هشاشة العظام والنقرس: رؤية شاملة حول تشخيص وعلاج التهاب مفصل الورك
مقدمة حول العوامل الديموغرافية وتأثيرها على صحة العظام
تعتبر العوامل الديموغرافية، مثل العمر والجنس ومؤشر كتلة الجسم (BMI)، من المحددات الهامة لصحة العظام والمفاصل. ففهم هذه العوامل يساعد الأطباء على تقييم المخاطر المحتملة وتحديد العلاج الأنسب لكل مريض. على سبيل المثال، مريض يبلغ من العمر 69 عامًا، ذكر، ومؤشر كتلة الجسم لديه 28 (يعتبر وزن زائد)، قد يكون أكثر عرضة للإصابة بهشاشة العظام والتهاب المفاصل بسبب عوامل مثل التقدم في العمر، والذي يؤدي إلى تدهور طبيعي في كثافة العظام، والوزن الزائد الذي يزيد الضغط على المفاصل، خاصة مفصل الورك. بالإضافة إلى ذلك، التاريخ الطبي السابق للمريض، مثل الإصابة بفرط حمض يوريك الدم (Hyperuricemia) أو إجراء عمليات جراحية سابقة، يلعب دورًا حاسمًا في تحديد مسار العلاج. التقييم الشامل للعوامل الديموغرافية والتاريخ الطبي للمريض هو أساس التشخيص الدقيق ووضع خطة علاجية فعالة. من المهم أيضًا ملاحظة أن هذه العوامل تتفاعل مع بعضها البعض، مما يجعل الصورة السريرية أكثر تعقيدًا وتتطلب تقييمًا دقيقًا من قبل متخصص.
الفحص السريري والتشخيص التفريقي لالتهاب مفصل الورك
يعتبر الفحص السريري الدقيق خطوة حاسمة في تشخيص التهاب مفصل الورك. الأعراض الرئيسية التي يعاني منها المريض، مثل الألم المستمر، صعوبة المشي، والألم الليلي، توفر معلومات قيمة حول شدة الحالة وتأثيرها على جودة حياة المريض. نطاق الحركة المحدود، خاصة في الدوران الداخلي والخارجي، ووجود تشوه في المفصل، قد يشير إلى تآكل شديد في الغضروف المفصلي. اختبارات محددة، مثل اختبار “توماس” (Thomas test)، تساعد في تقييم وجود انثناء في مفصل الورك. الألم المستمر وعدم القدرة على المشي هما من أبرز الأعراض التي تستدعي إجراء فحوصات إضافية لتحديد سبب الألم. بالإضافة إلى ذلك، يجب إجراء تقييم عصبي وعائي لضمان سلامة الأعصاب والأوعية الدموية المحيطة بالمفصل. يعتمد التشخيص التفريقي على استبعاد الأسباب الأخرى المحتملة للألم، مثل التهاب الجراب المدوري (Trochanteric bursitis) أو انضغاط العصب.
التصوير الإشعاعي وتقييم جودة العظام قبل الجراحة
تعتبر الصور الإشعاعية، مثل الأشعة السينية (X-ray)، أداة أساسية في تقييم حالة مفصل الورك. تظهر الصور الإشعاعية وجود تآكل كبير في المفصل، وتشوهًا ناتجًا عن بروز عظم الفخذ في الحوض (Protrusion deformity)، وتعمقًا في الصفيحة الداخلية مع حواف متصلبة. كما تظهر الصور فقدان العظام الإسفنجية في محيط التجويف الحقي. جودة العظام بشكل عام تعتبر جيدة بالنسبة لعمر المريض، ولكن وجود مناطق متصلبة يستدعي الحذر أثناء التحضير للجراحة. قد تكون هناك حاجة لإجراء فحوصات إضافية، مثل التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI)، لتقييم الأنسجة الرخوة المحيطة بالمفصل، مثل الأوتار والأربطة. يساعد التصوير الإشعاعي أيضًا في تحديد نوع الغرسة المناسبة وحجمها، وكذلك في تقييم الحاجة إلى ترقيع العظام.
خيارات العلاج المتاحة واستراتيجية اختيار الغرسات
يعتمد اختيار العلاج المناسب لالتهاب مفصل الورك على عدة عوامل، بما في ذلك شدة الأعراض، وجودة العظام، وعمر المريض، وحالته الصحية العامة. تشمل الخيارات العلاجية المتاحة: العلاج التحفظي (الأدوية والعلاج الطبيعي)، وحقن الكورتيزون، واستبدال مفصل الورك الكلي (THA). في حالة المريض المذكور، الذي يعاني من تآكل شديد في المفصل وألم مستمر، قد يكون استبدال مفصل الورك الكلي هو الخيار الأفضل. يعتبر استبدال مفصل الورك الكلي حلاً فعالاً لتخفيف الألم وتحسين وظيفة المفصل. يمكن استخدام غرسات مثبتة بالإسمنت أو غير مثبتة بالإسمنت. في هذه الحالة، تم اختيار غرسة غير مثبتة بالإسمنت بسبب وجود مخزون عظمي كافٍ. تم اختيار كأس حقي غير مثبت بالإسمنت، ورأس فخذي Mathys 36 L، وساق فخذي Mathys 10 STD غير مثبت بالإسمنت. تم اتخاذ قرار بتعزيز العظام الإسفنجية في التجويف الحقي باستخدام ترقيع ذاتي للعظام المكتنزة.
خطوات الجراحة والاعتبارات الهامة أثناء العملية
تجرى جراحة استبدال مفصل الورك الكلي عادة تحت التخدير العام أو الموضعي. يتم وضع المريض في وضعية الاستلقاء الجانبي، ويتم استخدام شق جراحي مباشر علوي للوصول إلى مفصل الورك. يتم تحضير التجويف الحقي باستخدام أدوات خاصة، ويتم إدخال الكأس الحقي التجريبي (Trial cup) بحجم 56 × 36 مم. قد يكون من الصعب تحضير التجويف الحقي في بعض الأماكن بسبب التصلب، لذلك يجب استخدام أدوات أصغر لإزالة السطح المتصلب. يتم استخدام مقايض عظمية منحنية (Curved osteotomes) لإزالة العظام المتصلبة وكشف العظام الإسفنجية النازفة. قد تكون هناك حاجة إلى ترقيع العظام لتعزيز العظام الإسفنجية في التجويف الحقي. يجب التأكد من تثبيت الكأس الحقي بشكل صحيح قبل إدخال المكونات الأخرى. تتطلب هذه العملية الدقة والخبرة لضمان أفضل النتائج وتقليل المضاعفات المحتملة.