه الحالة، ربما تم اختيار ساق غير إسمنتي (يثبت مباشرة في العظام) وكأس إسمنتي (يثبت باستخدام الأسمنت العظمي). يعتمد هذا القرار على جودة العظام، وعمر المريض، ومستوى نشاطه، وتفضيلات الجراح. في حالة مريضة تعاني من مرض غورام، قد يكون الساق غير الإسمنتي هو الخيار الأفضل لتشجيع نمو العظام حول الغرسة، بينما قد يكون الكأس الإسمنتي أكثر استقرارًا في حالة وجود عظام ضعيفة.
الأهداف الرئيسية للجراحة
تتضمن الأهداف الرئيسية لجراحة استبدال مفصل الورك ما يلي:
- تخفيف الألم.
- استعادة نطاق الحركة.
- تحسين وظيفة الورك.
- تصحيح التشوه.
- تحسين نوعية حياة المريض.
المخاطر المحتملة
كما هو الحال مع أي إجراء جراحي، تنطوي جراحة استبدال مفصل الورك على مخاطر محتملة، بما في ذلك:
- العدوى.
- تجلط الدم.
- خلع المفصل.
- تلف الأعصاب والأوعية الدموية.
- عدم التئام العظام.
- اختلاف طول الساقين.
- رد فعل تحسسي تجاه الأسمنت العظمي (إذا تم استخدامه).
الاعتبارات الخاصة في هذه الحالة
بسبب التاريخ المرضي المعقد للمريضة، كان من الضروري اتخاذ احتياطات إضافية لتقليل المخاطر المحتملة. وشمل ذلك:
- تقييم دقيق لوظائف القلب والرئة قبل الجراحة.
- إدارة دقيقة للأدوية التي تتناولها المريضة.
- استخدام المضادات الحيوية الوقائية لتقليل خطر العدوى.
- استخدام تقنيات جراحية دقيقة لتقليل خطر تلف الأعصاب والأوعية الدموية.
- مراقبة دقيقة لعلامات تجلط الدم بعد الجراحة.
-
<span
<span
التعافي وإعادة التأهيل
بعد الجراحة، تخضع المريضة لبرنامج إعادة تأهيل مكثف لمساعدتها على استعادة القوة والحركة في وركها. يتضمن هذا البرنامج تمارين لتقوية العضلات المحيطة بالورك، وتحسين نطاق الحركة، وتحسين التوازن والتنسيق.
أهمية العلاج الطبيعي
يلعب العلاج الطبيعي دورًا حاسمًا في نجاح جراحة استبدال مفصل الورك. يساعد العلاج الطبيعي المرضى على:
- تقليل الألم والتورم.
- استعادة نطاق الحركة.
- تقوية العضلات.
- تحسين التوازن والتنسيق.
- تعلم كيفية المشي بأمان.
- العودة إلى الأنشطة اليومية.
التوقعات على المدى الطويل
مع العلاج الطبيعي المناسب، يمكن لمعظم المرضى الذين يخضعون لجراحة استبدال مفصل الورك أن يتوقعوا تحسنًا كبيرًا في الألم والوظيفة. يمكن أن تستمر غرسات الورك لسنوات عديدة، ولكنها قد تحتاج في النهاية إلى الاستبدال. من المهم اتباع تعليمات الجراح والعلاج الطبيعي لضمان أفضل النتائج الممكنة.
الخلاصة
تعتبر جراحة استبدال مفصل الورك الهجين الأولي خيارًا علاجيًا فعالًا للمرضى الذين يعانون من الألم الشديد ومحدودية الحركة بسبب التهاب المفاصل أو حالات أخرى. في الحالات المعقدة، مثل تلك التي تتضمن مرض غورام، يتطلب التخطيط الدقيق والتقييم الدقيق لتقليل المخاطر المحتملة وتحقيق أفضل النتائج الممكنة.