حقن حمض الهيالورونيك: وداعًا لخشونة الركبة!

جاري البحث...

لا توجد اقتراحات للبحث

Under development 2023, إبريل, 12 | 3:00 ص 9 مشاهدة

حقن حمض الهيالورونيك: وداعًا لخشونة الركبة!

ما هو الفصال العظمي في الركبة؟

الفصال العظمي في الركبة، أو ما يُعرف أيضًا بـ “خشونة الركبة”، هو حالة تنكسية تصيب الغضروف والمفصل العظمي في الركبة. الغضروف هو نسيج مرن وأملس يغطي نهايات العظام، مما يسمح لها بالانزلاق بسلاسة فوق بعضها البعض أثناء الحركة. عندما يتآكل هذا الغضروف تدريجيًا، سواء بسبب التقدم في العمر، أو الإصابات المتكررة، أو الإفراط في استخدام المفصل، تبدأ العظام بالاحتكاك ببعضها البعض بشكل مباشر. هذا الاحتكاك يؤدي إلى سلسلة من الأعراض المزعجة، بما في ذلك الألم والتصلب والتورم، بالإضافة إلى محدودية الحركة. يُعتبر الفصال العظمي في الركبة من الأمراض المزمنة الشائعة التي تؤثر على ملايين الأشخاص حول العالم. تتراوح شدة الأعراض من خفيفة إلى حادة، ويمكن أن تؤثر بشكل كبير على الأنشطة اليومية للمصابين، مثل المشي وصعود الدرج والجلوس والوقوف، وحتى النوم. بالإضافة إلى التأثير الجسدي، يمكن أن يؤثر الفصال العظمي في الركبة سلبًا على الصحة النفسية للمرضى، مما يؤدي إلى الشعور بالإحباط والقلق والاكتئاب بسبب الألم المزمن وتقييد الحركة. لذا، فإن التشخيص المبكر والعلاج المناسب يلعبان دورًا حاسمًا في إدارة الأعراض وتحسين نوعية حياة المرضى.

حقن حمض الهيالورونيك: حلول واعدة لتخفيف آلام خشونة الركبة

حمض الهيالورونيك هو مادة طبيعية موجودة بوفرة في السائل الزلالي (Synovial fluid) الذي يحيط بالمفاصل، بما في ذلك مفصل الركبة. يلعب هذا السائل دورًا حيويًا في تليين المفصل وتقليل الاحتكاك بين العظام، بالإضافة إلى توفير التغذية اللازمة للخلايا الغضروفية. يعمل حمض الهيالورونيك كـ “ممتص للصدمات” طبيعي، حيث يساعد على توزيع الضغط بالتساوي على سطح الغضروف ويحميه من التلف. في حالة الفصال العظمي، غالبًا ما ينخفض تركيز حمض الهيالورونيك في السائل الزلالي، مما يساهم في زيادة الاحتكاك وتفاقم الأعراض.

حقن حمض الهيالورونيك هي علاج يتم فيه حقن حمض الهيالورونيك الصناعي أو المُصفّى مباشرة في مفصل الركبة. الهدف من هذا العلاج هو تعويض النقص في حمض الهيالورونيك الطبيعي واستعادة خصائصه الميكانيكية الحيوية، وبالتالي تقليل الألم وتحسين وظيفة المفصل. تُعرف هذه الحقن أيضًا باسم “تكميل اللزوجة” (Viscosupplementation) أو “حقن الجل”. عادةً ما يتم إعطاء الحقن على شكل سلسلة من ثلاث إلى خمس حقن، تفصل بينها مدة أسبوع واحد. يمكن أن يستمر تأثير حقن حمض الهيالورونيك لعدة أشهر، اعتمادًا على استجابة الفرد وشدة الحالة. تعتبر هذه الحقن خيارًا علاجيًا واعدًا للمرضى الذين لم يستجيبوا بشكل كافٍ للعلاجات التقليدية الأخرى، مثل المسكنات ومضادات الالتهاب والعلاج الطبيعي.

مدى فعالية حقن حمض الهيالورونيك في علاج خشونة الركبة؟

تُعتبر حقن حمض الهيالورونيك خيارًا علاجيًا فعالًا للعديد من المرضى الذين يعانون من الفصال العظمي في الركبة، خاصةً أولئك الذين لم يستجيبوا بشكل جيد للعلاجات التقليدية الأخرى. تشمل هذه العلاجات التقليدية المسكنات (مثل الباراسيتامول)، ومضادات الالتهاب غير الستيرويدية (NSAIDs)، والعلاج الطبيعي، وتمارين تقوية العضلات المحيطة بالركبة، وفقدان الوزن الزائد.

أظهرت العديد من الدراسات أن حقن حمض الهيالورونيك يمكن أن توفر تحسنًا كبيرًا في تخفيف الألم وتحسين وظيفة الركبة ونوعية حياة المرضى الذين يعانون من الفصال العظمي. [ملاحظة: يجب التنويه إلى أن فعالية الحقن قد تختلف من شخص لآخر، وأن النتائج ليست مضمونة للجميع]. على الرغم من أن بعض الدراسات أظهرت نتائج متباينة، إلا أن التحليل التجميعي للعديد من الدراسات يشير إلى أن حقن حمض الهيالورونيك أكثر فعالية من العلاج الوهمي (placebo) في تخفيف الألم وتحسين الوظيفة على المدى القصير والمتوسط. يعتقد الباحثون أن حمض الهيالورونيك يعمل عن طريق تليين المفصل وتقليل الاحتكاك، بالإضافة إلى تحفيز الخلايا الغضروفية على إنتاج المزيد من حمض الهيالورونيك الطبيعي. بالإضافة إلى ذلك، قد يكون لحمض الهيالورونيك تأثير مضاد للالتهابات، مما يساعد على تقليل التورم والألم في المفصل. من المهم استشارة الطبيب المختص لتقييم الحالة وتحديد ما إذا كانت حقن حمض الهيالورونيك هي الخيار العلاجي المناسب.