استبدال مفصل الورك الكامل في حالات خلل التنسج النمائي للورك: نظرة شاملة
دواعي استبدال مفصل الورك الكامل في حالات خلل التنسج النمائي للورك
يُعتبر استبدال مفصل الورك الكامل (Total Hip Replacement - THR) خيارًا علاجيًا فعالًا في حالات خلل التنسج النمائي للورك (Developmental Dysplasia of the Hip - DDH) لدى المرضى الذين يعانون من أعراض مزمنة ومستمرة، وذلك بعد فشل العلاجات التحفظية وغير الجراحية الأخرى. تشمل هذه العلاجات التحفظية العلاج الطبيعي، والأدوية المضادة للالتهابات، وتعديل الأنشطة. قبل اتخاذ قرار الجراحة، يجب أن يكون المرضى على دراية كاملة بالفوائد المحتملة والمخاطر المرتبطة بالعملية. من الضروري إجراء تقييم شامل للمريض لتحديد مدى ملاءمته للجراحة، مع الأخذ في الاعتبار عوامل مثل العمر، والحالة الصحية العامة، ومستوى النشاط، وتوقعات المريض. يجب مناقشة خيارات الاستبدال المختلفة (مثل الاستبدال الكلي أو الجزئي) والمواد المستخدمة في المفصل الاصطناعي، بالإضافة إلى البروتوكولات التأهيلية بعد الجراحة. الهدف النهائي هو تخفيف الألم وتحسين وظيفة الورك واستعادة جودة حياة المريض.
موانع استبدال مفصل الورك الكامل
توجد بعض الحالات التي قد تجعل استبدال مفصل الورك الكامل غير مناسب أو تنطوي على مخاطر عالية. تعتبر الاضطرابات العصبية العضلية الشديدة التي تحد من قدرة المريض على اتباع برنامج إعادة التأهيل بعد الجراحة مانعًا نسبيًا. وبالمثل، فإن عدم قدرة المريض على الالتزام بتعليمات ما بعد الجراحة يمكن أن يؤثر سلبًا على نتائج العملية. تشمل الموانع المطلقة لوجود عدوى نشطة في الورك أو في مكان آخر من الجسم، بالإضافة إلى وجود خلل وظيفي عصبي وعائي يمنع تحقيق نتيجة مرضية من الجراحة. يجب أيضًا مراعاة الحالات الطبية المصاحبة مثل أمراض القلب والرئة المزمنة، والتي قد تزيد من خطر المضاعفات أثناء الجراحة وبعدها. في هذه الحالات، قد يكون من الضروري استشارة متخصصين آخرين لتقييم المخاطر واتخاذ قرار مستنير بشأن ما إذا كانت الجراحة هي الخيار الأفضل للمريض. يجب على الطبيب أن يكون صريحًا مع المريض بشأن المخاطر المحتملة والفوائد المتوقعة، وأن يقدم له خيارات علاجية بديلة إذا كانت الجراحة غير موصى بها.
التحضير قبل العملية الجراحية لاستبدال مفصل الورك في حالات خلل التنسج النمائي للورك
يتطلب استبدال مفصل الورك الكامل في حالات خلل التنسج النمائي للورك تقييمًا مفصلًا وتحضيرًا دقيقًا للمريض. يتضمن ذلك أخذ تاريخ طبي شامل، وإجراء فحص بدني دقيق، وإجراء التحقيقات اللازمة. يهدف هذا التقييم إلى تحديد ما إذا كان المريض مرشحًا مناسبًا للتدخل الجراحي.
التاريخ الطبي
يجب أن يوضح التاريخ الطبي الأعراض الرئيسية التي يعاني منها المريض بشكل كاف. ينبغي تقييم تأثير الألم والتيبس على الأنشطة اليومية والترفيهية، بالإضافة إلى التاريخ الطبي والجراحي السابق ذي الصلة. من المهم توثيق أي اضطرابات في الورك في مرحلة الطفولة، أو جراحات الورك السابقة (تخفيضات الورك المفتوحة/المغلقة، واستئصال عظم الفخذ أو الحوض)، أو المضاعفات الجراحية السابقة (خاصة العدوى السابقة)، بالإضافة إلى الأدوية والحساسية ذات الصلة. يجب إجراء استشارة وتعاون مع زملاء الطب الباطني أو التخدير قبل الجراحة. يجب التركيز بشكل خاص على التاريخ العائلي لأمراض الورك، لأن خلل التنسج النمائي للورك قد يكون له عنصر وراثي. بالإضافة إلى ذلك، يجب سؤال المريض عن أي عوامل نمط حياة قد تؤثر على نتائج الجراحة، مثل التدخين أو تعاطي الكحول.
الفحص البدني
يجب إجراء فحص شامل يتضمن الميزات العامة للمريض مثل تشوه العمود الفقري، وتحليل المشية، وتقييم نطاق حركة الورك وقوته (مع ملاحظة خاصة لأي ضعف في العضلات المبعدة)، وعدم تساوي طول الساقين. يجب قياس عدم تساوي طول الساقين بدقة باستخدام شريط قياس وتأكيده بوضع كتل تحت الطرف القصير. بالإضافة إلى ذلك، يجب توثيق الحالة العصبية الوعائية للطرف بشكل جيد، مع إيلاء اهتمام خاص لوظيفة العصب الوركي. يجب فحص الورك بحثًا عن جراحة سابقة. يجب تقييم المشية بعناية لتحديد أي أنماط تعويضية قد تكون تطورت بسبب الألم أو عدم الاستقرار في الورك. يجب أيضًا تقييم وضعية المريض ومحاذاة الحوض والعمود الفقري، حيث يمكن أن تؤثر هذه العوامل على نتائج الجراحة.
التحقيقات
تشمل التحقيقات الضرورية الأشعة السينية للورك والحوض لتقييم درجة خلل التنسج وتحديد أي تشوهات هيكلية أخرى. قد تكون الأشعة المقطعية مفيدة في التخطيط للجراحة، خاصة في الحالات المعقدة. يمكن استخدام التصوير بالرنين المغناطيسي لتقييم الأنسجة الرخوة المحيطة بالورك، مثل العضلات والأوتار والأربطة. قد تكون تحاليل الدم ضرورية لاستبعاد أي عدوى أو حالات طبية أخرى قد تؤثر على الجراحة. في بعض الحالات، قد يوصى بإجراء دراسات توصيل الأعصاب لتقييم وظيفة العصب الوركي. يجب مراجعة جميع نتائج التحقيقات بعناية لتحديد أفضل مسار للعمل الجراحي.