دليلك الشامل لـ: اعتلال الجذور العصبية: الأسباب، الأعراض، والعلاج

جاري البحث...

لا توجد اقتراحات للبحث

Spine 2023, أغسطس, 13 | 3:00 ص 15 مشاهدة

دليلك الشامل لـ: اعتلال الجذور العصبية: الأسباب، الأعراض، والعلاج

اكتشف أسباب، أعراض، وتشخيص وعلاج اعتلال الجذور العصبية

اعتلال الجذور العصبية حالة مرضية تصيب الأعصاب الخارجة من النخاع الشوكي، وتتسبب في مجموعة متنوعة من الأعراض التي قد تؤثر بشكل كبير على جودة حياة المريض. في هذا المقال، سنستكشف أسباب اعتلال الجذور العصبية، وأنواعها، وكيفية التعرف على أعراضها، بالإضافة إلى طرق تشخيصها المتنوعة، وخيارات العلاج المتاحة للتخفيف من الألم واستعادة وظيفة العصب المتضرر. هدفنا هو تزويدك بمعلومات شاملة وموثوقة لمساعدتك على فهم هذه الحالة بشكل أفضل واتخاذ قرارات مستنيرة بشأن صحتك.

فهم اعتلال الجذور العصبية: نظرة عامة

اعتلال الجذور العصبية هو مصطلح طبي يصف مجموعة من الحالات التي تتسبب في ضغط أو تهيج أو تلف الأعصاب الخارجة من النخاع الشوكي. هذه الأعصاب تلعب دورًا حيويًا في نقل الإشارات الحسية والحركية بين الدماغ وبقية الجسم. عندما تتعرض هذه الأعصاب للضغط أو التلف، يمكن أن يؤدي ذلك إلى ألم، وخدر، وضعف في العضلات، وأعراض أخرى تعتمد على موقع العصب المتضرر. يمكن أن يحدث اعتلال الجذور العصبية في أي جزء من العمود الفقري، ولكن الأكثر شيوعًا هي الرقبة (اعتلال الجذور العصبية العنقية) وأسفل الظهر (اعتلال الجذور العصبية القطنية).

لفهم اعتلال الجذور العصبية بشكل أفضل، من المهم معرفة بعض الحقائق التشريحية الأساسية. يتكون العمود الفقري من سلسلة من العظام الصغيرة تسمى الفقرات، والتي تحمي النخاع الشوكي. بين كل فقرة وأخرى، توجد أقراص غضروفية تعمل كوسائد لامتصاص الصدمات وتسمح بالحركة. تخرج الأعصاب من النخاع الشوكي عبر فتحات صغيرة بين الفقرات تسمى الثقوب الفقرية. عندما تضيق هذه الثقوب أو يحدث ضغط على العصب داخلها، يمكن أن يحدث اعتلال الجذور العصبية.

الأسباب الشائعة لاعتلال الجذور العصبية

هناك العديد من العوامل التي يمكن أن تساهم في تطور اعتلال الجذور العصبية. تشمل بعض الأسباب الأكثر شيوعًا ما يلي:

  • انفتاق القرص (الديسك): يحدث عندما يتمزق القرص الغضروفي بين الفقرات ويضغط على العصب المجاور. يعتبر انفتاق القرص من الأسباب الرئيسية لاعتلال الجذور العصبية، خاصة في منطقة أسفل الظهر.
  • تضيق القناة الشوكية: هو تضيق في المساحة داخل العمود الفقري، مما يضغط على النخاع الشوكي والأعصاب. يمكن أن يحدث تضيق القناة الشوكية بسبب الشيخوخة، أو التهاب المفاصل، أو عوامل وراثية.
  • التهاب المفاصل: يمكن أن يؤدي التهاب المفاصل في العمود الفقري إلى تكوّن نتوءات عظمية تضغط على الأعصاب. يعتبر التهاب المفاصل سببًا شائعًا لاعتلال الجذور العصبية لدى كبار السن.
  • إصابات العمود الفقري: يمكن أن تتسبب الإصابات الناتجة عن الحوادث أو السقوط أو الرياضة في كسور أو خلع في الفقرات، مما يؤدي إلى ضغط على الأعصاب.
  • أورام العمود الفقري: في حالات نادرة، يمكن أن تتسبب الأورام التي تنمو داخل أو حول العمود الفقري في ضغط على الأعصاب.
  • عوامل أخرى: تشمل عوامل الخطر الأخرى السمنة، والتدخين، والمهن التي تتطلب حركات متكررة أو رفع أثقال.

من المهم ملاحظة أن بعض الأشخاص قد يكونون أكثر عرضة للإصابة باعتلال الجذور العصبية بسبب عوامل وراثية أو تاريخ عائلي للإصابة بأمراض العمود الفقري.

الأعراض المميزة لاعتلال الجذور العصبية

تختلف أعراض اعتلال الجذور العصبية اعتمادًا على موقع العصب المتضرر وشدة الضغط أو التلف. ومع ذلك، تشمل بعض الأعراض الأكثر شيوعًا ما يلي:

  • الألم: غالبًا ما يكون الألم هو العرض الرئيسي لاعتلال الجذور العصبية. قد يكون الألم حادًا أو حارقًا أو طاعنًا، وقد ينتشر إلى مناطق أخرى من الجسم، مثل الذراع أو الساق. في حالة اعتلال الجذور العصبية العنقية، قد يشعر المريض بألم في الرقبة والكتف والذراع. أما في حالة اعتلال الجذور العصبية القطنية، فقد يشعر المريض بألم في أسفل الظهر والأرداف والساق (عرق النسا).
  • الخدر والتنميل: قد يشعر المريض بالخدر أو التنميل في الجلد في المنطقة التي يغذيها العصب المتضرر. قد يكون هذا الإحساس خفيفًا أو شديدًا، وقد يكون مستمرًا أو متقطعًا.
  • الضعف العضلي: يمكن أن يؤدي اعتلال الجذور العصبية إلى ضعف في العضلات التي يتحكم فيها العصب المتضرر. قد يجد المريض صعوبة في رفع الأشياء أو الإمساك بها، أو قد يشعر بضعف في الساق أثناء المشي.
  • تغيرات في ردود الفعل: قد يؤدي اعتلال الجذور العصبية إلى تغيرات في ردود الفعل العصبية، مثل ردود الفعل الوترية. قد تكون ردود الفعل مفرطة النشاط أو ضعيفة أو غائبة تمامًا.
  • أعراض أخرى: قد تشمل الأعراض الأخرى الصداع، والدوار، والدوخة، وصعوبة التنسيق، وفقدان السيطرة على الأمعاء أو المثانة (في حالات نادرة).

من المهم استشارة الطبيب إذا كنت تعاني من أي من هذه الأعراض، خاصة إذا كانت شديدة أو مستمرة أو تتداخل مع حياتك اليومية. يمكن للطبيب إجراء فحص بدني وتقييم الأعراض لتحديد ما إذا كنت تعاني من اعتلال الجذور العصبية وتحديد السبب الكامن وراءه.

تشخيص اعتلال الجذور العصبية: خطوات أساسية

يعتمد تشخيص اعتلال الجذور العصبية على مجموعة من العوامل، بما في ذلك التاريخ الطبي للمريض، والفحص البدني، والاختبارات التشخيصية. تشمل الخطوات الأساسية في تشخيص اعتلال الجذور العصبية ما يلي:

  • التاريخ الطبي: سيقوم الطبيب بسؤال المريض عن تاريخه الطبي، بما في ذلك الأعراض التي يعاني منها، ومتى بدأت، وما إذا كان هناك أي عوامل تزيد أو تقلل من حدة الأعراض. سيسأل الطبيب أيضًا عن أي إصابات سابقة في العمود الفقري، أو أمراض أخرى قد تساهم في تطور اعتلال الجذور العصبية.
  • الفحص البدني: سيقوم الطبيب بإجراء فحص بدني لتقييم نطاق حركة المريض، وقوة العضلات، وردود الفعل العصبية، والإحساس. قد يطلب الطبيب من المريض القيام ببعض الحركات أو المناورات لتحديد ما إذا كانت تثير الألم أو الأعراض الأخرى.
  • الاختبارات التشخيصية: قد يطلب الطبيب إجراء بعض الاختبارات التشخيصية لتأكيد التشخيص وتحديد السبب الكامن وراء اعتلال الجذور العصبية. تشمل بعض الاختبارات التشخيصية الأكثر شيوعًا ما يلي:
    • الأشعة السينية: يمكن أن تساعد الأشعة السينية في الكشف عن كسور أو خلع في الفقرات، أو التهاب المفاصل، أو تشوهات أخرى في العمود الفقري.
    • التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI): يعتبر التصوير بالرنين المغناطيسي من أفضل الطرق لتصوير الأنسجة الرخوة، مثل الأقراص الغضروفية والأعصاب. يمكن أن يساعد التصوير بالرنين المغناطيسي في الكشف عن انفتاق القرص، أو تضيق القناة الشوكية، أو أورام العمود الفقري.
    • التصوير المقطعي المحوسب (CT): يمكن أن يوفر التصوير المقطعي المحوسب صورًا مفصلة للعظام والأنسجة الرخوة في العمود الفقري. قد يكون التصوير المقطعي المحوسب مفيدًا في تقييم كسور العمود الفقري أو التهاب المفاصل.
    • تخطيط كهربية العضل (EMG): يقيس تخطيط كهربية العضل النشاط الكهربائي للعضلات والأعصاب. يمكن أن يساعد تخطيط كهربية العضل في تحديد ما إذا كان هناك تلف في الأعصاب وتحديد موقع وشدة التلف.
    • دراسة توصيل الأعصاب (NCS): تقيس دراسة توصيل الأعصاب سرعة انتقال الإشارات الكهربائية عبر الأعصاب. يمكن أن تساعد دراسة توصيل الأعصاب في تحديد ما إذا كان هناك ضغط على الأعصاب أو تلف فيها.

بناءً على نتائج هذه الاختبارات، يمكن للطبيب تحديد التشخيص الدقيق ووضع خطة علاج مناسبة.

خيارات العلاج المتاحة لاعتلال الجذور العصبية

تعتمد خيارات العلاج المتاحة لاعتلال الجذور العصبية على السبب الكامن وراء الحالة وشدة الأعراض. يهدف العلاج إلى تخفيف الألم، وتقليل الالتهاب، واستعادة وظيفة العصب المتضرر. تشمل بعض خيارات العلاج الأكثر شيوعًا ما يلي:

  • العلاج التحفظي:
    • الراحة: قد يوصي الطبيب بالراحة وتجنب الأنشطة التي تزيد من حدة الأعراض.
    • العلاج الطبيعي: يمكن أن يساعد العلاج الطبيعي في تقوية العضلات المحيطة بالعمود الفقري، وتحسين نطاق الحركة، وتخفيف الألم. قد يشمل العلاج الطبيعي تمارين الإطالة، وتمارين التقوية، والتدليك، والعلاج بالحرارة أو البرودة.
    • الأدوية: قد يصف الطبيب بعض الأدوية لتخفيف الألم والالتهاب. تشمل الأدوية الشائعة المستخدمة في علاج اعتلال الجذور العصبية مضادات الالتهاب غير الستيرويدية (NSAIDs)، ومسكنات الألم، ومرخيات العضلات، ومضادات الاكتئاب، ومضادات الاختلاج.
    • الحقن: قد يوصي الطبيب بحقن الكورتيكوستيرويدات في المنطقة المحيطة بالعصب المتضرر لتخفيف الالتهاب والألم. يمكن أن توفر حقن الكورتيكوستيرويدات راحة مؤقتة من الأعراض، ولكنها لا تعالج السبب الكامن وراء اعتلال الجذور العصبية.
    • الأجهزة المساعدة: قد يوصي الطبيب باستخدام الأجهزة المساعدة، مثل دعامة الظهر أو الرقبة، لتوفير الدعم وتقليل الضغط على العمود الفقري.
  • العلاج الجراحي: قد يكون العلاج الجراحي ضروريًا في الحالات التي لا تستجيب للعلاج التحفظي أو في الحالات التي يكون فيها هناك ضغط شديد على الأعصاب. تشمل بعض الإجراءات الجراحية الشائعة المستخدمة في علاج اعتلال الجذور العصبية استئصال القرص، واستئصال الصفيحة الفقرية، ودمج الفقرات.

من المهم مناقشة جميع خيارات العلاج مع الطبيب لتحديد الخيار الأفضل لك بناءً على حالتك الفردية. بالإضافة إلى العلاج الطبي، هناك بعض النصائح والاستراتيجيات التي يمكنك اتباعها في المنزل للمساعدة في إدارة أعراض اعتلال الجذور العصبية، مثل الحفاظ على وزن صحي، وممارسة التمارين الرياضية بانتظام، وتجنب التدخين، واستخدام وضعية جيدة أثناء الجلوس والوقوف.