استئصال المدور الكبير الممتد: تقنية جراحية لإعادة بناء مفصل الورك

يُعد استئصال المدور الكبير الممتد (ETO) إجراءً جراحيًا هامًا في مجال جراحة استبدال مفصل الورك، خاصةً في الحالات التي تتطلب مراجعة أو إعادة بناء المفصل. يهدف هذا الإجراء إلى تسهيل إزالة المكونات الفخذية المثبتة بإحكام، وتقليل خطر تلف عظم الفخذ القريب. على مر السنين، تطورت هذه التقنية لتصبح أداة أساسية للجراحين المتخصصين في جراحة الورك المعقدة.

خلفية تاريخية وتطور استئصال المدور الكبير الممتد

واجه جراحو العظام تحديًا كبيرًا في إزالة المكونات الفخذية المثبتة بإحكام في عمليات استبدال مفصل الورك المراجعة. كانت الطرق التقليدية لإزالة هذه المكونات تستغرق وقتًا طويلاً، وتنطوي على خطر إلحاق الضرر بعظم الفخذ القريب. في عام 1989، وصف واغنر تقنية استئصال المدور الأمامي لتسهيل إزالة المكون الفخذي. تتضمن هذه التقنية إجراء استئصال أمامي ممتد للمدور الكبير، وعكس النصف الأمامي من العضلات المبعدة بشكل مستمر مع الجانب الأمامي من عظم الفخذ القريب.

لاحقًا، قام يونغر وبابروسكي بتطوير هذه التقنية، وأصبحت تعرف باسم استئصال المدور الجانبي. تتضمن هذه التقنية إجراء استئصال جانبي للمدور الكبير، وعكس العضلات المبعدة ومرفقات العضلة المتسعة الوحشية كغلاف مستمر واحد مع الثلث الجانبي القريب من عظم الفخذ. أصبح استئصال المدور الكبير الممتد (ETO) منذ ذلك الحين أداة رئيسية لتوفير تعرض جراحي كافٍ لكل من عمليات مراجعة مفصل الورك وعمليات استبدال مفصل الورك الأولية المعقدة.

دواعي استخدام استئصال المدور الكبير الممتد

يؤدي استئصال المدور الكبير الممتد إلى كسر مُتحكم به في عظم الفخذ القريب. الداعي الأكثر شيوعًا لاستخدام استئصال المدور الكبير الممتد هو تسهيل إزالة ساق صناعية مثبتة بإحكام، ومغطاة بشكل مكثف بمسامات أو ساق صناعية مثبتة في النخاع. يُعد استئصال المدور الكبير الممتد أيضًا إضافة مفيدة لإزالة ساق صناعية مثبتة بشكل جيد في الجزء القريب عندما لا يمكن تحقيق تعطيل واجهة العظم والغرسة بشكل كافٍ من كتف الطرف الاصطناعي أو منطقة الكالكار المجاورة للطرف الاصطناعي. في بعض الأحيان، قد تُظهر الأطراف الاصطناعية المثبتة في الجزء القريب أيضًا نموًا للعظام على الجزء التيتانيوم البعيد من الساق، مما يجعل الإزالة صعبة للغاية دون استخدام استئصال المدور الكبير الممتد.

متى يكون استئصال المدور الكبير الممتد هو الخيار الأفضل؟

• إزالة الساق الصناعية المثبتة بإحكام: إذا كانت الساق الصناعية مثبتة بإحكام شديد لدرجة أن الطرق الأخرى غير فعالة.
• مراجعة عمليات استبدال مفصل الورك: في الحالات التي تتطلب مراجعة عملية استبدال مفصل الورك السابقة بسبب مشاكل مثل العدوى أو ارتخاء الطرف الاصطناعي.
• عمليات استبدال مفصل الورك الأولية المعقدة: في بعض الحالات، قد يكون استئصال المدور الكبير الممتد ضروريًا لتحقيق التعرض الجراحي المناسب أثناء عمليات استبدال مفصل الورك الأولية المعقدة.
• تشوهات عظم الفخذ القريب: في الحالات التي يعاني فيها المريض من تشوهات في عظم الفخذ القريب، قد يكون استئصال المدور الكبير الممتد ضروريًا لتسهيل إدخال الطرف الاصطناعي الجديد.

المخاطر المحتملة لاستئصال المدور الكبير الممتد

على الرغم من أن استئصال المدور الكبير الممتد هو إجراء فعال، إلا أنه يحمل بعض المخاطر المحتملة، بما في ذلك:

• عدم التئام الكسر: في بعض الحالات، قد لا يلتئم الكسر الناتج عن استئصال المدور الكبير الممتد بشكل صحيح.
• ضعف العضلات المبعدة: قد يؤدي استئصال المدور الكبير الممتد إلى ضعف العضلات المبعدة للورك، مما قد يؤثر على قدرة المريض على المشي والحركة.
• خلع الورك: في حالات نادرة، قد يؤدي استئصال المدور الكبير الممتد إلى خلع الورك.
• العدوى: مثل أي إجراء جراحي، هناك خطر الإصابة بالعدوى بعد استئصال المدور الكبير الممتد.

التقنية الجراحية لاستئصال المدور الكبير الممتد

تتضمن تقنية استئصال المدور الكبير الممتد إجراء شق جراحي على طول الجانب الخارجي من الورك. ثم يقوم الجراح بفصل العضلات المبعدة عن المدور الكبير لعظم الفخذ. بعد ذلك، يتم إجراء قطع مُتحكم به في عظم الفخذ، مما يسمح للجراح بتحريك المدور الكبير والعضلات المبعدة المتصلة به بعيدًا عن عظم الفخذ. هذا يوفر للجراح وصولاً أفضل إلى مفصل الورك والمكونات الفخذية. بعد إزالة أو استبدال المكونات الفخذية، يتم إعادة تثبيت المدور الكبير في مكانه باستخدام الأسلاك أو البراغي أو الصفائح.

خطوات أساسية في الإجراء

1. التخطيط قبل الجراحة: تخطيط دقيق باستخدام الأشعة السينية والتصوير بالرنين المغناطيسي لتقييم حالة العظام والأنسجة الرخوة.
2. الشق الجراحي: يتم إجراء شق جراحي دقيق للوصول إلى المدور الكبير.
3. فصل العضلات: فصل دقيق للعضلات المبعدة مع الحفاظ على سلامة الأوعية الدموية والأعصاب.
4. القطع العظمي: إجراء قطع عظمي مُتحكم به في المدور الكبير.
5. إزالة المكون الفخذي: إزالة المكون الفخذي القديم بعناية.
6. زرع المكون الجديد: زرع المكون الفخذي الجديد وتثبيته بشكل آمن.
7. إعادة تثبيت المدور الكبير: إعادة تثبيت المدور الكبير في مكانه الأصلي باستخدام أدوات التثبيت المناسبة.
8. إغلاق الجرح: إغلاق الجرح طبقة تلو الأخرى.

إعادة التأهيل بعد استئصال المدور الكبير الممتد

تعتبر إعادة التأهيل جزءًا هامًا من عملية التعافي بعد استئصال المدور الكبير الممتد. يبدأ برنامج إعادة التأهيل عادةً بعد الجراحة مباشرة، ويتضمن مجموعة متنوعة من التمارين التي تهدف إلى استعادة قوة وحركة الورك.

عناصر أساسية في برنامج إعادة التأهيل

• العلاج الطبيعي: تمارين لتقوية العضلات واستعادة الحركة.
• التمارين المنزلية: تمارين بسيطة يمكن للمريض القيام بها في المنزل للمساعدة في التعافي.
• المشي بمساعدة: استخدام العكازات أو المشاية للمساعدة في المشي وتقليل الضغط على الورك.
• الراحة: الحصول على قسط كافٍ من الراحة للسماح للعظام والأنسجة بالشفاء.

نصائح لتسريع عملية التعافي

• اتباع تعليمات الطبيب: من المهم اتباع تعليمات الطبيب وأخصائي العلاج الطبيعي بعناية.
• تناول الأدوية الموصوفة: تناول الأدوية الموصوفة لتخفيف الألم وتقليل الالتهاب.
• تجنب الأنشطة الشاقة: تجنب الأنشطة الشاقة التي قد تضع ضغطًا على الورك.
• تناول نظام غذائي صحي: تناول نظام غذائي صحي للمساعدة في تعزيز الشفاء.

الخلاصة

يُعد استئصال المدور الكبير الممتد تقنية جراحية قيمة في مجال جراحة استبدال مفصل الورك، خاصةً في الحالات التي تتطلب مراجعة أو إعادة بناء المفصل. على الرغم من أن هذا الإجراء يحمل بعض المخاطر المحتملة، إلا أنه يمكن أن يوفر نتائج ممتازة للمرضى الذين يعانون من مشاكل معقدة في الورك. مع التخطيط الدقيق والتقنية الجراحية المناسبة وإعادة التأهيل المناسبة، يمكن للمرضى استعادة وظيفة الورك وتحسين نوعية حياتهم.