اكتشف: خلع الركبة الولادي - الأعراض، التشخيص، العلاج، والمآل

جاري البحث...

لا توجد اقتراحات للبحث

Under development 2023, يونيو, 01 | 3:00 ص 7 مشاهدة

اكتشف: خلع الركبة الولادي - الأعراض، التشخيص، العلاج، والمآل

خلع الركبة الخلقي: نظرة شاملة

ما هو خلع الركبة الخلقي (CKD)؟

خلع الركبة الخلقي (Congenital Knee Dislocation - CKD) هو حالة نادرة تصيب الأطفال منذ الولادة، وتتميز بانزلاق عظم الظنبوب (قصبة الساق) للأمام بالنسبة لعظم الفخذ، مما يؤدي إلى فرط تمدد الركبة. تعتبر هذه الحالة تحديًا طبيًا يتطلب تشخيصًا دقيقًا وعلاجًا مبكرًا لضمان أفضل النتائج للمريض. غالبًا ما يرتبط خلع الركبة الخلقي بمشاكل هيكلية أخرى في الجهاز العضلي الهيكلي، مثل خلل التنسج التطوري للورك (DDH)، والقدم الحنفاء، واعوجاج المفاصل المتعدد الخلقي (Arthrogryposis). يعتبر فهم هذه الارتباطات مهمًا جدًا لتقديم خطة علاج شاملة تتناول جميع جوانب الحالة. تتراوح درجة الخلع بين بسيطة، حيث يكون الظنبوب قابلاً للإرجاع إلى مكانه، وشديدة، حيث يكون الظنبوب مثبتًا في وضع الخلع. وعلى الرغم من ندرة هذه الحالة، إلا أن التشخيص المبكر والتدخل العلاجي المناسب يمكن أن يحسن بشكل كبير من جودة حياة الطفل المصاب.

أعراض خلع الركبة الخلقي

العلامة الأكثر شيوعًا لخلع الركبة الخلقي هي فرط تمدد الركبة. قد تكون الركبة قادرة على التمدد إلى ما بعد الخط المستقيم، وقد يواجه الطفل صعوبة في المشي أو الجري. بالإضافة إلى ذلك، قد تشمل الأعراض الأخرى ما يلي:

  • ألم في الركبة: قد يشعر الطفل المصاب بألم متفاوت الشدة في منطقة الركبة، خاصة عند الحركة.
  • تورم في الركبة: قد يلاحظ وجود تورم أو انتفاخ حول مفصل الركبة.
  • شعور بالطقطقة أو الفرقعة في الركبة: قد يشعر الطفل أو يسمع صوت طقطقة أو فرقعة عند تحريك الركبة.
  • ضمور عضلات الفخذ: قد يحدث ضعف وضمور في عضلات الفخذ (العضلة رباعية الرؤوس) نتيجة لعدم استخدامها بشكل طبيعي.
  • صعوبة في ثني الركبة: على عكس فرط التمدد، قد يجد الطفل صعوبة في ثني الركبة بشكل كامل.
  • عدم استقرار الركبة: قد تبدو الركبة غير مستقرة أو “مترنحة” عند محاولة الوقوف أو المشي.

يجب على الوالدين أو مقدمي الرعاية الانتباه إلى هذه الأعراض واستشارة الطبيب المختص في أقرب وقت ممكن إذا لاحظوا أيًا منها على الطفل. التشخيص المبكر يلعب دورًا حاسمًا في تحديد مسار العلاج المناسب وتحسين النتائج على المدى الطويل.

تشخيص خلع الركبة الخلقي

عادة ما يتم تشخيص خلع الركبة الخلقي عند الولادة أو بعدها بوقت قصير. يعتمد التشخيص على الفحص البدني للطفل والأشعة السينية للركبة. خلال الفحص البدني، سيقوم الطبيب بتقييم مدى حركة الركبة وملاحظة أي تشوهات ظاهرة. الأشعة السينية ضرورية لتحديد مدى الخلع وتقييم أي تشوهات عظمية مرتبطة به. قد يطلب الطبيب أيضًا إجراء تصوير بالرنين المغناطيسي (MRI) لتقييم الأنسجة الرخوة المحيطة بالركبة، مثل الأربطة والأوتار والغضاريف. يساعد التصوير بالرنين المغناطيسي في الكشف عن أي تلف في هذه الأنسجة وتحديد مدى تأثيره على استقرار الركبة. من المهم استشارة طبيب متخصص في جراحة عظام الأطفال لتشخيص الحالة بشكل دقيق وتحديد أفضل خطة علاجية. بالإضافة إلى ذلك، يجب استبعاد الحالات الأخرى التي قد تسبب أعراضًا مشابهة، مثل إصابات الأربطة أو التهابات المفاصل.

علاج خلع الركبة الخلقي

يعتمد علاج خلع الركبة الخلقي على شدة الحالة. في الحالات الخفيفة، قد يشمل العلاج العلاج الطبيعي واستخدام الجبائر. يهدف العلاج الطبيعي إلى تقوية العضلات المحيطة بالركبة وتحسين نطاق حركتها. تساعد الجبائر على تثبيت الركبة في وضع صحيح وتشجيع النمو الطبيعي للعظام. في الحالات الأكثر شدة، قد تكون الجراحة ضرورية لإعادة الركبة إلى مكانها الصحيح ومحاذاة العظام. هناك عدة أنواع من العمليات الجراحية التي يمكن إجراؤها لعلاج خلع الركبة الخلقي، بما في ذلك:

  • الإرجاع المغلق: يتم فيه تحريك عظم الظنبوب إلى مكانه الصحيح دون الحاجة إلى فتح الجلد.
  • الإرجاع المفتوح: يتطلب إجراء شق جراحي لإعادة عظم الظنبوب إلى مكانه الصحيح.
  • إعادة بناء الأربطة: يتم فيها إصلاح أو استبدال الأربطة المتضررة.
  • تطويل الأوتار: يتم فيه إطالة الأوتار المشدودة لتحسين حركة الركبة.
  • ترقيع العظام: يتم فيه استخدام ترقيع عظمي لملء أي فجوات أو تشوهات في العظام.

يعتمد اختيار الإجراء الجراحي المناسب على عوامل متعددة، بما في ذلك عمر الطفل، وشدة الخلع، ووجود أي تشوهات أخرى. بعد الجراحة، سيحتاج الطفل إلى الخضوع للعلاج الطبيعي لعدة أشهر لاستعادة قوة ووظيفة الركبة.

التوقعات المستقبلية لخلع الركبة الخلقي

عادة ما تكون التوقعات المستقبلية لخلع الركبة الخلقي جيدة مع التشخيص والعلاج المبكرين. ومع ذلك، قد تؤدي هذه الحالة إلى مضاعفات طويلة الأجل، مثل التهاب المفاصل التنكسي (خشونة الركبة)، وتصلب الركبة، والألم المزمن. لذلك، من الضروري المتابعة المنتظمة مع الطبيب المختص لمراقبة حالة الركبة ومنع أو علاج أي مضاعفات محتملة. يمكن للعلاج الطبيعي المستمر والتمرينات الرياضية المنتظمة أن تساعد في الحفاظ على قوة ووظيفة الركبة وتقليل خطر الإصابة بالتهاب المفاصل التنكسي. بالإضافة إلى ذلك، قد يحتاج بعض المرضى إلى إجراء عمليات جراحية إضافية في المستقبل لتصحيح أي تشوهات متبقية أو لعلاج التهاب المفاصل التنكسي. من المهم أيضًا توفير الدعم النفسي والاجتماعي للطفل المصاب وعائلته لمساعدتهم على التكيف مع الحالة والتغلب على أي تحديات قد يواجهونها.